سعد محمد الحطاب

تعرفنا على الكثير من داء كورونا، ومن أهم المعلومات التي تعلمناها احتياج الإنسان إلى الإنسان، الخدمات الإنسانية لا تعوضها الوسائل الأخرى مهما بلغ تطورها وتوافرها، في ظل هذه الجائحة الصعبة تفاجأ المواطن بشجاعة الكوادر الصحية التي تعمل ليل نهار من أجل راحة المصابين بفيروس كورونا. شجاعتهم أحد الدروس المدهشة التي تعلمناها في ظل هذه الظروف الصعبة نظرا لتقديم ما يحتاجه المرضى بتعامل مباشر. إن الشدة هي الاختبار الحقيقي لاستطاعة الفريق في إدارة الحدث. الفرق الطبية في مستشفيات المملكة كانت رائدة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية تحقيقا للمصلحة العامة. نتفق على حب فدائيي الوطن، ويطيب لنا التعبير عن هذا الحب، إحساسنا وعواطفنا الوطنية تأخذ بعضنا إلى الإسراف في المديح، فعذرا لأن حب الوطن شعور فطري نابع من ذواتنا لا يفرضه علينا أحد. لدينا إشارات متنوعة للتعبير عن حب الوطن بوسائل مختلفة منها صدق الكلام، والحفاظ على الأمانة والعمل، والرقابة الذاتية والفكر البناء، وتجسيد الانتماء والولاء. من الوطنية مثلا أن نشكر كل من قام بخدمة تساهم في بناء الوطن أو تحمي المواطن. إننا نجل ونقدر أبطال الواجب من رجال الأمن في كل القطاعات لما قدموه للوطن من بطولات لحفظ الأمن بعد الله عز وجل، وتقديم أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم. ويأتي بعد هؤلاء أبطال آخرون فلا تقل تضحياتهم عن تضحيات أبطال الحد الجنوبي بعد هجوم فيروس كورونا.

أما في مستشفيات بعض الدول الخارجية، فيعمل الأطباء والممرضون على مجابهة فيروس كورونا في ظروف نفسية صعبة جدا وبروح محطمة غير قادرين على القيام بالمهام التي أسندت إليهم مما زاد من تأزم الوضع في روح الطواقم والفرق. فعدم وجود دوافع الصمود وشجاعة الإقدام في روح الطواقم الطبية بالقدر الكافي يزيد من تأزم الوضع في نفوس كافة الكوادر، مما سيجعل روح الفريق تصاب بالفشل عاجلا أو آجلا.

لعل ما قدمته كوادر صحتنا خلال أزمة كورونا شاهد واضح على شجاعتهم بالرغم من خطورة انتشار الفيروس حتى صنعوا لأنفسهم الاحترام والاعتزاز. لا شك أن هذه الظروف الحرجة التي نمر بها الآن قد كشفت لنا أناسا كالكوادر الطبية الذين أصبحوا يشار إليهم بالبنان. فشكرا لهم لكونهم لم يقفزوا من المركب هربا حين اشتدت أمواج كورونا.

thufainah@gmail.com