كلمة اليوم

تلاحم القيادة والشعب في السراء والضراء، وطاعة ولي الأمر في المنشط والمكره، نهج ثابت امتازت به المملكة العربية السعودية، منذ عهد الملك المؤسس- طيب الله ثراه- وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-، وفي هذه الأيام الصعبة التي تمر على العالم بأسره بسبب جائحة كورونا المستجد وآثارها التي تسببت في ارتباك المشهد الداخلي لعدة دول في الشرق الغرب، يتكرر ذلك العهد ويتجدد الوعد بين قيادة لم تدخر جهدا وأحسنت التقدير والتدبير وحرصت وقدمت الجهود والبذل السخي والتضحيات في سبيل هدف واحد هو الأسمى في منظورها النبيل وهو سلامة الإنسان وكرامته، وقدرت على تجاوز هذه الأزمة بخير وأمن وطمأنينة، وكذلك دون أن تتأثر احتياجاته أو تتعطل مصالحه؛ وبين شعب مسؤول يلتف دوما حول قيادته ويستجيب بالطاعة والامتثال وحسن الانسجام مع كل ما من شأنه تحقيق المصلحة العامة والاستقرار الداخلي، فهي علاقة ميزت هذه البلاد المباركة ويتكرر تأكيدها مع اختلاف الزمان والظروف والتحديات المحيطة، مهما بلغت آثارها أو صعوبتها.

إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- التي وجهها إلى إخوانه المواطنين والمسلمين في كل مكان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1441هـ، والتي تشرف بإلقائها معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وجاء فيها: اسمحوا لي أن أتحدث باسمكم داعياً وشاكراً لكل أبنائي وبناتي المرابطين في الحدود والثغور، من الممارسين الصحيين، ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، وكل العاملين في قطاعات الدولة، والمتطوعين من أجل خير الإنسان وصحته، الذين يصلون الليل بالنهار لدرء المخاطر كافة عن إنساننا وبلادنا، وبخاصة مخاطر هذا الوباء، لهؤلاء جميعا أقول بارك الله جهودكم وكلل بالنجاح سعيكم وتقبل الله منكم خالص عملكم وتفانيكم في خدمة بلادكم.

وأنه - أيده الله يتألم أن يدخل علينا هذا الشهر العظيم في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة؛ وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن عزاءنا جميعا أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم، الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجلّ مقاصده العظيمة.

ختاما.. فجميع ما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- من عبارات قائد أبوية، وصلت إلى قلوب أبناء الوطن قبل أن تصل إلى آذانهم، تعكس ذلك التقارب بين القيادة والشعب، وتلك الرعاية وذلك الاحتواء الذي توليه حكومة المملكة لشعبها في موقف ثابت لا يتأثر بالظروف والمتغيرات بل يزداد قوة وصلابة.

article@alyaum.com