مطلق العنزي

كان هبوط أسعار النفط حكاية أنتجت «حكايات» وكشفت أقنعة، وأفراح «العالم الشعوبي» وفرقه الرداحة، وجهلاً عميماً، وقوماً يعلمون، لكنهم فضلوا الردح و«الركل من تحت الطاولة».

ليلة الثلاثاء الماضي، كانت مناسبة لـ«اللطم» والجلد المبرح وبكائيات لدى مضاربي عقود النفط، ونفس الطلمية البكائية كانت مناسبة أفراح وليال ملاح لدى الفرق الشعوبية، وفي مقدمتهم فرقة «الإخوان» ومحركاتها ومنهم شرذمة قطرية.

ماذا حدث؟

كان مضاربون قد شروا عقوداً آجلة للنفط، يمنون أنفسهم بالمكاسب، لكن فيروس «كورونا» وخلافات أعضاء «أوبك+» أوصلتهم إلى الهاوية. إذ كان عليهم أن يستلموا شحنات النفط يوم الثلاثاء، أو يترتب عليها أجور تخزين أكثر من قيمتها. والمضاربون، الذين لا يستطيعون دفع أجور التخزين، عرضوا العقود بأي سعر. وبعضهم ربما دفع كي يتخلص من أعباء تخزين الشحنات.

وكانت القنوات الفضائية تعرض مؤشرات بالسالب لهذه العقود.

واعتقدت الفرق الشعوبية أن النفط بدأ يباع بالسالب، وأن دول الخليج ابتداء من يوم الثلاثاء سوف تدفع من أجل بيع نفطها. بمعنى أن المملكة والكويت وقطر والإمارت وعمان سوف تدفع دولاراً أو أكثر، لكل من يأخذ برميلاً..!. وعزز هذا الفهم محللون «حلمنتيشيون»، ومرضى قلوب «أسود» من النفط، ومنهم «جهبذ» أبلغ مشاهديه أن آبار البترول يصعب إغلاقها، بمعنى أن الآبار تنتج «غصب» عن المنتجين..!

بعض القنوات تعرف أن مشكلة الانخفاض الصفري في أوراق العقود الآجلة، وليس لدى المنتجين، لكنها فضلت تضليل مشاهديها كي يشاركوا في حفلات «الزار» التي عمت فضائيات الفرق الشعوبية، وتلبس شاشاتها ومذيعيها جنون الانتقام من دول الخليج.

وبلغ هوس الكره الشعوبي، أن مذيعا في فضائية «مكلمين» التي تقدم نفسها تحت غطاء معارضة مصرية، كال الشتائم البذيئة والتشفي من الخليجيين، إذ استبد به الجهل واقتنع أن دول الخليج ستبيع نفطها بالسالب.

وفضائية «مكلمين» إخوانية «شعوبية» خالصة يتلبسها كره العرب، وإن «تمحلت» بذرائع، ويحركها «الأخ الأكبر» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الشعوبي» ومواليه بأصابعهم. وتمولها قطر التي ترعى فرقة الإخوان الشعوبية.

ولم يفطن المذيع البذيء إلى أن بترول الخليج وغازه يمول القناة ويدفع مرتبه، (قطر تمول القناة ومؤسسيها وتدفع أجور طواقمها)، ولو خسر نفط الخليج، سوف يطرده أردوغان ليتسول في شوارع إسطنبول. وما فطن أن الإخوان «الخليجيين» هم أيضاً يدعمون القناة وربما يمولونها ويتولعون بها حباً جماً. ولم يفطن إلى أن بترول الخليج يفتح ملايين البيوت في مصر والدول العربية، ويعيش عليه عشرات الملايين من العرب. ولو اختفى بترول الخليج سيكون البؤس والشقاء مديداً في كل الخريطة العربية.

يلاحظ أن فرقة الإخوان تكرر في منصاتها نفس عبارات الكره البذيئة التي كان يكيلها الشيوعيون والبعثيون لدول الخليج، وتحارب الخليج وتتشفى في مصائبه، كل ذلك تقرباً من المرشد أردوغان والقطعان الشعوبية وترويحاً عن النفوس المريضة.

وتر

يمد يديه للأفق وبهاء الطواليع..

وقلبه نهر من آمال..

للصباح مواعيد..

غداً ستشرق خصل الشمس..

كما جدايل الصبايا،

ونصي القصيم..

malanzi@alyaum.com