عبدالرحمن السليمان يكتب:

كنت أستمع إلى بعض التسجيلات القديمة لبعض اللقاءات التي جمعتني ببعض الأصدقاء الفنانين، أحدها يشارك فيه الفنانان عبدالحليم رضوي ومحمد السليم -رحمهما الله- وآخرون، كان رضوي متجليا في حديثه، كما كان السليم جادا وباحثا في عمق الفن لتحقيق الشخصية، مقابل بعض الظواهر السريعة التي مرت على الساحة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي. كان الفنان عبدالحليم رضوي جادا ومباشرا في حواراته وأقواله، ومشاركاته وحتى اختياراته، عمل بعد عودته من الدراسة في إسبانيا مديرا لجمعية الثقافة والفنون بجدة، وكان الفن التشكيلي فترة إدارته مفعلا بدرجة كبيرة، اشتغل معه الفنانون علي الغامدي وسليمان باجبع ومتعب الحواس وعبدالله حماس، وكان إشرافه على النشاط الفني واضحا ومؤثرا، فأقيمت أهم المعارض وأقواها، حتى إنه جمع عددا من فناني المملكة واستضافهم في معرض واحد بجدة عام 1983، عرفت رضوي محاربا شجاعا ضد كل الظواهر السلبية والتي كان الكثير منها يسطح الفن، لذا لم يكن لعديدين حضور أو تواجد فني بحضوره، كان يختار الأسماء بثقة، يعرف جديتها وبحثها الفني الحقيقي بما يحقق الشخصية الفنية التي تتجه إلى ما هو فني قبل أي شيء، كان على خصومة مع بعض الفنانين لهذا السبب، وكان محقا في كثير من المواقف، الآن وبعد غيابه -رحمه الله- لم تعد الساحة كما كانت تخضع لقوانين الفن ولجديته، بل إن أسماءً وأعمالا مغمورة ظهرت على السطح وتسعى أن تتسيد، الفنانون الأجرأ غابوا فانفتحت الساحة دون فرز يحدد الهويات ويقدم المختلف والمجدد والمبتكر، كثرت الأسماء والأعمال المبتدئة بعد أن كانت تنحصر في معارض الهواة والناشئين والواعدات، أتذكر موقف رضوي في إحدى المناسبات الفنية العربية الكبيرة، عندما وقف ضد ترشيح عمل لجائزة كبرى بسبب معرفته بأن العمل مرسوم عن طريق عمالة، المواقف والأحداث كثيرة، رحم الله عبدالحليم رضوي كان ولم يزل كبيرا.

solimanart@gmail.com