مي العتيبي

تشد مواقع التواصل الاجتماعي بلمعانها أنظار جميع الفئات بالمجتمعات، لكن الرتم السريع الذي تتحلى به هذه المواقع وسرعة انتشار المعلومة أو الخطأ أو الشائعة أو الخبر من خلالها، يستوجب غربلتها وتحديد معايير أخلاقية واضحة لمستخدميها وتوعيتهم بتلك الأخلاقيات بشكل مستمر من خلال هذه المواقع التي من المفترض أن تأخذ على عاتقها ضبط محتواها وفق معايير المقبول والمرفوض في كل ثقافة وإطلاق حملات منظمة لتحقيق هذا الهدف.

كما أنه تأتي بعد مرحلة زرع الأخلاقيات والمعايير الإيجابية لاستخدام هذه المواقع مرحلة وضع القوانين الصارمة والرادعة لمنتهكي هذه الأخلاقيات والمتجاوزين على الأديان والقيم والأخلاق باعتبارها مواقع آمنة وحاجبة للهويات!

حيث أثبت السقوط المتتالي مؤخرا لعدد كبير من الجهلة بأنظمة الجرائم المعلوماتية من خلال مواقع التواصل بما لا شك فيه أن الدولة والمجتمع أمام معضلة معقدة أطلق عليها مستخدمو هذه المواقع مسمى «مشاهير الفلس»، وهم أشخاص حظوا بأعداد كبرى من المتابعين وباتوا يخوضون في أمور أكبر بكثير مما يفقهون حتى بدأوا بالتخبط وتطبيع بعض التصرفات والشعارات غير المقبولة وصنع التأثير السلبي.

ورغم عدم أهليتهم لتحقيق التأثير الذي ننشد إلا أنهم يؤثرون ويبثون الفوضى، وهنا يتبادر السؤال المهم: لماذا؟

- لأنه لا توجد قواعد أخلاقية واضحة تجرم هذه التجاوزات بوضوح من خلال مواقع التواصل.

- لأن فهمهم القاصر للحرية يمنحهم انطباعا بأن ما يقومون به يدخل ضمنها.

- لأن غالبية متابعيهم من صغار السن أو المبهورين بالمظاهر الخداعة.

إن اختيار مهمة التأثير لابد وأن تحيط صاحبها بسياج عال من الحرص وتحري الدقة واحترام الدين والعرف والقانون، وإلا فإن عواقب هذه الخطوة ستكون وخيمة على المجتمع وصاحبها معا.

وتكمن الخطورة في أنه قد تتحول هذه المواقع «رغم سحرها وسهولتها» لمقبرة المستخدم «المشهور» الذي يفتقد الإحساس بالمسؤولية والإعداد الجيد لمحتواه الذي ينشره عبر حساباته فيها.

وبالمناسبة، شخصيا أعول كثيرا على وزير الإعلام المكلف معالي الدكتور ماجد القصبي إيجاد تنظيم مناسب لهذه الأنشطة يضمن استغلال هذه المواقع أفضل استغلال يخدم ثقافتنا ومجتمعنا ويعكس الصورة العظيمة لبلادنا ليس فقط داخليا بل على مستوى العالم أيضا.

@maiashaq