سيف الحارثي - الخبر

مطالبات بتواجد أمني على مدار الساعة

تكدس الغرف السكنية دون التقيد بالالتزامات الوقائية

زحام بالمحال المفتوحة وتجمعات أمام البنايات

«اليوم» تجوّلت داخل الحي خلال الفترة الصباحية وقبل ساعة من منع التجول، ورصدت العديد من المظاهر السلبية التي تهدد سلامة السكان؛ نتيجة عدم التزام عدد كبير من العمالة بالتعليمات والإجراءات الاحترازية الصادرة من الجهات المختصة، وهو الأمر الذي قد يتسبب في زيادة بأعداد المصابين وانتشاره داخل الحي في حال اكتشاف إصابات بين العمالة الوافدة التي تقضي نهارها في التجمعات والتجوّل دون أدنى مسؤولية.

هروب جماعي

ويتعمّد الوافدون الهروب عند رؤيتهم الكاميرات أو مرور دورية أمنية أو مركبة للبلدية بين وقتٍ وآخر، فيما كانت السلبيات السائدة هي تجمّعات العمالة أمام المحال المغلقة وجلساتهم عند أبواب البنايات بمجموعات متفرقة تراها موزعة على مختلف الشوارع داخل حي الصبيخة، إضافة إلى تجوّلهم داخل الطرقات وتكدّسهم داخل المحال المصرح لها مثل محال التموينات الغذائية، ومحال الخضار في منظر يُثير القلق والخوف من هذا التقارب والالتصاق بينهم، إضافة لتكدسهم داخل غرف صغيرة تخلو من أبسط معايير الصحة.

غياب الوعي

«اليوم» استطلعت آراء بعض المواطنين والمقيمين داخل الحي، وأوضح المواطن سعد الدوسري أن ما يحدث خلال فترة النهار قبل الساعة الثالثة عصرًا يهدد حياة الجميع؛ نتيجة عدم التزام العمالة الوافدة التي تقطن الحي بالتعليمات والأنظمة الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، ونلاحظ انتشارهم وتجمّعهم، وكأن الأوضاع طبيعية وتخلو من أي تحذيرات أو وباء مُعدٍ يهدد العالم أجمع، ولا يعلم أحد عن سبب هذه التصرفات التي قد تكون بسبب عدم الوعي لديهم بخطورة المرض أو لعدم وصول التعليمات والأنظمة الاحترازية لهم بسبب اختلاف اللغات.

تكثيف التواجد

وأفاد المواطن خالد العتيبي بأن هناك تواجدًا للدوريات الأمنية وموظفي البلدية داخل الحي باستمرار ويبذلون جهودًا كبيرة لحماية السكان وتطبيق الإجراءات الاحترازية، ولكن للأسف العمالة تختفي عند مشاهدتهم وبمجرد ذهابهم عن الأنظار يعودون للتجمعات أمام المحلات المغلقة وعند البنايات، وهو الأمر الذي يصعّب من مهام الجهات المعنية في التعامل مع المخالفين، مطالبًا بتواجد أكبر عددٍ من رجال الأمن، وفي كل الأوقات لإيقاف المخالفين حماية لصحتهم وصحة المواطنين.

تجاهل التعليمات

وأكد المواطن محمد الغامدي أن حي الصبيخة من الأحياء محدودة الدخل في الخُبر، والتي يسكنها آلاف من العمالة الآسيوية من أصحاب المهن البسيطة الذين يعمل غالبيتهم في المحال التجارية داخل الحي، مبينًا أن الوضع الظاهر للجميع أن العمالة غير ملتزمة بالتعليمات، وتجدهم يتجمعون بأعداد كبيرة في كل زاوية بالحي، ويتبادلون الأحاديث وقوفًا وجلوسًا، إضافة لتكدسهم داخل التموينات ومحلات الخضار دون استشعار بخطورة إصابتهم بالمرض أو انتشاره بينهم.

كارثة صحية

وأفاد المقيم محمد حسن بأن تجمّعات العمالة تبدأ بالعادة من الساعة التاسعة صباحًا وحتى موعد منع التجول الساعة الثالثة عصرًا وتكون بشكل يفتقد لإجراءات المحافظة على الصحة والوقاية من المرض نتيجة تقاربهم من بعضهم وعدم وجود مسافات تساعد على حمايتهم، والخطر من ذلك تكدسهم بأعداد كبيرة في مواقع سكنهم، وتجدهم يعيشون في غرف صغيرة، وهو الأمر الذي يُنذر بكارثة صحية لو تمت إصابة أحد منهم، وبالتالي نقله المرض للمخالطين له داخل السكن.

تعقيم وتطهير

وأوضح لـ «اليوم» رئيس بلدية الخبر م. سلطان الزايدي، أن منسوبي البلدية ومراقبيها يتواجدون بشكل مستمر داخل حي الصبيخة، ويرتكز عملهم على الرقابة الصحية داخل المحلات وخارجها وتنظيم العمل بها بالشكل الذي يحفظ الصحة العامة، فيما تمت مخالفة المحلات التي تتهاون بالتعليمات والأنظمة وإنذارها بالإغلاق في حال عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرًا إلى أن البلدية تقوم بأعمال التعقيم والتطهير المستمرة داخل حي الصبيخة وكافة المواقع الحيوية داخل الخبر، من خلال 36 معدة، وما يزيد على 80 من السيارات والآليات التي تستخدم أحدث الأجهزة والتقنيات، ووفق أفضل الممارسات المتبعة في هذا المجال، إضافة لأكثر من 250 عاملًا.

وأكد الزايدي حرص بلدية الخبر على توفير بيئة صحية وآمنة في كافة الأوقات، واستنفار كافة الموارد والإمكانات لمواجهة المواقف الاستثنائية، بالتعاون مع مختلف الجهات وضمن خطة محددة الأهداف تضمن سلامة أفراد المجتمع وأمان المنشآت والمرافق العامة.

توعية وإرشاد

وأشار المدير التنفيذي لمكتب هداية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالخبر الشيخ عبدالرحمن القرني، إلى تعاون المكتب مع بلدية الخبر والتجمّع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية؛ بهدف الاستعانة بالدعاة الأجانب المؤثرين والنزول ميدانيًا لمثل هذه الأحياء محدودة الدخل، ومنها حي الصبيخة، والتي يسكنها أعداد كبيرة من العمالة الوافدة لتوعية أبناء بلدانهم بالإجراءات الاحترازية وتوجيههم للوقاية من فيروس كورونا، إضافة لتقديم الترجمة وإعداد منشورات صحية بمختلف اللغات، بالتعاون مع الجهات المختصة وتوزيعها على العمالة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني لهم.

وأضاف إن جهود المكتب تندرج ضمن مبادرة «إنسانية وطن» التي جاءت تحت شعار «مقيم ومواطن.. صحتنا واحدة»، تأكيدًا على حرص المملكة على صحة المواطن والمقيم، وجعلها في أولوية اهتماماتها، مضيفًا إن عمل وخدمات القطاع الصحي تصل لكافة الأفراد بمختلف جنسياتهم، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتكاملها بين الجميع.

تكدس بالمحال المفتوحة، وتجمعات أمام المحال المغلقة، وأحاديث وجلسات عند مداخل البنايات، وتجول جماعي في الطرقات.. مشاهد مألوفة تقع عليها العين في «صبيخة» بالخبر، أحد الأحياء الشعبية التي يقطنها عمالة وافدة بالآلاف تشكل النسبة العظمى من السكان، وترتكب تلك المخالفات بالرغم من التواجد المستمر والجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الرقابية من الدوريات الأمنية وموظفي بلدية الخبر؛ لتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.