فيصل الظفيري

في ظل أزمة كورونا والظروف المصاحبة لها وفي هذه الأوقات الحرجة وبقائنا في منازلنا طوال فترة منع التجول فرصة كبيرة لمراجعة كثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا في الفترات الماضية.. وهي فرصة حقيقية للإنسان لتعديل سلوكه وتنمية مفاهيمه.

والفرصة سانحة هذه الأيام على وجه الخصوص في أن نفكر في حياتنا ومسيرتنا ونعيد هندسة سلوكياتنا في مختلف مواقعنا الحياتية والوظيفية.

فالحياة كما قال الكثيرون تمضي بخيرها وشرها دون أن يدرك الإنسان أنه أحيانا يحتاج إلى مراجعة النفس والوقوف في محطاتها للتأمل في بعض تصرفاته وسلوكياته.

فكثير منا ينغمس في ملذات الحياة وينسى أن هذا الزمان سيمضي والسعيد فينا هو من ترك خلفه أثرا إيجابيا يذكر له.

ولعل ميدان العمل يعد أحد الميادين التي نحتاج فيها لمراجعة النفس والتأمل في إجراءاته وآليات تنفيذه، ولو طبقنا هذه المراجعة على أحوالنا كموظفين وما نقدمه من جهود لخدمة المستفيدين فإنني أعتقد أن هناك فرصا كثيرة للتحسين قد بانت بوادرها وظهر رجالها في مختلف جهاتنا الحكومية. فكثير من إجراءات أعمالنا في هذه الأزمة تحسنت بشكل رائع يفوق الوصف وفتحت لنا فرصا لم تكن تخطر على البال. بل إن هناك من يتساءل أين كنا عن هذه الأساليب في السابق.

فالتوسع الذي حصل في استخدام التقنية والعمل عن بعد وحجم الإنجازات التي تحققت يدفعنا إلى أهمية مراجعة إجراءاتنا قبل أزمة كورونا وتعديلها حتى تكون ذات فعالية بشكل أكبر.

وفي رحم هذه الأزمة برزت كثير من الجهات الحكومية التي حسنت من إجراءاتها وطورت من أعمالها وخدماتها وابتكرت أساليب جديدة لتقديم خدماتها وممارسة أعمالها حتى أن المتابع يشك في أن هذه الأزمة قد مرت عليهم..

والفرصة ما زالت سانحة لكثير من التغييرات الإيجابية التي يمكن ممارستها في قطاع الأعمال وتقديم الخدمات عبر توظيف التطور التقني والذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء في تسهيل حياة الناس لكنها لن تأتي لنا إلا إذا استشعرنا أهمية مراجعة خدماتنا وأهمية أن نترك أثرا إيجابيا في أعمالنا.. والاستفادة من الموهوبين في أعمالنا لتقديم الأفكار وتحسين الأعمال ولعلنا نتذكر دائما أن رب ضارة نافعة.

dhfeeri@