د. شلاش الضبعان

مع منع التجول وجلوسي مع عائلتي أكثر الوقت في البيت اكتشفت الكثير، ومما اكتشفت ثلاثة أمور:

الأول: ضخامة الجهود التي تقوم بها زوجتي في العناية بالبيت وتربية الأولاد، مع الصبر العظيم على تصرفاتهم وأخطائهم ومشاحناتهم.

والثاني: أن الخلافات التي كانت بيني وبين زوجتي هي خلافات في أمور سطحية لا تستحق القطيعة والغضب والجرح الذي كان يتم بسببها.

والثالث: أنه من الممكن حل هذه الخلافات بجلسة حوارية داخلية بدون أي تدخل من أطراف خارجية، حتى ولو كانوا يرون أنفسهم فاعلي خير، فلا يمكن أن يكون أحد أعرف بالمشكلة ممن يعايشها.

ولذلك أقول لزوجتي: آسف عن كل ما مضى، وسأسعى لتعديل الأوضاع فيما بقي، فرجوعي بعد وقت العمل لبيتي لأجد كل شيء بأبهى صورة كان رسالة لي بحجم الجهد الجبار المبذول قبل دخولي البيت، ولذلك فغضبي من أشياء صغيرة لم يكن مبرراً.

عندما أصبحت قريباً من زوجتي هذه الأيام عرفت ما تتميز به من صفات، وأن الحدة التي كانت موجودة سابقا في الطرح مني ومنها، كان سببها الضغوط والمتاعب الخارجية، ولذلك سأسعى بالتعاون معها لتحييد هذه الضغوط، وإبقائها خارج البيت والقلب.

ومن خلال الجلسات المطولة في هذا الوقت قمنا بحل الكثير من الأمور العالقة، ولذلك لو كنت أعطيتها وقتاً قبل ذلك لم تصبح ككرة الثلج، بدأت صغيرة وتدحرجت ليكبر حجمها وتؤذي وتهدم ما أمامها.

البيت هو مركز الانطلاق نحو النجاح، ومقر بناء القيم لكل فرد من أفراده، ويجب أن تكون البيوت مصدر الأمن والراحة والسعادة، ولذلك لابد من المراجعة الدورية لكل ما يعيق رسالة البيت أو يتسبب في تدميره.

في الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ.

وعندما جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يريد تطليق زوجته، سأله الفاروق عن السبب، فلم يقل إنه يكرهها بل قال: لا أحبها، فرد عليه عمر رضي الله عنه: ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية والتذمم؟.

آسف زوجتي حباً ورعايةً وتذمماً.

@shlash2020