أدار الندوة - عبد الله العماري

ممارسون ناقشوا في ندوة «اليوم» منظومة العمل داخله

أكد ممارسون صحيون أن العمل في مراكز الحجر الصحي يتم وفقاً للمعايير العالمية في التعامل مع النزلاء، عبر منظومة من خدمات الرعاية الصحية والتوعوية، وتطبيق بروتوكولات وسياسات مكافحة العدوى المنفذة في المنشآت الصحية. وأشاروا خلال «ندوة اليوم» إلى توفير خدمات التغذية والنظافة العامة لتحقيق بيئة صحية تدعم الراحة النفسية للنزلاء منذ لحظة دخولهم وحتى خروجهم بعد انقضاء فترة الحجر.

حاجي: الكوادر الصحية ذات كفاءة عالية

قالت د. ألحان حاجي: يتم في كافة المحاجر الصحية التي أنشئت في إطار الجهود والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للسيطرة على فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19»، ومنع انتشاره تأمين كافة احتياجات النزلاء فيها، وتقديم الخدمات والرعاية المقدمة لهم حيث فعّلت وزارة الصحة العديد من الخطط والبرامج في المرافق الإيوائية، من خلال دعمها بعيادة طبية مجهزة، وعدد من الكوادر الصحية، وفرق الصحة العامة، وفرق مكافحة العدوى، سعيًا منها لتهيئة الجو الأمثل، والصحي لنزلائها لحين خروجهم من فترة الحجر الصحي.

وأضافت: إن الكوادر الصحية تعمل على مدار الساعة لخدمة نزلاء المحاجر، وذلك ضمن إجراءاتها الاحترازية التي اتخذتها في وقت مبكر للقادمين عبر الرحلات الدولية لضمان سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا.

ولفتت إلى أن جميع الكوادر الصحية العاملة في هذه المحاجر كفاءات مدربة على مثل هذه الحالات، ويمثلون أطباء وممرضين، وأخصائيي صحة البيئة، والصحة الوقائية، وفنيي المختبرات، والإداريين، وأخصائيين اجتماعيين، ويشكل كل محجر صحي منشأة تؤدي أهدافها وفقاً لمتطلبات الصحة الوقائية ضمن المعايير الدولية ومعايير هيئة الغذاء والدواء السعودية والجهات الصحية.

وأشارت إلى أن مراكز الحجر جزء من إستراتيجية متكاملة تضعها الخدمات الطبية بوزارة الصحة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في المملكة، وهو إجراء احترازي للقادمين من خارج المملكة، ويتم استضافتهم 14 يوماً، ويتم خلالها فحصهم وأخذ عينات منهم قبل مغادرتهم الحجر في حال ثبوت خلوهم من الفيروس خلال هذه المدة.

وأوضحت أنه يعمل ضمن فرق العمل أخصائيو تغذية للتعامل مع حاجة النزلاء الصحية في الغذاء، إضافة إلى خدمات استشارية أخرى يتم تنسيقها مع المستشفيات المشغلة للمحجر الصحي مثل الاستشارات النفسية، لضمان راحتهم خلال مدة الحجر الصحي، ويشغل هذه المحاجر من خلال مركز القيادة والتحكم ومديريات الشؤون الصحية التي تطبق سياسات صارمة، ومن بينها تقصي الحالات وفحص المخالطين لمنع تفشي الوباء، حيث سخرت جميع الطاقات اللازمة في هذا الخصوص.

وأكدت أن سياسة الحجر الصحي أثبتت نجاحها من خلال اكتشاف بعض حالات الإصابة لأشخاص كانوا في الحجر، وساهمت في منع مخالطة المصاب لآخرين ما يحد من انتشار الفيروس في المجتمع.

تدريبات متطورة على مكافحة العدوى

أشارت الأخصائية الجوهرة النمشان إلى أن الكوادر العاملة في المحاجر الصحية تضم فرقا من مكافحة العدوى والصحة الوقائية، تقوم بتطبيق السياسات والإجراءات الخاصة بالاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى وكذلك الاحتياطات المبنية على طرق انتقال المرض، وتعميم ومتابعة ذلك داخل المحجر. ومن المهام الملقاة على عاتق هذا الفريق ضمان الالتزام بالدليل المعتمد لسياسات وإجراءات احتياطات العزل، إضافة الى توفير الإمكانات والمعدات التي تتيح لمقدمي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين مداومة الممارسة الجيدة لمكافحة العدوى.

وأوضحت أن وزارة الصحة اتبعت المعايير العالمية في هذا الشأن، وأبدت حرصا شديدا للحد من انتشار العدوى بين النزلاء والممارسين الصحيين، وتعمل فرق مكافحة العدوى بشكل يومي وعلى مدار الساعة لمراقبة الوضع العام ووضع آليات لا تعمل على الحد من انتشار العدوى فحسب بل تمنع ظهورها أيضا. كما حرصت الوزارة على اتباع سياسات تضمن الوصول إلى أفضل مستوى وقاية ومكافحة العدوى لكل من الأطباء والتمريض والنزلاء معاً؛ وعليه، تم إجراء التدريبات اللازمة للعاملين والفريق الطبي لتحقيق ذلك.

ولفتت إلى أن الوقاية من العدوى ومكافحتها تعتمد على تطوير التنسيق مع العاملين في الحقل الطبي كافة، سواء مقدمي الرعاية الصحية في المحاجر الصحية أو المختبرات الطبية وغيرهم. كل محجر صحي ملزم بإنشاء أنظمة رصد للعدوى ويتوجب على كل محجر وضع خطة واضحة للتنظيف والتطهير وإزالة التلوث، مع ضرورة متابعة الالتزام بهذه الخطة من خلال العمل كفريق واحد فيما بين الأطباء وإدارة المستشفى وهيئة التمريض.

وأبانت بأن طرق مكافحة العدوى، التي تم تنفيذها في المحاجر متعددة ومختلفة ولكن متكاملة فيما بينها لضمان توفير البيئة المعقمة، البداية كانت باليدين إذ ينبغي تنظيفهما وتعقيمهما جيدا قبل الشروع في أي إجراء طبي مع النزيل وبعده، لاسيما في حالات سحب عينات منه وذلك يتم من خلال تعقيم اليدين أولا ووضع قفازات والتخلص من الإبر المستخدمة بالطريقة الصحيحة.

وتابعت: يجب ارتداء الملابس الوقائية بالمحجر ووضع كمامة الفم والأنف والنظارات الواقية للعينين لحمايتهما من التلوث الناتج عن الرذاذ أو أي سائل ملوث. والتخلص من النفايات وتطهير مكانها، ويتوجب إرشاد عمال النظافة إلى الطرق السليمة في جميع الأمور المتعلقة بمكافحة العدوى والحفاظ على نظافة بيئة العمل المحيطة بهم.

ضرورة التخلص الآمن من النفايات

لفتت الاختصاصية مدى عبدالرحمن إلى أن وزارة الصحة تشدد على أهمية استمرار جودة النظافة العامة بالمحاجر الصحية حسب المواصفات المعتمدة والتخلص السليم والآمن من النفايات العامة «الصلبة» بالمحجر حسب المواصفات المعتمدة، كما يتابع فريق الصحة الوقائية تطبيق المعايير المطلوبة لجودة النظافة العامة والتخلص السليم والآمن من النفايات العامة.

وأشارت إلى توفير العدد الكافي من عمال النظافة المدربين، وتوفير وسائل الحماية الشخصية لعمال النظافة، والسلال والحاويات وكافة الأدوات اللازمة في جميع مرافق المنشأة الصحية للتخلص من النفايات، ونقلها خارج المحاجر بانتظام، واستعمال منظفات ومطهرات حسب معايير قسم مكافحة العدوى بالمنشأة، وحفظ مواد النظافة والأدوات في مكان آمن وبعيد عن النزلاء.

وأوضحت أنه من ضمن الإجراءات الاحترازية التي تطبقها وزارة الصحة في المحاجر لمنع تفشي فيروس كورونا تخصيص بعض العمالة للقيام بمهام النظافة لتغطية العمل على مدار الـ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع، بعد تدريبهم بعناية على كيفية التعامل مع نظافة غرف العزل والطريقة الصحيحة للملابس الخاصة بالوقاية وكذلك نظافة اليدين بعد كل عملية تنظيف، وجرى ذلك بعد توزيع منشورات توعوية بلغات العمالة المختارة حول كل ما يتعلق بفيروس كورونا وطريقة العمل والتعامل السليم مع جميع الأعمال المحددة لهم. ولزيادة الحرص على تجويد الاحترازات تم تخصيص سكن خاص لهم داخل المستشفى، بحيث لا يختلطون بأحد من العمالة في سكنهم وذلك على مدار المناوبات بالإضافة إلى صرف وجبات التغذية لهم مجاناً.

برامج تثقيفية لمقدمي الرعاية والمرضى

بين الممارس الصحي حمد الرسيني، أن الجانب التثقيفي يعتبر من الجوانب المهمة جدا في هذا الشأن، سواء لمقدمي الرعاية الصحية أو النزلاء، وهنا يقع على عاتق القائمين على قسم مكافحة العدوى إعداد منشورات أو كتيبات توضح أهمية هذا الأمر وكيفية الحفاظ على النظافة العامة والتعقيم، إلى جانب ورش عمل ودورات تدريبية لمختلف الأقسام لتدريبهم على بعض الوسائل الحديثة في مكافحة العدوى.

وأكد أن صحة العاملين بالمحجر من الأمور المهمة جدا لضمان منع انتقال العدوى منهم أو إليهم، وذلك يتم من خلال توعيتهم ببرنامج مكافحة العدوى والتعقيم والنظافة وإعداد الطعام وخدمات الصيانة لما لها من علاقة مباشرة مع المرضى.

وشدد على أن فرق التثقيف والتوعية الصحية هي أحد أركان فريق المتابعة الذي شكلته الوزارة لمتابعة النزلاء وتثقيفهم حول هذا المرض، وقد كانت روح التعاون حاضرة من أفراد الفريق الواحد في كل خطوة يقومون بها بكل عزيمة وتصميم، ووضعت الفرق استراتيجيتها للعمل في المحاجر الصحية آخذة بعين الاعتبار حساسية المجتمع نحو الجوائح والأمراض المعدية بوجه عام، وقابلية المجتمع على تطبيق الإرشادات والالتزام في نفس الوقت، لذا كان الاهتمام قائما من ناحية إيصال المعلومة بالطرق المناسبة وشرح أعراض وطرق انتشار المرض على هيئة بث نشرات توعية ورسائل تثقيفية.

ولفت إلى طباعة وترجمة جميع المواد التوعوية لغات «الانجليزية والأوردو والهندية»، وتم كذلك دعم الخطة التعريفية بالمحاضرات والمواد التوعوية، كما وزعت البنرات والملصقات على جميع المحاجر الصحية لتعزيز الوعي وتوزيع البطاقات الإرشادية اللازمة للحجر والعزل الصحي، وتعميمها على جميع المحاجر مع كافة التعليمات اللازمة خلال فترة العزل المذكورة، والتشديد على أهمية عنصر الوقاية واتباع الطرق الصحيحة لتجنب عدوى الإصابة بالفيروس. كما يقوم فريق التثقيف بالرد على استفسارات أفراد النزلاء، وإطلاعهم على الوضع، وكافة المستجدات والتفاصيل لإشراكهم في العملية التوعوية حسب اختلاف جنسياتهم ولغاتهم.

الدعم

النفسي ضرورة طبية

أكدت د. ولاء الرفاس أن نزلاء المحاجر الصحية يحظون بخدمات الدعم النفسي، والتدخلات النفسية المتخصصة لمواجهة الضغوط والقلق، وتستهدف هذه الخدمات الأفراد والأسر، عبر نخبة من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لمدة 12 ساعة يومياً عدا الجمعة والسبت.

وأضافت: إن وزارة الصحة أولت الرعاية النفسية اهتماماً خاصاً جنباً إلى جنب مع الرعاية الصحية العلاجية، وكذلك الصحة العامة، والوقائية، مبينة أن النزيل يجهل حقيقة إصابته من عدمها، كما أنه يتخوف من أن هذا الوباء لا علاج له في الفترة الحالية، وأنه يجلس حالياً بعيداً عن ذوية وأصدقائه، ويجب عليه التكيف مع هذه الظروف، وتطويعها باستخدام استراتجيات تكيفية مناسبة، تقلل من الآثار السلبية على صحته وراحته، وتعمل على تحقيق التوازن والراحة النفسية، وذلك بمسايرة هذا الوضع والتأقلم معه، لذلك بات التكفل النفسي بهؤلاء النزلاء ضرورة طبية تفرض نفسها قصد التوصل إلى أفضل سبل الاتصال بين المريض ومحيطه، وتسمح بتكيف أفضل مع متطلبات هذه المرحلة وتطوراتها التي ربما تكون إيجابية بسلبية نتائج الفحص، أو سلبية بإيجابية نتائج الفحص المختبري وإعلان إصابته بهذا الفيروس.

وقالت: من هذا المنطلق يعمل طاقم الطب النفسي على التخفيف من المعاناة التي يعيشها نزلاء المحاجر من خلال إستراتيجيات للمواجهة يسعى الأخصائي من خلالها إلى خفض التوتر وتحقيق التوازن، سعيا لتحقيق توافق نفسي أفضل لدى كل فرد بالمحجر. وأكدت أن الخدمة التخصصية جاءت تلبية للحاجة الماسة لها ومساهمة من الوزارة في تطوير خدمات الصحة النفسية بالمملكة للمستفيدين، وبما يتوافق مع برامج التحول الصحية للمملكة ورؤية الوطن 2030 التي تهتم بالتطوير في الخدمات الصحية وتجويدها.

ولفت إلى أن نزلاء المحاجر يحظون بخدمات مختلفة من بينها الخدمة الصحية التي تبدأ منذ وصول النزيل بالتقييم السريع لحالته، وإعداد ملف طبي واستمرار الفرق الطبية بمراقبته صحياً بشكل يومي مع الأخذ بالاعتبار جانب الصحة الوقائية، ومنع انتشار المرض في حال ثبوت الإصابة، حيث يتم في اليوم الأول أخذ عينه وإرسالها للمختبر الإقليمي في كل منطقة للتأكد من خلوه من الإصابة بالفيروس، ثم يتم أخذ عينة أخرى في اليوم الثالث عشر للتأكد من عدم إصابته قبل خروجه من الحجر الصحي، كما تتضمن الخدمات الفندقية للنزلاء تقديم 3 وجبات يومياً، وخدمتهم على مدار الساعة، وتقديم خدمات غسيل الملابس بعد تأهيل تلك المرافق للتعامل مع الملابس بطريقة صحية وتنظيف الغرف يومياً وتعقيمها، والتعامل بشكل خاص مع النفايات واعتبارها كنفايات طبية لسلامة الجميع.

وأوضحت أن إجراءات التعامل مع المشتبه به منذ وصوله من الدول الموبوءة إلى لحظة خروجه من المحجر تتم بخطوات مدروسة، بداية يحوّل للمحجر الصحي ويخضع للفحوصات مباشرة، فإذا كانت لديه أعراض إنفلونزا يبقى بالمستشفى، وبعد التعافي يحوّل للمحجر المخصص للمشتبه بهم. وتؤخذ من المشتبه عينة في المستشفى وتظهر النتيجة خلال 24 ساعة، وبعدها ترسل للمختبر المركزي، ففي حالة السلبية يبقى بالحجر الصحي حتى يكمل المدة المطلوبة وهي 14 يوماً، وفي اليوم 13 يتم أخذ عينة أخرى وفي حال تأكدت السلبية يخرج من الحجر في اليوم الـ14.

وأشارت إلى أن كل شخص من المحجورين يسكن غرفة مستقلة لا يخرج منها، أما الأطفال فيظلون برفقة ذويهم سواء الأب أو الأم في غرفة مستقلة ويمنع تجولهم في الفندق وخروجهم من الغرف؛ طبقاً لتعليمات وزارة الصحة.

ويتم التعامل مع نزلاء الحجر الصحي كضيوف لوزارة الصحة وكل طلباتهم مجابة ويتمتعون بخدمات فندقية خمس نجوم، ويتم توفير الوجبات اليومية لهم بواسطة شركة متعاقدة مع الوزارة؛ وفق الاشتراطات الصحية ومكافحة العدوى، إضافة لتوفير المواد الغذائية ومغسلة الملابس، كما يتم تقديم الخدمات الطبية للنزلاء على مدار الساعة، فالطاقم الطبي يزور كل شخص في غرفته بشكل مستمر.