عبدالعزيز العمري - جدة

مختصون أكدوا لـ «اليوم» أهمية دور المواطنين والمقيمين في محاصرة الوباء

أكد مختصون أن كلمة وزير الصحة د. توفيق الربيعة كشفت العديد من النقاط الجوهرية عن أزمة كورونا والوضع الحالي في المملكة وحجم الدعم المقدم من القيادة الرشيدة -يحفظها الله-، لمواجهة الفيروس، ومعالجة الآثار المترتبة على منع التجول، وغيرها من النقاط بواقعية ومهنية ولغة رصينة محصنة بالدراسات العلمية.

وأوضحوا في حديثهم لـ «اليوم» أن المواطنين والمقيمين أمام مفترق طرق بمساعدة الوزارة في تنفيذ الإجراءات المطلوبة ومحاصرة الوباء والسيطرة عليه والتعاطي مع تلك الجائحة بأفضل الطرق، وإما التساهل مع عواقب ربما تكون وخيمة على الجميع.

العلاوي: دحر الوباء يقع على عاتق الجميع

قالت استشارية مكافحة العدوى والأستاذ المشارك بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. مها العلاوي: «بكل شفافية خاطب وزير الصحة المواطن والمقيم، موضحا أن دحر الوباء يقع على عاتق الجميع، اذ بذلت الدولة مجهودات جبارة لحماية رعاياها بدءًا من تعليق الصلاة والرحلات وفرض التعليم الإلكتروني والحظر في مختلف مناطق المملكة وتجهيز الكادر الصحي ودعم ميزانية الصحة لتتواءم مع التطورات التابعة لتفشي مرض كورونا، ويرى علماء الأوبئة أن عدد الحالات في المتوسط التي سيسببها الشخص المصاب خلال فترة العدوى تتراوح من حالتين الى ثلاث حالات لذلك يتطلب منا كموطنين الالتزام بالابتعاد الاجتماعي والحجر الذاتي ومتابعة وتطبيق جميع توصيات الصحة لوقف سلسلة العدوى».

الدوسري: الإجراءات الاحترازية غير مسبوقة

ذكر المواطن مبارك الدوسري أن وزير الصحة وفق في طرح خطورة الوباء إذا لم يطبق الجميع الإرشادات والتوجيهات والالتزام بما حذرت الوزارة منه وشددت عليه خاصة المخالطة والتجمعات، كما أوضح الوزير في كلمته الجهود الجبارة التي قامت بها الدولة والإجراءات الاحترازية الصارمة غير المسبوقة، والتي تستهدف منها تقليل المخالطة، وقابلها جزء من المجتمع بكل أسف بعدم الاهتمام بها، وهو ما سيسهم في انتشار الجائحة إذا لم يستشعر كل منا مسؤوليته، والكرة اليوم في ملعب أفراد المجتمع بكل فئاته الذين يجب عليهم التعاون والالتزام بالإرشادات والتوجيهات، خاصة وأن التهاون قد يؤدي للوصول إلى مستوى لا يستطيع القطاع الصحي مواجهته.

الجهني: الاجتهادات العشوائية أرهقت المجتمع

أضافت الأكاديمية د. دليل مطلق القحطاني إن ما قامت به المملكة من إجراءات كبيرة لاحتواء الجائحة وضمان سلامة الأفراد، لهو أكبر دليل على أن حماية وصحة المواطن والمقيم هي من الأولويات لديها، وعملت على تكثيف الإجراءات الوقائية من خلال القرارات الصارمة بمنع أماكن التجمع البشري وإيقاف أداء الصلاة في المساجد وتعليق المدارس والجامعات وإغلاق المجمعات التجارية وأماكن الترفيه وقاعات المناسبات وغيرها، ونستطيع القول إننا نحتاج لتعاون وتكاتف وعمل بعمق وتأكيد المواطنة وإننا «كلنا مسؤول»، فلابد أن يكون هناك وعي والتزام من المواطن والمقيم في اتباع التعليمات الصادرة من وزارة الصحة بالالتزام بطرق الوقاية واستشعار المسؤولية، ونقدم الشكر للأطباء والممارسين الصحيين ورجال الأمن الذين يعملون في الميدان، جزاهم الله عنا خير الجزاء.

القحطاني: التزام المواطن والمقيم واجب

قالت المشرفة التربوية هانية فطاني: «إن وزارة الصحة تأهبت بجميع منسوبيها لمواجهة الوباء من تقديم رعاية صحية فائقة لمن يُحتَمل إصابته ومن ثبتت إصابته فعليا، ورفعت جاهزيتها من أسرة وعنابر للحجر الصحي بكافة مستشفياتها في المدن والقرى كما أوضح وزير الصحة في كلمته، وما يتطلبه هذا الفيروس من إجراءات احترازية ووقائية تحد من خطر استفحال انتشاره بين أفراد المجتمع، وحفاظًا على الأرواح أصدرت الدولة العديد من القرارات مع التأكيد على أهمية وعي المواطن والمقيم والذين لهم دور كبير في المساعدة على القضاء من خطر انتشار الوباء بالتزامهم بتعليمات وزارة الصحة، لذا لزامًا علينا كمواطنين ومقيمين أن نتبع كل ما تمليه علينا حكومة المملكة الرشيدة للنجاة من هذا الوباء والخروج بأقل الخسائر البشرية والاقتصادية، فكلما زاد الالتزام ارتفعت فرص القضاء على هذا الفيروس، وعدنا لممارسة حياتنا كما كانت».

فطاني: الوعي سبيل النجاة

أفادت أستاذ المالية المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. سهى العلاوي، بأن كلمة وزير الصحة تميزت بالشفافية وكشفت جهود القيادة الرشيدة من مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص، خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية، الأكثر تأثراً من تبعات الوباء، ووصل حجم المبادرات إلى ما يزيد على 70 مليار ريال من إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية لتوفير السيولة للقطاع الخاص، بالإضافة إلى برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال في المرحلة الحالية، كما قامت بعدة مبادرات عاجلة للتخفيف من الآثار المترتبة على القطاعات المتضررة من هذه الجائحة وخصصت الحكومة السعودية ميزانية طوارئ خاصة لتغطية الاحتياجات الممكنة التي قد تطرأ بسبب هذه الجائحة.

أشار رئيس قسم المالية في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز د. فيصل النوري إلى أن الدعم المالي السخي الذي قدمته حكومة المملكة، بناء على توصية المجلس الاقتصادي برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد -يحفظه الله- والذي يتجاوز 15 مليار ريال لرفع جاهزية القطاع الصحي وشراء الأجهزة الطبية وغيرها من المستلزمات وتوفير الكادر الصحي، يؤكد أن الرعاية الكريمة للمواطن والمقيم تعتبر أولوية في المملكة وتعكس قدرة المملكة على مواجهة الأزمات والتحديات غير المتوقعة، ونحن كمواطنين ومقيمين في هذا الوطن المعطاء وهذه الأرض المباركة، من واجبنا أن نتعاون للحد من هذه الجائحة وأن نعمل بشعار كلنا مسؤول. وذلك باتباع التوجيهات والتعليمات التي صرح بها وزير الصحة وخاصة بالبقاء في منازلنا والالتزام بالحجر المنزلي.

النوري: المملكة قادرة على مواجهة الأزمات

شددت الإعلامية أسماء الغابري على ضرورة مصارحة المجتمع وإطلاعه على كل ما يجري بشفافية، عن طريق إعطاء المعلومة الصحيحة لإزالة أي سوء فهم قائم وأيضاً لإنشاء قاعدة معلومات صحيحة، مضيفة إن خطاب وزير الصحة الذي ألقاه بالأمس اتسم بالشفافية والوضوح، وحمل هذا الخطاب الكثير من الرسائل التي يجب الالتفات إليها، ومنها إيضاح أن القيادة تقف على كل التطورات وأن شغلها الشاغل توفير ما يلزم من دعم لوجستي ومادي لا محدود لتخطي هذه المرحلة الحرجة وحماية المواطن والمقيم، والرسالة الثانية أن وزارة الصحة تبذل كل جهودها وتسخر كل إمكانياتها وطواقمها الطبية والإسعافات وحتى الأبحاث العلمية لمواجهة هذا الفيروس ووضع تصور للسيناريوهات المحتملة القادمة والاستعداد لكيفية التعامل معها حتى في أسوئها، ورفع التوصيات للقيادة بماهية التدابير اللازمة لحماية المواطن والمقيم، والتي ترحب بها قيادتنا الرشيدة وتعتمدها حتى وإن أضرت بالاقتصاد فالإنسان لديها أولاً.

الغابري: المصارحة تزيل سوء الفهم

لفت الأكاديمي بجامعة جدة د. محمد باعلوي إلى أن ما يميز إجراءات المملكة عن غيرها اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالتدريج وحسب الأهمية بحيث يكون هناك توازن بين المصلحة الصحية العامة وبين إنجاز مصالح الناس، كذلك فإن المملكة وفي أحلك الظروف لا تنسى الحالات الإنسانية فكل قرار له استثناء لجهات محددة لكي تسير حياة الناس بكل سلاسة دون تعطيل، ولعل الذي يرى أوضاع العالم أجمع حتى المتقدم منه يرى ما تعاني منه أسواقهم من نقص في المواد الغذائية والاستهلاكية بينما في بلادنا حرسها الله نرى توافر كل شيء كما لو كان الوضع طبيعيا.

باعلوي: توازن بين المصلحتين العامة والخاصة

أكد مختصون أن كلمة وزير الصحة د. توفيق الربيعة كشفت العديد من النقاط الجوهرية عن أزمة كورونا والوضع الحالي في المملكة وحجم الدعم المقدم من القيادة الرشيدة -يحفظها الله-، لمواجهة الفيروس، ومعالجة الآثار المترتبة على منع التجول، وغيرها من النقاط بواقعية ومهنية ولغة رصينة محصنة بالدراسات العلمية.

وأوضحوا في حديثهم لـ «اليوم» أن المواطنين والمقيمين أمام مفترق طرق بمساعدة الوزارة في تنفيذ الإجراءات المطلوبة ومحاصرة الوباء والسيطرة عليه والتعاطي مع تلك الجائحة بأفضل الطرق، وإما التساهل مع عواقب ربما تكون وخيمة على الجميع.