عبدالرحمن المرشد

جائحة كورونا أثرت على العالم، وهزت الاقتصاد، وانتشرت بشكل كبير ومخيف أرعب سكان المعمورة، ومن أبرز عوامل انتشارها التواصل والاحتكاك بين البشر والتجمعات بين الناس، ولذلك يحذر كافة مسؤولي الصحة على المستوى الدولي من هذا الأمر؛ منعا لزيادة الانتشار، ويفضل الحجر في المنزل لأطول فترة ممكنة والخروج للضرورة القصوى فقط؛ حتى لا يحدث مـكروه، وقـانا الله شـر هذه الجائحة.

الوعي - ولله الحمد- موجود بشكل كبير على مستوى المواطن والمقيم في المملكة، حيث نشاهد التزاما بموضوع الحجر الصحي وعدم الخروج في الوقت المتاح إلا للحاجة، وكذلك عند الوقوف أمام محاسبي الأسواق تجد هناك مسافة كافية بين المستهلك والذي يليه، وتلاحظ أيضا الاهتمام بلبس القفازات والكمامات؛ مما يؤكد أن نسبة الوعي مرتفعة بشكل كبير، وبرغم ذلك لا بد من نظام صارم لتطبيق الأنظمة وهو ما قامت به المملكة؛ حرصا على المواطن والمقيم ولله الحمد.

مشكلة البعض يلتزم بالحجر ولكن عندما يتعلق الموضوع بالأهل تختلف درجة الالتزام لديه، ويعتقد أن الزيارات العائلية فرض لا يمكن التنازل عنه ـ من باب المحبة ـ ونحن نعلم ذلك، ولكن نقول لهؤلاء من باب الحرص والخوف على والديك وأقاربك من الدرجة الأولى يفترض ألا تزورهم هذه الفترة أو تقلل من زيارتهم قدر المستطاع؛ لأن التباعد في هذا الوقت هو الحل الأنجع- بإذن الله- ولنا في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام خير دليل عندما أمر بعدم الدخول للمنطقة الموبوءة أو الخروج منها إذا وصلها الوباء.

في الوقت الحاضر- ولله الحمد- يوجد الكثير من البدائل التي تقلل من حرارة الاشتياق إذا كان البعض لا يستطيع الابتعاد عن أحبابه، حيث سهلت التقنية الكثير وبإمكاننا أن نشاهدهم أمام أعيننا كل ساعة بالصوت والصورة وأن نطمئن عليهم، وبذلك نستطيع الحد من زياراتنا المتكررة للوالدين والأهل؛ حفاظا على سلامتهم وسلامتنا.

المرحلة الحرجة التي نمر بها تتطلب منا التوخي وأخذ أقصى درجات السلامة؛ لأن التهاون لن يضر بنا أو بمحيطنا القريب فقط ولكن سيتعدى ذلك إلى المجتمع بشكل عام، وبالتأكيد لا يرغب أحد منا الإضرار بمحيطه ودولته التي ضحت بكل شيء من أجل سلامته.

أنا متأكد أن الجميع لا يرغب بالمضرة، ولكن ربما تأتي منك بدون علم أو دراية، ولذلك يفضل إتباع الإرشادات والتعليمات قدر المستطاع؛ لأننا في سفينة واحدة، وبالتعاون سنصل سالمين- بحول الله- إلى بر الأمان.. والله خير حافظا.