طارق آل مزهود - الدمام

أشادوا بجهود السفارات الاستثنائية لرعايتهم وتلبية احتياجاتهم

كشفت أزمة كورونا للعالم أجمع من يدعي حقوق الإنسان ومن يطبقها على أرض الواقع، ففي الوقت الذي ضحت دول كبرى بصحة مواطنيها ومقيميها وخاطرت بأرواحهم في سبيل المحافظة على الاقتصاد، جاءت المملكة لتقدم للعالم أنموذجا مشرفا لمكانة الإنسان لديها، ففي الداخل قرارات صارمة للحد من انتشار الفيروس، وآخر تلك القرارات أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن تتكفل الدولة بعلاج المواطنين والمقيمين النظاميين والمخالفين مجانا، وعدم مساءلة المخالفين، فيما سطرت من خلال اهتمامها بالسعوديين المتواجدين في دول العالم أروع الأمثلة من خلال توفير كل ما يحتاجونه طيلة تواجدهم خارج البلاد.

«اليوم» تواصلت مع عدد من السعوديين خارج المملكة وبعض المختصين وسفارات المملكة، ووثقت بعضا من جوانب الاهتمام.

السفير الثقفي: توجيهات سامية برعاية العالقين

قال سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا عصام بن عابد الثقفي لـ «اليوم»: إن السفارة منذ بداية أزمة فيروس كورونا حذرت من عدم مناسبة السفر غير الضروري إلى إندونيسيا وتأجيله لحين انتهائها، وتنبيه المتواجدين بأن عليهم الابتعاد عن أماكن الازدحام والتجمعات البشرية.

وأضاف الثقفي: إن توجيهات القيادة ووزير الخارجية لهم كانت بالحرص على المواطنين وتقديم كل الدعم لهم، ولاسيما في هذه الظروف التي يمر بها العالم أجمع، لافتا إلى أنه في نهاية الأسبوع قبل الماضي تكدس عدد من المواطنين في مطار جاكرتا بعد إلغاء حجوزاتهم، وصدرت توجيهات القيادة فورا باحتواء الموقف، ووفرنا سكنا لـ٨٠٠ مواطن بأفضل الفنادق في جاكرتا، وتواصلنا مع آخرين في مختلف إندونيسيا، وعددهم أكثر من ١٠٠٠ مواطن.

وأضاف الثقفي: إنه ومن منطق حرص ولاة الأمر -حفظهم الله- على المواطنين وجه السفير بأن يكون هناك مشرفون من السفارة متواجدين في الفنادق لخدمة المواطنين خلال الـ ٢٤ ساعة، والارتباط بهم عبر مجموعات تواصلية والالتقاء بهم والوقوف على احتياجاتهم وطلباتهم.

الشمراني: تعامل راق بلا تقصير

لفت الأستاذ المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والذي يقضي فترة تفرغه العلمي كأستاذ زائر بكلية الهندسة في كندا د. عثمان الشمراني إلى أن الحالات في ولاية البرتا محدودة، والجهود التي تقوم بها الدولة في متابعة المواطنين السعوديين خارج المملكة كبيرة، ولعل آخرها استمرار صرف مكافآت المبتعثين للجميع، والذي كان له بالغ الأثر في نفوس الطلبة، وانعكس بشكل إيجابي على المبتعثين وذويهم، مبينا أن سفارة المملكة قامت باستئجار فندق لتأمين سكن السعوديين العالقين، وهم يتمتعون برعاية بالغة بداية من الوجبات المجانية وكذلك الخدمات الأخرى من غسل ملابس ونحو ذلك.

وأضاف: إنه تم إخطارهم بالتعليمات والتوصيات في حالة الطوارئ، وكذلك تمديد طلب من تنتهي إقامتهم في كندا، إضافة إلى إنشاء منصة إلكترونية لتسجيل الراغبين في العودة للمملكة حينما يتم فتح المجال الجوي.

الدهمشي: جهود كبيرة يشعر بها من يعايشها

ذكر المواطن المتواجد في بريطانيا عبدالعزيز الدهمشي، أن السفارة والملحقية منذ بدء الأزمة أرسلوا «إيميلا» عاجلا لجميع الطلبة بضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير واتباع التعليمات، مضيفا: إنهم كانوا في البداية يذهبون للجامعة قبل أن يتم التحويل للتعليم عن بعد وكانت حينها السفارة تتواصل معنا بشكل مستمر وتحثنا على الاهتمام بالدراسة عن بعد، وخصصت أرقاما للطوارئ، كما يمكن التواصل معها عبر برنامج سفير وعلى مواقع التواصل.

وأشار إلى تلقيهم رابطا من وزارة الخارجية مفاده بأن كل شخص لديه رغبة في العودة بعد فتح الأجواء لابد أن يسجل اسمه، وله الحرية المطلقة في اختيار الراغبين في العودة، وأيضا هناك تواصل مع السفارة بشأن التأشيرات وتمديدها وهذه جهود كبيرة لا يشعر بها سوى من يعايشها.

وقال الدهمشي: إن السفير كان يجتمع بشكل مستمر مع رؤساء الأندية التي تمثل الطلبة في بريطانيا وذلك عبر البرامج الحديثة ويزودوننا بملخص الاجتماعات.

الشبلان: تواصل يومي للتأكد من سلامتنا

قال المبتعث في بريطانيا ضيف الله بن زياد الشبلان لـ«اليوم» إنه منذ بداية الأزمة لاحظنا اهتماما كبيرا من سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا لكافة السعوديين الموجودين سواء مبتعثين أو سائحين، وتردنا يوميا «رسائل إلكترونية» للاطمئنان علينا، مع توفيرها المعقمات ووسائل السلامة كاملة من كمامات طبية وقفازات، وهناك اجتماعات دورية عبر التقنية ويتم إرسال ملخصها للجميع مما يبعث الاطمئنان بيننا.

وأضاف الشبلان: إن الملحقية استقبلت طلبات تذاكر سفر لمن يرغب بالعودة للوطن، وتم إصدار التذاكر وفق تواريخ لاحقة مرتبطة بتوقيت فتح المطارات في السعودية، وتوفير سكن لمن ليس لديه أو انتهت فترة السكن الخاصة به، كما خصصت السفارة أرقام طوارئ على مدار 24 ساعة، وتم التواصل معها في أوقات متأخرة من الليل، وكان هناك تجاوب فوري.

وأضاف الشبلان: إنهم كسعوديين في الخارج مرتاحون نفسيا جراء ما وجدوه من اهتمام بالغ، ونحن فخورون بوطننا وملكنا وقيادتنا التي جعلت صحتنا أولى أولوياتها في هذه الأزمة.

طلال: هنيئا لحامل الجواز الأخضر

أوضح المواطن طلال طلاقي المتواجد في أستراليا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظها الله-، جعلت اهتمامها الأول بالبشرية عامة وبالسعوديين خاصة، وأهم مثال حاضر على ذلك إكرام خادم الحرمين الشريفين لجميع المبتعثين خلال فترة حريق استراليا بتذاكر عودة حفاظا على أمننا وصحتنا، مما أوحى إلينا بإحساس أننا ثروة وطن لا تهان ولا تقدر بثمن عند خادم الحرمين الشريفين -أمده الله بالصحة والعافية- بعكس دول عظمى أخرى لم يرمش لها جفن لمساعدة شعبها الذي كان يقدسها بالأمس، وبات اليوم يبحث بشوارع استراليا عمن يؤويه ويجمع له التبرعات، فهنيئاً لحامل الجواز الأخضر الذي أعطى صاحبه سلاحا معنويا يمشي به ويهتف شامخا أنا ظهري الأقوى لا حرمنا الله من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، فهؤلاء هم سادة الدول العظمى قولاً وفعلاً بلا منازع.

الدوسري: جهد أسطوري داخليا وخارجيا

بينت الكاتبة الصحفية بصحيفة «اليوم» د. ريم الدوسري أن المملكة العربية السعودية أثبتت للعالم كافة استشعارها الكبير ومسؤوليتها تجاه المواطن والمقيم، من خلال تضافر جميع مؤسساتها في الداخل والخارج وذلك باتخاذها حزمة من الإجراءات الوقائية والاحترازية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد. مضيفة: إن الجهد أسطوري من خلال التكامل والتناغم بين الجهات الحكومية من خلال اللجنة الموحدة لإدارة أزمة كورونا، والتي يقودها ولي العهد الأمير الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-. ولا يستثنى من تلك الجهود الحثيثة سفارات المملكة حول العالم، وهو ما يؤكد أن سلامة المواطن تأتي ضمن أولويات الحكومة الرشيدة، ولا مجال للتهاون فيها. مشيرة إلى تكفل سفارات المملكة بالمواطنين في تلك الدول للحفاظ على سلامتهم من خلال الرسائل التوعوية لاتباع كافة التدابير الوقائية التي تقيهم خطر العدوى بالفيروس، ومطالبتها رعاياها بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات المسؤولة في الدول. كما خصصت السفارات أرقاما للتواصل مع المواطنين وإحاطتهم بأي مستجدات خاصة بموضوع إجلائهم للمملكة، ودعتهم للاتصال بالسفارة أو القنصلية لطلب المساعدة عند الحاجة. لم تكتف بذلك فحسب، بل حرصت على توفير كل احتياجاتهم من إقامة في أرقى الفنادق. استنفرت السفارات لخدمة أبناء الوطن وعملت على قدم وساق إنفاذًا لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

وأضافت: هذه هي السعودية التي لم تخذل أبناءها أبداً منذ التأسيس وحتى عصر الحزم، واضعة كرامة وسلامة الإنسان بين عينيها، ويحق للمواطن أن يفخر بوطن وقادة نهجهم أن الإنسان هو الثروة الأهم، في حين أن سفارات بعض الدول تطلب من مواطنيها دفع قيمة التذاكر ليعودوا لأوطانهم، بل وبعضها الآخر يرفض عودة المواطن لبلده حتى لا يزيد العبء على المنظومة الصحية، فهذه الأزمة جعلتنا نرى صلابة وإمكانية مؤسساتنا على إدارة الأزمات والعمل بشكل احترافي.

وعن الرسائل والدروس المستفادة التي قدمتها المملكة للعالم أجمع، قالت د. الدوسري: الرسالة الأولى والأخيرة التي قدمتها المملكة للعالم أجمع أن الإنسان هو الأولوية القصوى في هذا الوطن، تعتبره «ثروتها» الحقيقية، وعليه فهي تفعل القرارات وتدفع المال والجهد للحفاظ عليه.

العواد: دعم تجاوز كل الحدود

أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان د. عواد العواد أن اهتمام المملكة بمواطنيها ليس بدعا، وإنما هو قيمة راسخة في منهجها القويم، ومبدأ من مبادئ قادتها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظهما الله-، وهذا الاهتمام لم يقتصر على الداخل فحسب، وإنما تجاوز الحدود الجغرافية ووصل أثره إلى المواطنين والمواطنات حيثما كانوا، مما جعلهم معتزين بانتمائهم لهذا الوطن، شاكرين الله على ذلك. فالمملكة منذ بدء جائحة كورونا، قدمت ولا تزال تقدم للمواطنين العالقين في الخارج، من خلال سفاراتها وقنصلياتها، المساعدة اللازمة والدعم غير المحدود وكل ما من شأنه إبقاؤهم في مأمن من هذا الوباء، وصولاً إلى عودتهم إلى أرض الوطن سالمين بإذن الله. وعن الرسائل التي يجب أن يتعلمها المجتمع الدولي من خلال تعامل المملكة مع أبنائها، قال د. العواد: إن ما قامت به المملكة من جهود جبّارة لمكافحة وباء فيروس كورونا «كوفيد ١٩» والحد من انتشاره، تجربة رائدة ينبغي أن تعمم على نطاق واسع للاستفادة منها إقليميا ودوليا، لأن هذه الجهود لم تقف عند حدود الالتزامات التي يتعين على الدول الوفاء بها، بل تجاوزت ذلك لتمثل ممارسات فضلى (Best Practices) وفق معايير حقوق الإنسان، فالمملكة لم تقصر اهتمامها وعنايتها بمواطنيها في الداخل والخارج فحسب، وإنما جعلت المقيمين على أرضها من رعايا الدول الأخرى يحظون بالمعاملة ذاتها التي يُعامل بها المواطنون.

صابر: اهتمام بالغ يرفع الرأس

أشار المبتعث د. عبداللطيف أسامة صابر إلى أنه في استراليا منذ نحو 6 سنوات، وأن السفارة قبل أزمة كورونا وخلالها متميزة جدا في تقديم ما هو جديد، بدءا بالخدمات الإلكترونية، وتوفير ما نحتاجه بشكل سريع وسلس، ويشعر كل سعودي كأن السفارة تتعامل معه فقط من شدة الاهتمام، وهذا شيء جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز أمام الزملاء من الجنسيات الأخرى.

وأضاف: إن الأزمة الحالية أظهرت المملكة بشكل أقوى وجعلت العالم يرى حقوق الإنسان قولا وفعلا، وكيف أن المملكة اهتمت بمواطنيها، ووجه صابر رسالته لأهالي السعوديين: اطمئنوا على أبنائكم في الخارج.

العنزي: القرارات الملكية لفتة حانية

أوضح المواطن عبدالله مروان العنزي المتواجد في إندونيسيا أنه وبالرغم من انشغال الدولة في الداخل بمحاربة كورونا والعمل على عدم انتشاره عبر حزمة قرارات، كانت اللفتة الحانية تجاه أبنائها في الخارج أعمق أثراً، فقد تعرضنا وغيرنا الكثير لإلغاء رحلات العودة إلى أرض الوطن، إلا أن الخدمات السريعة المتعاقبة التي قدمتها سفارات المملكة للعالقين كانت مثلجة للصدور، ووجدنا التجاوب الكبير من سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية إندونيسيا مع مناشدات المواطنين العالقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحضر بنفسه للمطار وطمأن الموجودين بأنهم في ضيافة سفارة خادم الحرمين الشريفين، وسيتم نقلهم لأرقى الفنادق والتكفل بكافة ما يلزمهم لحين عودتهم للمملكة سالمين.

وقال: نحن منذ تلك اللحظة ننعم بخدمات عالية المستوى بالإضافة إلى وقوف موظفي السفارة وعلى رأسهم السفير على أوضاع المواطنين بشكل متواصل في هذه المحنة، واستشعرنا معنى الوطن وخيمته التي كان تظلنا وتحمينا، لا نستطيع التعبير عن شكرنا فقد تجلت مملكة الإنسانية وتفوقت على جميع دول العالم في رعاية مواطنيها العالقين في الخارج بشكل يجعلها مدعاة للفخر. أدام الله عزك يا وطني وحفظك من كل سوء.