ترجمة - نورهان عباس:

الفيروس يقلب أسهم المرشحين.. ونتيجة الأزمة معيار لأصوات الناخبين

فويس أوف أمريكا: «كوفيد-19» يهدد استقرار البيت الأبيض

سي إن إن: التأجيل وفق الشروط الآتية

التايم: عقاب أو مكافأة لترامب

ذا كونفرزايشن: نتيجة الأزمة معيار لأصوات الناخبين

واشنطن تايمز: سيناريو الإلغاء «مطروح بقوة»

فورين بوليسي: حملات المرشحين في معركة وبائية

فاينانشيال تايمز: الوباء لن يلغي الانتخابات

ذا ديلي هايف: أمريكا قد تلجأ للتصويت بالبريد

على الرغم من الأبعاد الصحية الخطيرة لأزمة انتشار وباء كورونا المستجد أو كوفيد-19، إلا أن تأثيره على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة في 3 نوفمبر المقبل –حتى الآن- قد يكون أكثر وطأة، حيث يمكن أن يرفع أسهم مرشح للسماء أو يخسف برصيد مرشح آخر في الأرض، بمن فيهم جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، والسيناتور بيرني ساندرز المتنافس على ترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة، وبالطبع الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب. واليوم يقف البيت الأبيض في ميزان كورونا منتظرا حكم الفيروس عليه في معركة غير متكافئة الأطراف قد تنتهي بتأجيل كامل للانتخابات أو إلغائها في أسوأ الأحوال إلى حين العثور على ضوء في نهاية النفق.

تهديد مباشر:

من جانبها قالت شبكة فويس أوف أمريكا على موقعها الإلكتروني: إن التسلسل الزمني لفيروس كورونا وارتفاع عدد المصابين في الولايات المتحدة وحدها إلى قرابة 12 ألف إصابة ونحو 2000 وفاة -حتى وقت كتابة هذا الموضوع- دفع الشعب الأمريكي إلى وضع أسوأ السيناريوهات السياسية والاقتصادية في الحسبان.

وقال معلق الشبكة: «يجب أن نعترف أننا كشعب أمريكي لم نتخيل قبل أسبوعين أن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون بهذا السوء ونحن نتحدث عن السياسات الخارجية للمرشحين للرئاسة، أما الآن فيبدو أن استقرار البيت الأبيض بات تحت التهديد».

ولفتت فويس أوف أمريكا، إلى أن تأجيل أو إلغاء أو استمرار الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 بات تحت رحمة الوباء القاتل، بعد أن مستقبل الانتخابات التمهيدية انتهى بالفعل.

ونقلت الشبكة عن ماثيو كروينغ، مدير مركز سكاوكروفت البحثي الأمريكي، قوله: «العامل الأساسي في تشكيل الانتخابات الرئيسية 2020 سيكون فيروس كورونا وليس أي شيء آخر».

مخالفة دستورية:

وفي إطار متصل، لفتت شبكة سي إن إن إلى أن 4 ولايات أمريكية أجلت الانتخابات التمهيدية بالفعل بسبب الأوضاع الحالية، وهي ولايات جورجيا وكنتاكي ولويزيانا وميريلاند لمدة شهر، ولو استمر الوباء، قد يعلن ترامب إعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات «خاصة إذا شعر بأنه قد يخسر الانتخابات» حسب وصف الشبكة.

ووفقا لـ «سي إن إن» يجمع خبراء القانون على أن الرئيس لا يملك صلاحية تأجيل أو إلغاء الانتخابات، وقد سبق أن تم طرح ذلك ونقاشه بعيد أحداث سبتمبر ٢٠٠١، وتوصل الجميع إلى ذات النتيجة، فالدستور الأمريكي ينص على أن الرئيس لا يمكن له البقاء في منصبه بعد نهاية فترته الرئاسية، ما لم تتم إعادة انتخابه، وفي حال تعذّر إقامة الانتخابات، فإن الرئيس يغادر البيت الأبيض مع نائبه، ويتم تطبيق «القواعد الدستورية للخلافة»، فالذي يخلف الرئيس -حسب هذه القواعد- هو رئيس مجلس النواب، حاليا الديمقراطية نانسي بيلوسي، وفي حال تعذّر ذلك، يكون خليفة الرئيس هو نائب رئيس مجلس الشيوخ، حاليا السيناتور الجمهوري، تشارلز قراسلي، وفي حال تعذر ذلك، يكون خليفة الرئيس هو وزير الخارجية، حاليا مايك بومبيو، ويستمر التدرج، وهنا يشير الخبير المختص بقانون الانتخابات، ريك هاسين، إلى أن التعديل العشرين على الدستور ينص على أنه إذا تعذرت الانتخابات، فإنه يجب تطبيق قانون القواعد الدستورية للخلافة.

ولخصت «سي إن إن» الأمر بقولها: «ستكون انتخابات 2020 الأغرب في تاريخ الولايات المتحدة بأكمله».

عقاب ومكافأة:

وعلى صعيد مستقبل الرئيس دونالد ترامب نفسه، لفتت مجلة التايم، إلى أن طريقة تعامل ترامب مع أزمة فيروس كوفيد-19 قد تجعل منه أسوأ أو أفضل رئيس في تاريخ الولايات المتحدة -على حد وصفها-.

وأشارت المجلة، إلى التحدي الضخم وغير المتوقع الذي يقف في طريق الرئيس الجمهوري الآن بسبب الفيروس، وقالت: «كوفيد-19 سيتحول إلى مكافأة كبيرة للرئيس ترامب في دعم مسيرته نحو الحصول على فترة ثانية في البيت الأبيض، إذا ما استطاع المرور بالشعب الأمريكي بسلام بأقل خسائر ممكنة من هذه الأزمة، كما قد يعاقب الشعب الأمريكي ترامب حال خروج الأمور عن السيطرة بسبب إدارته السيئة، خاصة بعد تهوينه من مخاوف الفيروس في بداية الأزمة، مما أدى جزئيا إلى تفاقمها بسرعة غير مسبوقة».

وأوضحت المجلة، أن أزمة فيروس كورونا تعزز كذلك من موقف المرشح الديمقراطي جو بايدن، في ظل تدعيمه لبرنامج «الرعاية الطبية للجميع- ميديكير-» حتى قبل اندلاع الأزمة، بينما لا يبدو أن الأمريكيين قد يصوتون لشعارات بيرني ساندرز الخيالية في الوقت الذي ينهار فيه العالم، وعدم إيلائه أهمية خاصة للبرامج الصحية مقارنة ببايدن وترامب.

واستطردت: «لا يمكن لأحد الجزم بنتيجة الأزمة الصحية ولا الانتخابات الرئاسية هذا العام».

معيار للناخبين:

وفي إطار متصل، لفتت منصة ذا كونفرزايشن الرقمية إلى أن الحلول التي سيضعها كل مرشح للتغلب على أزمة الفيروس المستجد ستكون «معيارا لحكم الناخبين عليه»، لافتة إلى أن المرشحين المحتملين الثلاثة -ساندرز وبايدن وترامب- خصصوا غرف طوارئ خاصة للتواصل مباشرة مع الجمهور سواء بشخصهم أو عبر مندوبي حملاتهم الرئاسية.

ولفتت المنصة إلى أن كل حملات الرئاسة تحولت إلى التواصل الرقمي فقط مع الناخبين، للتغلب صعوبات التواصل بسبب الحظر والإغلاق.

وقالت: «حملات ترامب وبايدن وساندرز تتواصل الآن مع الناخبين من خلال البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف المحمول وبرامج الواتس اب وفيس بوك».

ورغم الرقمنة الواسعة للحملات الرئاسية في الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية، إلا أن هناك العديد من الأنشطة المعتادة التي كانت ترتبط عادة بتلك الفترة وتم وقفها بسبب تأثيرات انتشار الفيروس مثل حملات جمع التبرعات والمناظرات، ولقاء المرشح نفسه مع الناخبين في الولايات المختلفة لحشد أصوتهم.

وأضافت ذا كونفرزايشن: «فيروس كورونا جعل عمل الحملات الرئاسية داخل الولايات المتحدة شديد الصعوبة، إضافة إلى تراجع عدد المتطوعين الداعمين للمرشحين، بسبب مخاوف انتشار الفيروس».

ولفتت المنصة كذلك، إلى أن مدينة نيويورك المقر الرئيس لمعظم حملات المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة باتت بؤرة لانتشار الوباء، بعد تسجيها لنحو 50 ألف إصابة بالوباء -حتى وقت كتابة هذا الموضوع-، كما يفكر الرئيس ترامب في فرض حظر كامل عليها، مما سيؤثر بدوره أيضا على حملات المرشحين.

تأجيل وإلغاء:

وفي إطار متصل، تقول صحيفة واشنطن تايمز إن سيناريوهات إلغاء أو تأجيل الانتخابات باتت «مطروحة بقوة» على طاولة السياسة الأمريكية، ولكن الأمر قد يولد خلافا جديدا بين البيت الأبيض برئاسة ترامب، والكونجرس بزعامة الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، التي حفلت بعلاقة مشحونة للغاية مع الرئيس خاصة في العام الأخير، وقد تعرقل قرار إلغاء الانتخابات، الذي يصب في صالح الرئيس الجمهوري بالمرتبة الأولى.

وأضافت الصحيفة: «الرئيس الأمريكي يواجه تحدياً لا يستطيع محاربته بأساليبه المعتادة ببساطة، ومن المقلق أن نرى البعض يقترح تأجيل الانتخابات بسبب أزمة صحية».

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي تأكيده أنه قد يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية في حال استمرت أزمة فيروس كورونا المستجد.

وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع الفريق المكلف بالعمل على مواجهة فيروس كورونا في الولايات المتحدة: «الانتخابات حدث فريد، وقد نضطر إلى تأجيلها في حال استمرت»، مضيفا: «سنرى ماذا سيحدث، ولكن ما سنفعله الآن هو مواجهة الفيروس».

معركة وبائية:

وفي نفس الصدد، لفتت مجلة فورين بوليسي إلى أن ما يحدث بين المرشحين المحتملين الآن ليس «معركة رئاسية» وإنما «معركة وبائية»، حيث يتنافس المرشحون الثلاثة في جذب انتباه الناخبين في خضم أزمة صحية قوية وغير متوقعة.

وقالت «من غير المستبعد أن يكون الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو فيروس كورونا نفسه. حيث قلب ذلك الوباء فرص المشاركين في السباق رأسا على عقب».

ولفتت المجلة إلى أنه حتى لو تم إلغاء الانتخابات خوفاً من تجمعات الناخبين كما هو متوقع، فتنتهي فترة رئاسة ترامب في الموعد نفسه مهما حدث، حيث ينص الدستور الأمريكي على أن «فترات الرئيس ونائب الرئيس تنتهي عند الظهر في 20 يناير المقبل».

وأضافت: «بالتالي حتى لو تم إلغاء الانتخابات بطريقة أو بأخرى، فإن ولاية ترامب ونائب الرئيس مايك بنس ستنتهي كما هو مقرر في شهر يناير المقبل، على الرغم من أن مسألة من يخلفه ستكون معقدة للغاية».

واستطردت: «لكن من الممكن لمسؤولي الدولة استخدام السلطات الاستثنائية المتاحة لهم أثناء أزمة صحية عامة الكبرى للتلاعب بمن يستطيع الإدلاء بصوته». ومع ذلك، وفي حين أن مشرعي الولاية يتمتعون نظريًا بهذه السلطة، فإن فكرة اختيار الرؤساء عن طريق الانتخابات الشعبية أصبحت الآن متأصلة في الثقافة الأمريكية، لدرجة أنه من غير المرجح أن تحاول أي هيئة تشريعية للولاية تعيين الناخبين مباشرة، حسب بعض السيناريوهات المتداولة حاليا.

قواعد الانتخاب:

وفي وجهة نظر مخالفة تماماً قال الخبير السياسي إدوارد لوك في صحيفة فاينانشيال تايمز، إنه على عكس كل الأقاويل المنتشرة حالياً قد يكون احتمال التأجيل للانتخابات مستبعدا للغاية، لافتاً إلى أن التاريخ البعيد نسبيا للانتخابات في نوفمبر يأتي في صالح

إعطاء علماء الأوبئة فرصة للعثور على دواء حتى ذلك التاريخ.

واستعرض الكاتب القواعد الدستورية، التي تتحكم في اختيار موعد الانتخابات، لافتاً إلى أن هناك مجموعات مختلفة من القواعد لانتخابات الكونجرس والانتخابات الرئاسية.

وقال: «لا يملك ترامب ولا أي مسؤول في الدولة صلاحية تغيير تاريخ انتخابات الرئاسة فقط يملك الكونجرس الكلمة الأخيرة في ذلك».

وأضف: «أثارت الطريقة التي يدير بها البيت الأبيض ملف مواجهة ومكافحة فيروس كورونا غضبا واسعا في الشارع السياسي الأمريكي، ووجهت انتقادات واسعة لإدارة ترامب حيال أدائها المتواضع فيما يتلعق بملف الوباء المتفشي في مختلف دول العالم، حيث هاجم المرشحان جو بايدن وبيرني ساندرز في مناظرة ثنائية بينهما في سياق حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، طريقة إدارة الرئيس دونالد ترامب لجهود مواجهة فيروس كورونا المستجد، وهذا قد يؤثر بشدة على رصيده في سباق الرئاسة».

تصويت بالبريد:

ولفتت صحيفة ذا ديلي هايف على موقعها الإلكتروني إلى أن احتمال إجراء الانتخابات سيظل قائما ولكن ما سيتغير على الأرجح هو طريقة التصويت، والتي يمكن أن تتم بالبريد الإلكتروني أو التقليدي، أو عبر اختيار مجموعات محددة للانتخاب، كما سبق وأشرنا.

وقالت الصحيفة: «حتى الآن فرضت ولايات وعدة مدن قيودا على التجمعات وأغلقت المدارس التي تستخدم عادة كمراكز اقتراع، في محاولة لاحتواء الوباء، وبالتالي سيكون التصويت عن بعد هو الحل».

وأضافت: «هناك ولايات استعدت لسيناريو التصويت عن بعد بالفعل، ومنها ولاية كاليفورنيا التي أصدرت قانونا يسمح بذلك، ولكن هناك ١٣ ولاية على الأقل تفرض أن يكون التصويت بالحضور الشخصي، ولا تسمح بالتصويت عن بعد إلا في حالات الضرورة القصوى مثل المرض، ولذا هناك مناشدات حاليا لهذه الولايات بأن تسعى لتغيير قوانينها أسوة بولاية كاليفورنيا لتسمح بالتصويت عن بعد».

ختاماً، فمن المؤكد هو أن قضية الانتخابات والتعامل معها في ظل هذا الوباء العالمي ستكون حاضرة بقوة، والجدل سيظل حولها مستمرا حتى شهر نوفمبر المقبل وربما بعده.