إعداد - عماد عبدالراضي

أيقونة سياحية تعيش مئات السنين وتمزج الجمال بالفائدة الاقتصادية

تشتهر منطقة عسير بوجود أشجار العرعر على سفوح جبالها الشاهقة، وتعد من أهم الأشجار التي اعتمد عليها الإنسان في الكثير من متطلبات الحياة منذ آلاف السنين، وهي إحدى النباتات المعمرة ودائمة الخضرة، التي تنمو في المناطق الباردة.

» الأكثر انتشارا

وشجرة العرعر من أكثر الأشجار انتشارا على سفوح جبال السروات، خاصة الأجزاء الأكثر ارتفاعا في منطقة عسير، كجبال السودة ومتنزه السحاب الذي يرتفع عن سطح البحر حوالي 3000 متر، وشعف بني مازن. وتزداد كثرة في الجهات الشمالية لمنطقة عسير، وهي من أهم عوامل الجذب السياحي في المنطقة نظرا لاخضرارها على مدار العام، وتشكيلها غطاء نباتيا يجمع بين الجمال والظل.

» الأشجار المعمرة

وتصنف أشجار العرعر ضمن فئة الأشجار المعمرة، حيث تعيش الشجرة الواحدة مئات السنين، وتتميز بأنها من الأشجار الجذابة الظليلة وذات رائحة منعشة لما تحتويه أوراقها من كميات وفيرة من الزيوت الطيارة، وتعمل على تعديل المناخ وتلطيفه وتحسين التربة وزيادة خصوبتها ومقاومة التلوث الجوي وكسر شدة الرياح وتقليل الضوضاء بالإضافة إلى الناحية الجمالية.

» قيمة اقتصادية

وصنفت أشجار العرعر في العالم إلى 52 نوعا، ولها قيمة اقتصادية من خلال دورها الحيوي في الحفاظ على المياه والتربة، وكونها من أهم مصادر الأخشاب الجيدة والمقاومة للآفات مع صلابة خشبها ومحافظتها على نمو الأعشاب.

وأصبحت هذه الشجرة أهم أيقونة للسياحة في منطقة عسير، وهي تشكل أغلب الغطاء الخضري بمتنزهات المنطقة التي يبلغ عدد زوارها سنويا ما يفوق الـ 3 ملايين ونصف المليون زائر.

» خطر الانقراض

وكغيرها من الأشجار التي تشكل الغطاء النباتي في المملكة، تواجه شجرة العرعر خطر التلاشي وربما الانقراض لأسباب كثيرة، من أهمها التوسع العمراني وشق الطرق، وبعض الممارسات غير الصحيحة من بعض زائري المناطق السياحية كإلقاء النفايات الخطرة في منابتها، وإشعال النار في بعضها الآخر بقصد أو بدون قصد، بالإضافة إلى التعديات العشوائية على مناطق الغابات وقطع الأشجار.

ولا تقتصر المشكلات التي تواجه «العرعر» على عوامل التوسع العمراني والنفايات، فهناك مشكلات أخرى تتعلق بإصابتها ببعض الأمراض، إضافة إلى ظاهرة «الموت القمي» لبعضها.

» تتجدد طبيعيا

واستنادا إلى عدة دراسات علمية فإن غابات العرعر تتجدد طبيعيا عن طريق البذور ذات الحيوية القصيرة نسبيا «6- 12 شهرا»، وتمر مراحل نموها بفترات زمنية مختلفة، ففترة الإنبات من 40 إلى 45 يوما ونموها بطيء جدا، وتحتاج إلى 3 سنوات ليصل طولها إلى 60 سنتيمترا، ولذلك فإنها تحتاج إلى عناية خاصة.