علي بطيح العمري

«الكلمة» وإن كانت حروفا ننطقها إلا أن شأنها عظيم.. فالكلمة قد تبني وتهدم.. قد ترفع إنساناً إلى قمم النجاح، وتهوي بآخر إلى حضيض الفشل.. «الكلمة» لها دور كبير في رفع المعنويات، وشحذ الهمم وفي استزراع الخير.. «الكلمة تغير.. وتصنع إنساناً.. ولها قدرة حتى على خلق وتغيير الحالة النفسية للشخص».

هنا مجرد أمثلة لعلماء وبارزين.. صنعتهم «كلمة».. مجرد «كلمة»ربما لم يلق لها صاحبها بالاً لكنها نقلت «إنساناً» من ضفة إلى ضفة، «كلمة» صغيرة حفزت وطورت ثم صنعت.

• قال الإمام «البرزالي» لتليمذه «الذهبي»: خطك يشبه خط المحدثين يقول الذهبي: فحبب الله إلي الحديث!

• قال إسحاق بن راهويه لطلابه: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي عليه الصلاة والسلام.. قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.

•«محمد إقبال»، الشاعر والفيلسوف يقول: كلمة قالها لي أبي غيرت حياتي، حيث قرأت عليه القرآن بسرعة.. فقال «يا بني: اقرأه وكأنه أنزل عليك».

• المخترع «أديسون».. سبب نجاحه يعود إلى أمه، حيث جاءت رسالة من المدرسة تعتبر الطفل غبياً ولا يمكن بقاؤه في المدرسة، ففتحتها الأم وقرأتها بصمت، وسألها الطفل ماذا هناك؟ فقالت مكتوب يا حبيبي أنك عبقري وذكي والمدرسة غير قادرة على استيعاب قدراتك لهذا يدعونني لأبحث عن مدرسة تليق بذكائك!! فكانت نقطة التحول لأديسون.

عندما نتحدث عن الكلمة الطيبة أو الإيجابية لا نعني الكلمة في ذاتها فحسب.. بل نقصد حسن توظيفها؛ لأن هناك من يملك الكلمات الطيبة لكنه لا يحسن توظيفها، فيحيلها سوء التوظيف من الحُسْن إلـى القُبح.

يقول الله مخاطباً نبيه الكريم: (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. اختيار ألفاظك المناسبة وانتقاء كلماتك الرائعة جِداً أو مزحاً تقربك للناس، وتقرب الناس إليك.. الأساليب الفظة تنفر الآخرين منك حتى لو كنت أكبر داعية وأشهر إنسان.. هناك دعاة لا نحب أسلوبهم الدعوي؛ لأنهم يفتقدون التعبير عن أفكارهم بلغة وأساليب لينة.

وأخيراً..

كل كلمة تطلقها -سلبية أو إيجابية- تترك أثرًا وتظل عالقة في عقل ووجدان المتلقي، وقد لا يزول أثرها بمر العصور وكر السنين.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الكلمة كالمفتاح إذا استخدمتها صح.. إما أن تفتح بها قلباً أو تغلق بها فماً!!

alomary2008@