د. شلاش الضبعان shlash2020 @

عائلة غاب معيلها لظروف العمل، وكان اعتمادها على القريب الذي يسكن في حي بعيد، ماذا سيكون حالها عندما يمرض المريض أو تحتاج شيئا للصغير أثناء وقت حظر التجول؟!

بماذا تُقضى أوقات حظر التجول وعدم الذهاب للمدارس ومقرات العمل؟

من ما زال جاهلا بإجراءات السلامة؟ أين المتعلمون من أقاربه وأبناء حيه عنه؟ ماذا قدموا له؟

في الأزمات لا تستقر إلا الأذهان الراقية والهمم العالية، ولذلك يتقدم القادة والكرام والعقلاء ويتأخر المزيفون، ففي الرخاء الكل قائد وكريم وعاقل، ولكن عندما تأتي الأزمة يتأخر القائد المزيف ويتقدم القائد الحقيقي، وينزوي مدعو الكرم ويتقدم الكريم ببذل ماله ووقته وجهده من أجل المحتاج، كما تظهر سفاهة السفيه وحكمة العاقل.

ما يؤمل من القادة والكرام والعقلاء في وقت الأزمة، ألا ينظروا لأنفسهم كغيرهم، حتى ولو كانوا يظنون أن المجتمع قد ابتعد عنهم فترة من الفترات وقدّم من لا يستحق، فالمجتمع مهما ابتعد سيعود لمن يستحق إذا ملك الإرادة والإخلاص والتسامي.

من المبادرات المنتظرة في هذه الفترة، والتي تستفيد من الحدث في معالجة آثاره والاستفادة منه لما بعده، فهو فترة سرعان ما تنقضي ولن تبقى إلا ذكراها وآثارها، تكوين فرق تطوعية إلكترونية في الأحياء والقرى وبين العائلات، يشرف عليها مثقفو الحي أو القرية أو العائلة.

ومن خلال تجمع الحي أو القرية أو العائلة الإلكتروني عبر أي تطبيق من التطبيقات، تتم المساهمة في التوعية ببث رسائل توعوية للفئة المستهدفة، ومن الممكن أن يتعدى نطاقها المجموعة الإلكترونية إذا قدمت بإشراف متخصصين، أو بالاستعانة بما تقدمه وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة.

أيضا يمكن تقديم مسابقات ذات جوائز لأبناء وبنات الحي أو القرية أو العائلة، تساعد الأبناء في استغلال وقت فراغهم.

أيضا يمكن من خلال التجمع الإلكتروني مساعدة ذوي الظروف الخاصة، بتوفير الاحتياجات ورفع الضرر عن المتضررين.

والأفكار كثيرة ومتنوعة، ولكن ليس لها إلا المبادرون، فالأفكار تظل حبرا على ورقها حتى يحولها المميزون إلى واقع، فتنطلق وينطلق من بعدهم خلفهم، فيكون لهم أجرهم وأجر من عمل بعملهم إلى يوم القيامة.

@shlash2020