محمد العصيمي

منذ بدأ فيروس كورونا يجوب العالم، ويقلق الحكومات والشعوب، ومصطلحاته الخاصة لا تتوقف عن الظهور. وقد تكون هذه المصطلحات ذات علاقة مباشرة به أو ناتجة عن مسبباته وطرق الوقاية منه.

من هذه المصطلحات ما ابتكرته فرنسا على ما أعتقد قبل يومين وهو مصطلح (التباعد الاجتماعي). ويعني هذا المصطلح الجديد ألا يقترب الناس من بعضهم مسافة متر ونصف المتر كما يقول بعض الأطباء، أو مسافة ثلاثة أمتار كما طبقت سويسرا بالقلم والمسطرة، إلى درجة إدخال من يتعدى على المسافة المسموح بها إلى السجن لمدة تصل من ٢٤ إلى ٧٢ ساعة.

طبعا هناك شعوب بينها تباعد اجتماعي أصلا ومنها شعوب أوروبا، وهناك شعوب بينها تقارب وقبل وأحضان مثل شعوبنا العربية التي لا يثبت لديها الحب والمودة إلا حين يلتصق الجسد بالجسد والخد بالخد والأنف بالأنف!!. وهذه سيكون تطبيقها لمصطلح التباعد الاجتماعي صعبا جدا بعد ما تعودت عليه لقرون من عادات وتقاليد.

أيضا لن يخلو الأمر من تدخلات واستشرافات (المهايطية) مثل ما حدث منهم مع موضوع الصلاة في المسجد جماعة والفتوى لمن يخشى على نفسه الضرر أن يصلي في بيته. كأنهم، أي هؤلاء المستشرفين، أبخص من الأطباء وأعلم من المشايخ.

وبغض النظر عما تعودنا عليه، أو ما يمكن أن يتبرع به المهايطية من جيوبهم، فإنني أوصي وبشدة أن نطبق نظرية التباعد الاجتماعي في هذه الفترة الحرجة. وتأكدوا أنكم ستعودون إلى الأحضان والقبل بعد انقشاع غمة كورونا بإذن الله. ساعدوا أنفسكم لتساعدكم القرارات والإجراءات التي تُتخذ لصالحكم.

ma_alosaimi@