د. ريم الدوسري

تزامنا مع «مؤتمر سابك 2020»، أعلن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان -حفظه الله-، أن المملكة تعمل على تصدير الغاز مستقبلا، وهو ما يؤكد مواصلة جهود السعودية في التوسع في قطاع الغاز العالمي والذي سيحدث نقلة نوعية في مجال الطاقة، مع الحرص على تكامل المنظومة الكهربائية بإدخال طاقة الرياح. عصر جديد للطاقة تم تدشينه بعد إطلاق أرامكو السعودية خطط تطوير حقل الجافورة وفقا لأعلى المعايير البيئية التي تلتزم بها وعليه ستتصدر المملكة قائمة الدول المنتجة للغاز في العالم ليضاف لمركزها في ريادة إنتاج النفط عالميا.

حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية هو أكبر حقول الغاز غير المصاحب غير التقليدي الذي تم اكتشافه في المملكة بطول 170 كيلو مترا وعرض 100 كيلو متر، وبمراحل تطويره نضمن بإذن الله تزايد إنتاج الحقل تدريجيا ليصل في حال اكتمال تطويره إلى 2.2 تريليون قدم مكعبة عام 2036 م، وسيكون قادرا على إنتاج نحو 130 ألف برميل يوميا من الإيثان، ونحو 500 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيماوية. الإنتاج بهذا الكم ينبئ بتوسع دور المملكة في مجالات الغاز، المردود المادي سيكون ضخما وسينعكس على الاقتصاد الوطني، كما أنه سيوفر فرص عمل عديدة للمواطنين.

تسعى المملكة جاهده لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط وذلك من خلال البحث عن مصادر أخرى للطاقة. الجافورة بوابة الغاز الجديدة للمملكة على المستوى المحلي وعلى خريطة الإمداد العالمي، فوجود هذه الثروات بدولة لها الريادة في النفط والغاز، يجعل الوطن يعيش فصلا جديدا بمصادر لم تكن متاحة سابقا. اختلفت اليوم المعادلة ومازالت السعودية تحتل المراكز الأولى في هذا المجال. المملكة بذلك تخلق سوقا جديدا سيغير كيف تنظر الأسواق العالمية لهذا الغاز وكيف يتم تنظيم إمداده عالميا لمتطلبات الصناعة. والجدير بالذكر أن أرامكو السعودية تتوقع استمرار زيادة احتياطياتها من الغاز من خلال اكتشاف حقول جديدة، وإضافة مكامن جديدة في الحقول الموجودة وتحديد المكامن والحقول القائمة وإعادة تقييمها باستمرار تزايد الطلب المحلي والدولي على الغاز.

وما هو مدعاة للفخر أن إعلان سمو وزير الطاقة عن تصدير الغاز مواكب لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين لهذا العام 2020، وهذا يوضح دور المملكة الريادي في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، ويعكس مكانة الرياض الاقتصادية في أسواق النفط والطاقة.

نرى بأم أعيننا التسارع في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية الثاقبة وهذا من شأنه توضيح العمل الرائد والدؤوب الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -أطال الله في عمره-. كل يوم تزف لنا كمواطنين مفاجآت سارة تدعم استقرار البلاد وتضمن تحقيق التنمية المستدامة من خلال زيادة الناتج المحلي والاستثمارات ومحصلة ذلك تعزيز المكانة الإستراتيجية للمملكة وتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه في قوانين الاقتصاد العالمي.

DrAL_Dossary18 @