سكينة المشيخص

الآن وقد انتقلنا إلى الحالة الوبائية العالمية لمرض كورونا، فنحن أمام تجربة جديدة من الطوارئ الصحية التي لم نشهدها في حياتنا من قبل، وربما قرأنا عنها في التاريخ لجوائح مثل الطاعون والإنفلونزا وحصدت أرواح ملايين البشر، ما يعني أن نلتزم جميعا بالإجراءات التي تفرضها الدولة ممثلة في وزاراتها وأجهزتها المختلفة التي تعمل على تعزيز الوقاية من واقع دراسات ومنهج علمي يفضي إلى سلامة الجميع.

كل العالم الآن يشهد حجرا صحيا، وكل دولة اتخذت من الإجراءات ما يكفل سلامة مواطنيها، وكل مواطن اتخذ من الإجراءات ما يجعله آمنا في منزله أو عمله، وذلك طبيعي ومن يخالفه فإنه يتسبب بأضرار تبدأ بنفسه ثم المحيطين من عائلته أو أصدقائه أو زملاء العمل وبقية المجتمع وبعدها انتشار أكبر يؤذي الآخرين.

التقيّد بإجراءات السلامة الصحية في غاية الأهمية، سواء على الصعيد الشخصي من خلال النظافة والتعقيم المستمر وتجنب الزحام، أو على الصعيد المجتمعي بالانعزال قدر الإمكان إلا للضرورة، فلا ضرر ولا ضرار، ولعلنا تلقينا الرأي الديني والفقهي حتى في صلاة الجمعة وإمكانية عدم حضورها إيثارا للسلامة وحفظا للنفس.

الحجر الطوعي خيار وقائي، وهناك دول بأكملها أصبحت تعيش حالة الحجر الصحي الكامل مثل إيطاليا التي تفشى فيها المرض بصورة متسارعة، ولأنه لا ينفع الندم، ولكن العظة والدرس من تجارب الصين وكوريا وإيطاليا تشير إلى أن هناك تهاونا صحيا مريعا قد حدث في مبتدأ هذه المأساة قاد إلى تفشي المرض بهذه الصورة، وهو ما لا يمكن تكراره لدينا حيث تعمل وزارة الصحة بكل حزم وقائي ممكن من محاصرة العدوى وتوعية المواطنين والمقيمين بما يجب فعله.

نحن في الواقع في مرحلة صحية مفصلية تستدعي أكبر قدر من اليقظة والوعي بالإجراءات الوقائية التي يجب التزامها والتقيد بها تماما، ولا يمكن التهاون فيها مهما كانت الأسباب غير المحددة بالضرورات الطبية والعملية في دولاب الدولة أو القطاعات التي تتطلب استمرار عملها، وأي استهتار بإجراءات الدولة يعني جريمة كاملة الأركان لأن ذلك يفتح ثغرة قاتلة في جهود السيطرة على الوباء، وعدم الوعي بما يجب فعله لا يعفي مطلقا من مسؤولية اختراق الإجراءات المعلنة والتوجيهات المشددة في هذا السياق.

لا أحد في العالم الآن، وخاصة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية هذا المرض كوباء، معفي من مسؤولية التعرف على طرق الوقاية الشخصية والعامة، كما لا يمكن إعفاء أحد من تجاهل توجيهات الدولة فيما يتعلق بالسفر أو الحركة داخل وخارج المدن، والتبليغ عن أي اشتباه بالإصابة، فذلك غايته هو السلامة، ومخالفته تعني ببساطة الإضرار بالآخرين وتعريضهم لخطر الإصابة بالمرض الذي يؤدي إلى الوفاة، لا سمح الله، خاصة وأنه لا يزال بلا علاج أو لقاح.

الوقاية خير من العلاج، وطالما أن كورونا داء بلا دواء حتى الآن، فلنحرص على الوقاية من خلال النظافة المستمرة وتقوية المناعة الذاتية، واتباع تعليمات وزارة الصحة والداخلية بكل المعنى الحرفي للاتباع والالتزام والتقيد، ونحمد لدولتنا اتخاذها إجراءات صارمة ومثالية بالاستفادة من أخطاء الآخرين في تهميش الإصابات الأولية حتى تحول الأمر إلى كارثة لديهم، لذلك فلنعمل جميعا على تجنيب أنفسنا وبلادنا هذا الخطر باتباع التعليمات والتوجيهات والإرشادات ومراقبة أي تطورات صحية ذاتية بحذر حتى نعبر إلى بر الأمان ونتجاوز الأزمة الصحية العالمية بسلام، بإذن الله.

@sukinameshekhis