صالح المسلم

بالرغم من الإمكانيات التي تُقدمها الحكومة و«ولاة الأمر» إلى العديد من الوزراء ورؤساء الهيئات ليُبدعوا ويُنتجوا.. إلاّ أن البعض منهم لا يزال يعيش في بوتقة العقل القديم و«عقلية التقليديين» و«منصب الكرسي الأوحد» والقاضي والحكم وهو صاحب القرار ولا أحد يعلو عليه في الوزارة، ورُبما في خارجها، ومن هُنا كانت المعضلة، وكانت عمليات التدوير، كون «الوزير المريض» - ليست كل الأمراض عضوية - مريض بالعقل، و«التفكير» ومريض «بالنرجسية» وحُب البقاء ومريض بـــــ.. «الوعود» و«الإعلام» و «الظهور» في اعتقاده أن كثرة الظهور والبهرجة في البرامج، والمُنتديات، وطرح المبادرات، والأجندات، وتعليقات الصحافة عليها سيُعطيه مناعة من المُحاسبة، والتدقيق، وبالتالي لا يعلم -بمرضه- أن الرادار أكبر منه، وأن العدسات و«الإعلام الجديد» وقبلهما (الأمير محمد بن سلمان) الذي عزز مبدأ الشفافية، والمُحاسبة، وفضّل الإنتاجية والمُنجز، وأن يلمس الناس ما يتم تداوله وطرحه.. أن يجد المواطن الوعود «مناط التنفيذ» وليست مُجرّد فقاعات صابون.!

عندما أسس (الأمير محمد) هيئة الفساد، وعندما أطلق شعار القضاء على الفساد وأن الكُل تحت سقف واحد، ولن يُفلت من القضاء والمقاضاة «كائن من يكون» وأن الجميع تحت المُساءلة، استبشرنا خيرا -وما زلنا- ونعيشُ ولله الحمد مرحلة من التنمية والبناء، ولكن هُناك من «عشعشت» في رأسه أمراض أزمنة خلت، وما زال يعيشُ في عقلية التسعينات، ولم تصله لغات التحديث، وما زال تحت قُبة التقليديين ويتعلّق بأفكاره القديمة، وأفكار من حوله من أصحاب «المصالح» الطامعين للاستمرار، والقابعين في أروقة الوزارات، والهيئات، «المُستفيدين» من كون معاليه مريضا بالوهم ومُتشبّثا بالعقلية القديمة..!!

تداركوا «أيهُا الوزراء» أوقاتكم، واعلنوا للمواطن قبل المسؤول ما خططتم له واكشفوا النقاب عن وزاراتكم، وخططها في «التدريب»، و «التوظيف» وكيف تُصرف الأموال، وأين الإنتاجية، وهل ما تم صرفه من مبالغ مالية لإقامة الندوات وإطلاق المُبادرات جاء بنتائج إيجابية، وله مردود إيجابي وكانت ثمراتها مُتميزة للوطن، أم أنها فقاعات تتلاشى و «بهرجة إعلامية» لا تُراوح أمكنة وأروقة القاعات، والفنادق، والكلمات الرنانّة، و«العشاء الفاخر»..!!

sa_m2@hotmail.com