بيان بوبشيت - الجبيل

«إقرار سري» يلزم الطرفين بتحمل نتائج الإصرار على إتمامه

فعَّل قسم فحوصات ما قبل الزواج بمستشفى الجبيل العام، اليوم التوعوي للزواج الصحي، في المدخل الرئيسي للمستشفى، بزيارة فريق الكشافة، ومجموعة من الطلاب والطالبات من المرحلة الثانوية؛ لتقديم التوعية والتثقيف في الفحوصات الهامة، التي تسبق عقد النكاح، وأثرها على الصحة النفسية والفرد والأسرة.

» مشورة ومعرفة

وقال مدير مستشفى الجبيل العام سعد الدوسري: إن الأركان تتضمن التوعية وتقديم النصيحة والمشورة بفحوصات ما قبل الزواج؛ ليكون الزواج مبنيًا على معرفة لأي تبعات تسببها الأمراض الوراثية، وهي إحدى أهم الخدمات التي تقدم في المستشفى؛ لتحقيق أهداف وزارة الصحة بخلق بيئة صحية آمنة، من خلال الحد من الأمراض الوراثية التي تنشأ عن طريق الزواج بين الأطراف المصابة.

» نشر الوعي

وأشار إلى أن البرنامج الوطني تطور، وأصبح يشمل عددًا كبيرًا من الفحوصات، التي حدت بشكل كبير من انتشار الأمراض الوراثية بين أفراد المجتمع، مضيفًا إن المستشفى حرص على استقبال المدارس لنشر الوعي للجيل القادم.

» أسرة سليمة

وقالت رئيس الفنيين ومدير المختبر في مستشفى الجبيل العام الأخصائي ابتسام العيد: إن اليوم التوعوي للزواج الصحي، الذي استحدثته وزارة الصحة في الفترة الماضية، ويصادف 21 فبراير، وأقيم هذا العام للمرة الثانية؛ يستهدف التوعية بالزواج الصحي، والأمراض التي من الممكن أن تنتقل بسبب الزواج، سواء كانت وراثية، أو فيروسية، وقد تؤثر على بناء أسرة سليمة وسعيدة.

» تحاليل جديدة

وأشارت إلى أن مثل هذه الأمراض تكلف الدولة الملايين، لعلاج الأبناء، في حال كان أحد الطرفين مصابًا، واستحدثت الصحة تحاليل جديدة مثل: التحاليل الفيروسية كالالتهاب الكبدي «ب»، و«سي»، والإيدز، إضافة إلى أمراض الدم الوراثية، مثل: الثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، مؤكدةً أن التوعية تتضمن الاهتمام بعدم إصابة الطرفين؛ لعدم إصابة الأطفال، بينما إذا كان أحد الطرفين مصابا والآخر سليما فلا مانع من تكوين العائلة.

» دراية وإلمام

وأوضحت أن كثيرًا من الناس، وإن قلت نسبتهم في الوقت الحالي، يصرون على زواج الأقارب، وكثير من الأمراض تأتي بعد الزواج، فيجب توعية كافة أفراد الأسر، من طرفي الزوج، والزوجة، بحيث يكونون على دراية وإلمام بهذه الأمراض وأضرارها، إن أصروا على إتمام الزواج.

» مركز أول

وذكرت مسؤول فحص الزواج وأخصائي المختبر بالمستشفى ناهدة الحوت، إن المستشفى حاز على المركز الأول كالأفضل في تفعيل برنامج الزواج الصحي على مستوى المنطقة الشرقية، موضحةً أن المستشفى حرص هذا العام على توعية طلاب وطالبات المدارس من المرحلة الثانوية.

» زواج الأقارب

وأضافت إنه سيتم استكمال البرنامج، الأسبوع المقبل، في الكليات، حرصًا على توجيههم، موضحة أن أمراض الدم الوراثية منتشرة بشكل كبير في المنطقة الشرقية، وهي من أعلى النسب المسجل بها مصابون؛ لكثرة زواج الأقارب؛ لذا يجب إجراء الـ 5 فحوصات 3 منها فيروسية، وتتضمن: «الكبد الوبائي ب، والكبد الوبائي سي، والإيدز»، واثنان منها وراثية، تتضمن: «الأنيميا المنجلية، والثلاسيميا».

» نظام المشورة

وتابعت إن الشهادة تُسلم بعد الفحوصات، في حال كان الطرفان سليمين، بينما تتم التوعية في حال كان أحد الطرفين مصابًا، وذلك من خلال نظام المشورة، وفي حال كان الطرف حاملًا، والآخر مصابًا، فإن الأطفال سيكونون إما مصابين أو حاملين للمرض، ما يؤدي إلى معاناة الأطفال المصابين؛ لحاجتهم المستمرة في نقل الدم، وتناول الأدوية، ويصبح الطفل أكثر تعبًا؛ لعدم صحة عظامه.

» تطعيم ومناقشة

وأوضحت «الحوت» أن الأمراض الفيروسية لا تمنع الزواج، ولكن يحق لأحد الطرفين معرفة مدى حمل الطرف الآخر للمرض، وذلك لا يتبين على الشخص، بل يتم اكتشافه عن طريق التحليل، لذا يجب على الطرف الآخر أخذ التطعيم اللازم؛ للعيش بشكل طبيعي، في حال كان شريكه مصابا بالكبد الوبائي ب.

ولفتت إلى أنه في حال إصرار الزوجين المصابين على الزواج، يتم إدخالهما إلى عيادة المشورة، التي يوعي فيها الأطباء الطرفين، وتصعيب فكرة الزواج بينهما، وذلك عن طريق مناقشتهما، وعرض أفلام لأطفال مصابين يعانون في حياتهم، وتنبيههما بأن 25% من الأطفال سيكونون مصابين، ويعانون في حياتهم، وذلك لمدة شهر، قبل اتخاذ القرار.

» إقرار سري

وأكدت أنه في حال إصرار الزوجين على الزواج، يوقعان على إقرار سري ينص على إقرار أحد الطرفين، بكون شريكه الآخر مصابا، وبأنهما قد خضعا للمشورة، واستمعا للشرح، وكذلك أنهما مصران على الزواج، ويتحملان النتائج المستقبلية وبعيدة المدى.

» النسبة الأعلى

من ناحيته، قال طبيب المشورة د. نجيب سنان إن 80% من حالات عدم التوافق في المنطقة الشرقية، استجابت للمشورة، وامتنعت عن الزواج، في عام 2019، وهي النسبة الأعلى على مستوى المملكة.

وأكد أن حالات التوافق الوراثي ليس لها حل، إلا ارتباط أحد الشخصين بطرف سليم؛ لتجنب الإصابات، والحصول على أسرة سليمة، موضحًا أن الخطورة تتضمن الإصابة بفقر الدم، والمصاب بهذا المرض بحاجة إلى المستشفى بشكل مستمر، ولا يستطيع العيش بشكل طبيعي، فلا يمكن للطفل أن يلعب كما يلعب أقرانه الأصحاء، إضافة إلى اختلاف نموه عنهم، كذلك المعاناة التي تعانيها الأسرة، موضحًا أن فقر الدم المنجلي مرض مزمن، فحينما تبدأ الأعراض تبدو كسلسلة، ولا تزول إلا بالمعالجة في المستشفى.

» أعراض متأخرة

وكشف سنان أن بعض الأشخاص تظهر لديهم الأعراض في أوقات متأخرة، تصل إلى عمر 30 إلى 40، وبدأت حياتهم تسوء بشكل غير مطمئن، منوهًا بوجوب حرص الطرفين على عدم إلقاء أنفسهم بالتهلكة، وإيقاف الزواج المعرض للخطر، لمصلحته ومصلحة الطرف الآخر، ولإنجاب أطفال أصحاء.

» وعي وتفهم

وبينّ أن هناك بعض الحالات تمتاز بالوعي والتفهم لخطر الإصابة، ويستجيبون للمشورة بشكل سريع، بينما آخرون يكونون مترددين، ويحتاجون إلى مشورة أكثر من غيرهم؛ لتوعيتهم بالخطورة، موضحًا أن طبيب المشورة فقط يوعي الطرفين ويبين الخطورة، بينما القرار الأخير يكون لهما، كونه سينعكس عليهما بالدرجة الأولى، من نواح عدة، أبرزها تكاليف المعالجة، والصحة النفسية للطفل والأسرة، مشيرًا إلى قلة الحالات التي لا تستجيب على الإطلاق، ويرفض الموافقة بحجة اتخاذه قرار عدم الإنجاب.

سلامة أحد الطرفين كافية ليكون الزواج متوافقا

انتشار الأنيميا المنجلية والثلاسيميا لكثرة زواج الأقارب

25 % من الأطفال يعانون طوال حياتهم بسبب والديهم

تحويل المصابين بأمراض وراثية أو فيروسية لعيادة المشورة