إعداد: عماد عبدالراضي

يعكس هوية وطابع المجتمع بمنطقة نجران

تضم منطقة نجران العديد من القلاع والقصور الأثرية والتاريخية، التي تشكّل إرثًا تاريخيًا عريقًا على مر العصور، ومعلمًا بارزًا من معالم الحضارة ، تمثل في طياتها هوية المجتمع وقيمه وتقاليده، التي يعكس تفاصيلها الظاهرية الشكل العمراني لهذه المباني في القرون السابقة.

» تراث فريد

وتحتفظ نجران بتراثها العمراني الفريد والمتنوّع في الشكل، وفي طريقة البناء والزينة، والمسميات التي يعود بعضها إلى أكثر من ثلاثة قرون، مزيّنة أحياء المنطقة وقراها المجاورة لوادي نجران الشهير عبر وقوفها برونقها الطيني وحوافها البيضاء المزخرفة، جنبًا إلى جنب مع المباني الحديثة التي انتشرت في زوايا نجران، ملبسة إياها حُلة من رداء الحياة المتحضّرة.

وأصبحت القصور الطينية القديمة من المحطات السياحية الجاذبة في المنطقة، ومعلمًا بارزًا للسائح للاطلاع على فن البناء القديم، والهندسة العمرانية الفريدة في إنشاء البيوت الطينية المنتشرة بنجران، وتنوعًا نادرًا في شكل الأحياء بالمنطقة.

» طراز مميز

ويُعدّ قصر العان الأثري «سعدان» الذي يقف شامخًا على قمة جبل العان، من أقدم وأشهر القصور الطينية التراثية، والذي تمّ بناؤه عام 1100هـ من الطين بنظام العروق، وسمّي بهذا الاسم نسبة للقرية التي يقع فيها.

ويتكوّن القصر من 4 أدوار على طراز بناء مميّز يعكس هوية وطابع مجتمع نجران، بسور ارتفاعه 7 أمتار تقريبًا، ويضم أبراجًا للمراقبة وبوابة رئيسية وعددًا من الغرف، ويُطل على وادي نجران الشهير من الجهة الشمالية، ويقابله جنوبًا قلعة رعوم التاريخية وجبل أبو همدان، وعدد من القرى ومزارع النخيل التي شكّلت بجانب العمران الحديث لوحة فنية بالغة الجمال والخصوصية لقصر العان الأثري.

» روعة البناء

ويتميّز القصر بروعة البناء القديم، ورونق الأصالة، وفن العمارة التراثية التي تحاكي الطراز العمراني الذي تشتهر به منطقة نجران، ويحظى بالاهتمام والعناية، كونه إحدى أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، ومر القصر بعدة أعمال ترميم منذ تأسيسه كبادرةٍ وطنيةٍ نابعةٍ من الوعي بأهمية الإرث التاريخي الوطني، وأهمية المحافظة عليه بوصفه هوية وتاريخًا.