مصطفى محكر – الخرطوم

مصدر بالداخلية السودانية لـ«اليوم»: خطوة لإزالة التهم عن البلاد

أكد مصدر في وزارة الداخلية السودانية لـ«اليوم» أن قرار نزع 13 ألف جنسية من أجانب منحت لهم إبان عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، تمثل خطوة متقدمة في ملف إزالة التهم التي ظلت تطارد السودان بأنه يحتضن العناصر الإرهابية الفارة من بلادها.

وشدد المصدر على أن هذه ستلحقها خطوات أخرى خلال الفترة القريبة المقبلة، حتى تصبح البلاد خالية تماما من أي عناصر إخوانية أو إرهابية أجنبية.

» مراجعات شاملة

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان قد أصدر قرارا قضى بسحب الجنسية السودانية من 13 ألف أجنبي، بناء على طلب تقدم به وزير الداخلية الفريق أول شرطة حقوقي الطريفي إدريس، منحت لأجانب خلال حكم النظام الإخواني الذي أطاحت به ثورة شعبية انحاز لها الجيش.

وأوضح المصدر أن قرار رئيس مجلس السيادة يفتح الباب واسعا لإجراء مراجعات شاملة، لمعرفة العدد الحقيقي من هؤلاء الذين حملوا الجنسية السودانية بدون وجه حق، مشيرا إلى أنه وفي إطار تصحيح الأوضاع، سيتم استبدال الجوازات الدبلوماسية والخاصة والرسمية بجوازات إلكترونية، وفقا للمعايير الدولية، ولأغراض أمن الوثائق، فيما ستتم مراجعة الجوازات التي منحت لأفراد من أصول غير سودانية، من بدء حقبة حكم نظام الإخوان، جاء عبر انقلاب عسكري، نفذه الرئيس المخلوع عمر البشير قبل 30 عاما وحتى سقوطه.

» بصمة الإرهاب

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية د. محمد خالد لـ«اليوم»: إن قرار الحكومة بسحب الجنسية السودانية من هؤلاء، يشير بوضوح إلى أن الحكومة ماضية بقوة نحو إعادة السودان إلى حضن المجتمع الدولي.

وأكد د. خالد أن العديد من عناصر الإخوان المسلمين الذين ارتبطوا بعمليات إرهابية حصلوا على الجنسية السودانية، وتسببوا في كثير من الأزمات التي عانى منها السودان جراء الحصار الاقتصادي.

وأضاف: يجب على الحكومة أيضا مراجعة الاتصالات التي ظل يجريها بعض الحاصلين على الجنسية السودانية مع عناصر النظام الإخواني البائد، حتى تصبح بمثابة خارطة يتم بموجبها اجتثاث كل شخص له علاقة بالإخوان أو العمليات الإرهابية التي لا تشبه أهل السودان.

وأفاد بأن منح الجنسية السودانية في عهد المخلوع كان يأتي في أوقات عديدة بتوصيات من خارج البلاد، مما يوحي بأن عددا كبيرا من الذين حصلوا عليها، هم من عناصر الإخوان المسلمين.

» اختطاف السودان

ورزح السودان تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين، عبر انقلاب عسكري دبرته الجبهة القومية الإسلامية، (الفرع السوداني لجماعة الإخوان)، وأطاحت من خلاله بالحكومة الشرعية المنتخبة، لتفرض سيطرتها على السلطة لثلاثة عقود، وهي أطول فترة ينالها نظام حكم عسكري أو مدني، منذ أن انتزع السودان استقلاله عن المستعمر الإنجليزي في يناير 1956.

وتبنت الحكومة الانقلابية برنامجا إخوانيا تخطى حدود السودان، وشرعت في تحويل الحرب الأهلية في جنوب السودان لحرب دينية، هذا فضلا عن فتح أراضي البلاد لقيادات الحركات المتطرفة من كل أنحاء العالم، بمن فيهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهما.

وأثارت التوجهات الإخوانية عداوات غير مسبوقة بين السودان وجيرانه، حين قام النظام الانقلابي بدعم الحركات الجهادية في إريتريا وأثيوبيا ومصر من أجل إسقاط الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.