الدمام - محمد السليمان، حذيفة القرشي

ثمنوا الحرص على سلامة ضيوف الرحمن من كورونا

أشاد عدد من العلماء والمشايخ والدعاة بالقرار القاضي بتعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً، وأكدوا أن هذا القرار يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة المعتمرين وضيوف الرحمن، معتبرين أن ذلك يأتي ضمن الإجراءات الوقائية الاستباقية لمنع وصول فيروس كورونا الجديد إلى المملكة وانتشاره وبالتالي انتشاره بين معتمري كافة الدول.

» واجب شرعي

قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون الدعوة والإرشاد د. محمد العقيل: لا شك أن الإجراء المتخذ من قبل المملكة من إيقاف مؤقت لتأشيرات العمرة والزيارة نابع من مسؤوليتها وحرصها الكبير على سلامة المعتمرين وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بهذا تقوم بواجبها الشرعي تجاههم؛ حفظًا لصحتهم وسلامتهم، وقد ورد في السنة النبوية النهي عن الانتقال من البلد الذي وجد به الطاعون، فعن عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فجاء عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْماً، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ) رواه البخاري (5397) ومسلم (2219).

ويلحق بالطاعون الأمراض والأوبئة الفتاكة التي من طبيعتها الانتشار بالعدوى، من حيث أحكامه المتعلقة بما يسمَّى «الحجر الصحي».

» قرار موفق

قال عضو هيئة كبار العلماء السابق رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية والأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ د. سعد الخثلان إن قرار المملكة بتعليق دخول المعتمرين والزوار مؤقتاً إنما اتخذ لتحقيق المصلحة العامة للمسلمين، وذلك للحفاظ على أرواح المسلمين من مرض (كورونا) المنتشر في العالم والذي من طبيعته سرعة الانتقال من شخص لآخر بطريق العدوى.

وبهذا يتبين أن ما اتخذته المملكة من إيقاف دخول المعتمرين مؤقتاً يتفق مع الأدلة والأصول والقواعد الشرعية.

» رعاية المصالح

وذكر عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. عبدالواحد المزروع أن القرار يأتي منسجما ومتوافقا مع الضوابط الشرعية، وما من شك أن ترك المجال بفتح العمرة لمن يمكن أن يكون حاملا لهذا الفيروس ربما تسبب بالإضرار بأعداد كبيرة من المسلمين، مستدلا بالقاعدة الفقهية بأن (الضرر يزال)، والقرار اتخذ في وقته حكيم وسليم وصحيح، لأنه بعد توفيق الله يحقق المصلحة ويدرئ المفسدة ويمنع الضرر ويحافظ على الأرواح وهي من الضرورات التي جاء بها الإسلام.

» احتراز وضرورة

قال مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الشيخ د. خالد الحليبي: جزى الله دولتنا خير الجزاء لحرصها على أرواح الناس وعافيتهم، وهو احتراز ضرورة، يقدرها المختصون، وللدولة أن تتخذ من الإجراءات ما يصون حياة الناس، ويقيهم شرور الأسقام السيئة، والأوبئة المنتشرة.

معالجة استباقية

وأكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة مروان شعبان، أن الأمر سينجلي قريبا، مع المعالجات الاستباقية التي تقوم بها كافة الأجهزة المعنية للحد من خطورة فيروس كورونا الجديد.

وقال إن المملكة اكتسبت خبرات كبيرة في السابق لمواجهة مثل هذه الأوضاع، واستطاعت الجهات المختصة التعامل بروية مع ما يقتضيه الحال بالحج والعمرة في أوقات سابقة وفقا للضرورة، وإن المعالجة الاستباقية لكافة الأجهزة المعنية بالحد من الوباء هي إجراءات في محلها الصحيح.