صفاء قرة محمد ـ بيروت

تتأمل حكومة حسان دياب أن تنال عطف ودعم الدول العربية، وتقدم لها الدعم المالي لكي تتمكن من الخروج من أزماتها النقدية والاقتصادية.

وتمنع أسباب عدة هذه الدول من مد يد العون لهذه الحكومة، ويأتي في طليعة الأسباب أن هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأية خطوة إصلاحية.

وقبل ذلك فهي ترفض الإصلاح تحت حجج واهية، إضافة إلى كونها حكومة «حزب الله» الذي يرفع شعار المعاداة للشرعية العربية، فما الحلول لتتمكن الحكومة اللبنانية من السير على السكة الصحيحة وتستعيد ثقة المجتمع العربي؟.

يرى الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ«اليوم»، أن «هذه الحكومة غير قادرة على تقديم ضمانات لا للمجتمع الدولي ولا للدول العربية بدليل أن وفد الصندوق الدولي ترك لبنان بخيبة أمل وكون فكرة أن الحكومة عاجزة عن تحقيق الإصلاحات، ومن الواضح أن الدول العربية هي جزء من المنظومة الدولية إن أرادت مساعدة لبنان، لكن إذا كان لبنان عاجزا عن القيام بالإصلاحات ووقف الفساد والهدر لكي يتمكن من الحصول على المساعدات والدعم فهذا الشيء لن يتحقق، بمعنى استمرار الفساد بملف الكهرباء أو المرافئ والمعابر، أو في الأملاك البحرية».

ويقول دياب: «من الطبيعي أنه لن يأتي دعم لأن الأموال التي ستأتي ستلاقي مصير الأموال التي سبق أن سرقت منذ سنوات وعقود، وبالتالي ليست الدول العربية في وارد لتقديم أي دعم بدون رؤية اقتصادية واضحة للحكومة ومن دون أية إصلاحات شفافة وعملية وواضحة لمحاربة الفساد».

يضيف دياب: «كما أن للموضوع شقا سياسيا أيضا فالحكومة لا يمكن أن تتجاوزه وهو أنها حكومة اللون الواحد أي حكومة «حزب الله»، وقرارها في الشق السياسي عند الحزب وإذا كان هذا القرار يسيطر عليه طرف يعادي الشرعية العربية والدولية فمن الأجدى ألا يتم تقديم مساعدات مجانية لهذه الحكومة، الدول العربية ترغب بدعم لبنان منعا لانهيار الدولة فيه والمجتمع اللبناني أيضا، لكن إن كانت الدولة والحكومة اليوم غير قادرة على مساعدة نفسها فلم يتوجب على الآخرين أن يساعدوها».

ويشدد دياب على أنه «يتوجب على الطبقة السياسية أن تتحمل مسؤولية الانهيار الحاصل في البلاد وإفلاس الدولة على نطاق واسع إلا إذا غيّرت هذه الحكومة نظرة المجتمعين العربي والدولي ضدها وتمكنت من إثبات صورة أنها حكومة حيادية ـ مستقلة عن قرارات حزب الله ومستقلة عن إلحاق البلد بالمحور الإيراني».