محمد العصيمي

خبر القاضي الذي طلق امرأة من زوجها وتزوجها انتشر انتشار النار في الهشيم باعتباره من نوع الأخبار الممتازة. مدارس الصحافة تقول إذا عض الكلب رجلا فليس هذا بخبر لبداهته واعتياديته. الخبر هو أن يعض الرجل كلبا حيث تنشأ الغرابة والإثارة والجماهيرية.

المثير في موضوع هذا القاضي أنه تجرأ على هذا الفعل وأفعال أخرى وهو ينتسب إلى بلاط العدل و(التدين). وهذا ما جعل خبره سابقا ومتجاوزا لأخبار (كورونا) الذي يبث الرعب في أوصال الدول والشعوب.

ما يفوت الناس دائما أن لا أحد منزها بسبب اسمه أو صفته أو وظيفته، وأن العصمة للرسل والأنبياء فقط. لكن أيضا لا يمكن أن تلومهم إذا وصلوا أحيانا إلى مرحلة تنزيه أو تقديس شخص لوضعه ووظيفته، كون هذا التنزيه أو التقديس صادر عن بيئة مجتمعية ترفع وتخفض بحسب آراء ومعتقدات شخصية تتحول مع الوقت لتكون مسلمات ومعتقدات دينية.

القضاة النزيهون والشرفاء يغلبون حتما على تصرف فردي من قاضٍ متفلت من المسؤولية والنزاهة لا يخاف الله ولا يستحي من الناس. ومهنة القضاء مثلها مثل أي مهنة فيها الجيد وفيها الرديء، حيث لا يمكن الحكم على فساد كل الأطباء من تصرف طبيب واحد فاسد ولا حتى مجموعة أطباء.

ولذلك من المهم أن يعي الناس أن من نتعامل معهم، سواء في بلاط العدل، أو أي بلاط آخر، هم بشر يصيبون ويخطئون. ومنهم من يتجرأ ويرتكب خطايا وموبقات وحماقات استغلالا لنفوذه الوظيفي أو مكانته الاجتماعية. لسنا وليسوا ملائكة. ومن يخطئ يحال للتحقيق والمحاكمة لينال ما يستحق. هذا هو الأمر ببساطة؛ دون تقليل أو تهويل.

ma_alosaimi@