ناشيونال إنترست

قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: إن أزمة تفشي فيروس كورونا قد تهدد المستقبل السياسي للرئيس شي جين بينغ.

وبحسب مقال لـ«بن هو»، الرئيس التنفيذي لـ «ميرور ميديا غروب»، و«جورج ين»، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية بكلية سوارثمور، قام شي بتعزيز سلطته بسرعة منذ توليه قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين عام 2012، وفي 2018 صمم تعديلًا دستوريًا يسمح له بالاستمرار في منصبه لفترة ولاية ثالثة في 2023.

القيادة الجماعية

ومضى الكاتبان بقولهما: أدت هذه التطورات إلى اعتقاد الكثيرين أن هيمنة «شي» على الصين يمكن أن تتنافس مع سلفه «ماو»، بمخالفة نموذج القيادة الجماعية الذي كان أقره دنغ شياو بينغ في 1980.

وأردفا: واجه شي تحديات خطيرة في ولايته الثانية، وكان الاقتصاد الصيني بطيئًا مع استمرار الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، في عام 2019، اندلعت مظاهرات حاشدة مؤيدة للديمقراطية في هونج كونج، مما هدد سيطرة الصين على الدولة المدينة، وهي التي تُعد أحد أسباب الانتصار المذهل الذي حققه الحزب التقدمي الديمقراطي التقليدي المؤيد للاستقلال في الانتخابات الرئاسية التايوانية لعام 2020.

ومضيا بالقول: يُعد اندلاع فيروس كورونا ووهان تحديًا أكبر لشي، ربما تعزى الحرب التجارية إلى سياسة الاحتواء الجديدة للولايات المتحدة التي تهدف إلى منع نهوض الصين، وتُعزى احتجاجات هونج كونج - إلى تصرفات الأجهزة السرية الأمريكية والبريطانية، لكن من الصعب إلقاء اللوم في أزمة كورونا على الأمريكيين أو أي قوى خارجية.

احتواء الأزمة

ونقل عن فيكتور شيه، الخبير في السياسة الصينية، قوله: عندما تسوء الأمور أو تتعرض لخطر كبير من الخطأ، يجب على القائد الأعلى أن يتحمّل كل المسؤولية.

ومضى الكاتبان بقولهما: في الواقع، فإن عجز الدولة الصينية عن احتواء الأزمة وإدارتها كشف المدى الذي أدى فيه تركيز شي للسلطة إلى وجود جهاز بيروقراطي ينفر من المخاطرة، ويفتقر إلى الكفاءة ويفتقر إلى القدرة على التحرك.

وأضافا: في بداية انتشار المرض في 12 ديسمبر من العام الماضي، حاول المسؤولون المحليون التستر على تفشي المرض، على أمل أن تختفي المشكلة من تلقاء نفسها، وأردفا: لم تقم الدولة الصينية بفرض الحجر الصحي على ووهان حتى 23 يناير عندما كان 5 ملايين شخص قد غادروا المدينة بالفعل لقضاء عطلة رأس السنة الصينية في 26 يناير، ولم يترأس شي اجتماعًا للجنة الدائمة للمكتب السياسي لمناقشة كيفية احتواء فيروس ووهان التاجي، إلا بعد أن تحوّل إلى أزمة صحية عامة.

بيروقراطية متصلبة

بحلول 13 فبراير، كانت هناك 59895 حالة إصابة مؤكدة و1380 حالة وفاة.

وبحسب الكاتبين، انتظرت الدولة الصينية لمدة شهرين تقريبًا قبل تنفيذ أي إجراءات جادة لمحاربة الفيروس؛ مما يؤكد إلى أي مدى أصبحت البيروقراطية متصلبة.

وأوضح الكاتبان أن حملات شي ضد الفساد تسببت في جمود المسؤولين وترددهم في تبني مبادرات سياسية جيدة خشية اتهامهم بالفساد.

ولفتا إلى أن حملات مكافحة الفساد طهّرت كوادر الحزب الشيوعي من كثير من العقول الممتازة، بينما كان الناجون يؤمنون بالسلبية حتى يبقوا آمنين.

ونوّها إلى أن الكوادر اختيرت على أساس الولاء غير المشروط للحزب، وليس الكفاءة، وبالتالي الولاء لشي نفسه.

وأوضحا أن أزمة الفيروس التاجي في ووهان ستلقي بظلال طويلة من عدم اليقين على مستقبل شي السياسي مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات.