حسام أبو العلا - القاهرة

في خطوة وصفها مختصون في شؤون حركات الإسلام السياسي بالمتأخرة، بدأت فرنسا في تجفيف منابع التمويل القطري للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، إذ إن هناك تحركات رسمية من سياسيين وبرلمانيين فرنسيين للضغط على الحكومة والرئيس إيمانويل ماكرون.

ويهدف الضغط لإنهاء سيطرة عناصر الإخوان على المساجد في العاصمة باريس والمدن الكبرى، إضافة إلى التصدي للأموال القطرية التي تذهب للإخوان وبقية التنظيمات الدينية المشبوهة التي تتخذ من المراكز والمؤسسات الدينية والخيرية ستارا لها، فضلا عن مواجهة دعم النظام التركي بقيادة أردوغان للمتطرفين داخل فرنسا من أجل إثارة الفوضى.

إبراهيم ربيع


» دور قطر

قال الخبير والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية إبراهيم ربيع: على الرغم من التأخر في هذه الخطوة، لكنها استفاقة من دولة أوروبية كبرى، وفي فترة بالغة الدقة، إذ لا يخفى على أحد الدور القطري في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العالم، خصوصا جماعة الإخوان التي تحتضن قياداتها الهاربين وتوفر لهم المال، ودشنت لعدد منهم قنوات في تركيا للهجوم على الدول التي تتصدى لمخططاتها في نشر الخراب بالمنطقة، وتابع: كما أن الدوحة تمول بسخاء ما يطلق عليها المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية من أجل استقطاب الشباب المسلم للزج بهم في الحروب لخدمة مؤامرات الجماعات الإرهابية بتقسيم المنطقة والقفز على الحكم.

وأضاف ربيع: سبق وأن كشف كتاب فرنسي بعنوان «أوراق قطر» إنفاق الدوحة أكثر من 70 مليون يورو منذ 2014 لاختراق ست دول أوروبية عبر الجماعات الإرهابية وتحديدا «الإخوان»، حيث أسست 140 مركزا إسلاميا ومؤسسة خيرية مولتها ما يطلق عليها «مؤسسة قطر الخيرية».

وأوضح القيادي المنشق عن الإخوان أن مركز التنظيم الإخواني في مصر أصيب بالانهيار بعد ثورة 30 يونيو 2013 بعدما اتخذت القاهرة قرارا إستراتيجيا بإنهاء أي كيان مواز يبدد الهوية الوطنية ويمزق الانتماء، وقدمت الأجهزة الأمنية والدبلوماسية المعنية في مصر وثائق للعالم بهذا الشأن، لكن كان هناك عملاء يدعمون الإخوان في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا.

مصطفى حمزة


» اختراق دوائر

من جانبه، قال خبير حركات الإسلام السياسي مصطفى حمزة: إن الأجهزة الرسمية الفرنسية كشفت عن مركز دراسات وأبحاث يتلقى تمويلا سخيا من قطر لكشف صنع القرار في البلاد، كما أن النظام القطري يرسل مبالغ ضخمة لعناصر تنتمي لجماعات «الإسلام السياسي» أبرزهم من الإخوان.

مشيرا إلى أن كاتبة فرنسية تدعى برنجيير بونت رصدت في كتابها «جمهورية فرنسا القطرية» ضخ الدوحة مليارات الدولارات لإفساد السياسيين هناك، واستقطاب أبناء الجاليات العربية والإسلامية في الأحياء الفقيرة.

وانتقد خبير الشؤون العربية أحمد يوسف، الصمت الفرنسي على تغلغل الإخوان بين السياسيين والبرلمانيين بداعي الحريات والديمقراطية، مؤكدا أن باريس وغيرها من العواصم الأوروبية تدفع حاليا الثمن من استقرارها وأمنها وبدأت في مواجهة الخطر الإخواني القطري.

كما حذر من خطورة الدور التركي في دعم التطرف داخل أوروبا من أجل بث الفوضى وإيجاد موطئ قدم لأنقرة في القارة الأوروبية، لافتا إلى أن المساعي الفرنسية لاجتثاث دور الإخوان والدوحة وأنقرة تعد خطوة مهمة لكشف عدد من المؤامرات من «مثلث الشر».