صفاء قرة محمد ـ بيروت

لم يشهد لبنان في تاريخه المعاصر أشد من الأزمة التي تعصف به في الفترة الأخيرة، لطالما هو يعاني من أزمات مالية وسياسية تتم معالجتها بدعم عربي أو دولي حيناً، أو بتدخل خارجي لحل خلافاته السياسية، إلا أن هذه المرة فالحل والمشكلة متروكة لأهل البيت الواحد، أي للحكومة اللبنانية وحدها وهنا تكمن المعضلة.

ويبدو أن هذه الحكومة لا خطط إصلاحية لديها ولن تحظى بأي دعم خارجي؛ نظراً إلى أنها حكومة اللون الواحد، أو حكومة «حزب الله»، فكيف ستتمكن من النهوض بالقطاعين المالي والاقتصادي وتعيد الثقة بها، خصوصاً أن هنالك فرصة دعم مقدمة من الصندوق النقد الدولي.

ويؤكد الخبير الاقتصادي والمحلل لشؤون الشرق الأوسط سامي نادر، في تصريح لـ«اليوم»، أن «الحكومة لم تبدأ بطريقة صحيحة فهي حتى الآن، مكبلة من طريق تشكيلها الذي بدا واضحاً أن طرفا أساسيا كان راعيا وحيدا لها، وبالنتيجة فإنها حكومة اللون الواحد، مع العلم بأنها تضم أشخاصاً ووجوهاً ناجحة في مجالها ومن ذوي الخبرة، ولكن هذا الأمر لا يكفي».

» حكومة مكبلة

ويتساءل نادر: هل هذه الحكومة محررة من القوى، التي أتت بها وهذا يتجلى في تحقيق الإصلاحات، حتى اليوم لم نر أي خطة إصلاحية لأي قطاع من القطاعات، لم تستطع هذه الحكومة حتى الآن إحداث الصدمة الإيجابية، ولم تتمكن من تهدئة الشارع اللبناني أو الأسواق أو حتى العملة اللبنانية، مشدداً على أن «المطلوب منها قرارات سريعة، كالشروع في التواصل مع الصندوق النقدي الدولي ليس بالشكل الخجول الذي تقوم به، نريد أو لا نريد، فاليوم نحن بحاجة الى إصلاحات طارئة وضرورية، وهذا الإصلاح يحتاج إلى ضخ سيولة وهذا لن يأتي من الدول العربية، التي لطالما كانت تضع ودائع في لبنان بالسابق، فلا يمكن الرهان على هذا الأمر». ويقول: إن أرادت الحكومة القيام بإصلاح، عليهم البدء بملف الكهرباء الذي يعد الأسهل، هم يحاولون استبداله بالهجمة على المصارف وتخفيض كلفة الدين، الإصلاح المطلوب اليوم بشكل أولي هو إصلاح قطاع الكهرباء.

» إصابة بيروت

انتقل «كورونا» إلى عدد من الدول عبر الصين، إلا أن قدر لبنان جاء من مدينة قم الإيرانية، وهكذا انضمت البلاد رسميّاً إلى جملة الدول التي رُصدت فيها إصابات بالفيروس المستجد. وأعلن وزير الصحة حمد حسن في مؤتمر صحافي، عن تسجيل أوّل إصابة قادمة من مدينة «قم» الإيرانية، التي سجلت وفاة شخصين جرّاء الإصابة بالفيروس مؤخراً، إضافةً إلى تسجيل عدد من الإصابات. والمصابة هي سيّدة تبلغ من العمر 45 عاماً، وقد وُضعت في الحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري، وهي بحالة صحية جيدة.

من جانبه، أكّد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، أنّه لا يوجد توجه حتى الآن لتعليق الرحلات من وإلى إيران، والبالغ عددها 3 رحلات أسبوعياً، مشيراً إلى أن مثل هذا الإجراء تقرره الحكومة.

» #كورونا_لبنان

وفي سياق متصل، وما أن أُعلن عن أوّل حالة إصابة بفيروس «كورونا» في لبنان، حتّى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والتعليقات حول هذا الفيروس، الذي حطّ رحاله في لبنان المُثقل بالكثير من الأزمات والمشاكل والمصائب.

وعليه، تصدّر «هاشتاق كورونا» مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، معربين عن قلقهم من هذا الفيروس، ومتخوّفين من إمكانية انتشاره بسرعة ومن أن تكون هناك أكثر من إصابة، وأيضاً من عدم القدرة على السيطرة عليه، فأصبح الهاجس الصحي هو الاهتمام الأول في لبنان، بعدما كان الوضع الاقتصادي وتداعياته الحدث وحديث الجميع. ومن بين التغريدات: عدم إلغاء الرحلات من وإلى ايران يعني أننا تحولنا من الثلاثية إلى الرباعية الذهبية: «جيش وشعب ومقاومة وكورونا»، «كورونا ما بعيش بلبنان... بدو بيئة نظيفة»، «منيح يلي لحّقتو حالكن بعيد الحبّ».