أحلام القحطاني

تعتبر المرأة السعودية في وقتنا الحالي من أهم عناصر الشراكة الفاعلة في المجتمع، وذات خطوات متسارعة نحو الهدف المنشود وفق ما تمتلكه من مقومات جعلتها محل ثقة وولدت لديها عناصر القوة التي أحدثت هذا التكامل ومن ثم أنتجت تلك الإنجازات الباهرة والمتواصلة على جميع الأصعدة في ظل الدعم المستمر من ولاة الأمر والمباركة التي آتت ثمارها من فئات عديدة من المجتمع الذي أمن بقدراتها واستشعر أن للمرأة حقا أصيلا في دف عجلة التنمية مثل الرجل تماما، إذ أنها أثبتت جدارتها ولم تكترث يوما بأولئك الذين ما زالوا يعانون من متلازمة عدم الإدراك بقيمتها ونقص الوعي بأهمية دورها خارج أسوار المنزل.

لأنها أبت أن تكون في الظل، وحاربت بدأب شديد حتى تحصل على مقعدها المستحق في منصات الامتياز، يعمل البعض ممن يعتقد أن مهمة المرأة لا تتعدى تلبية متطلبات العائلة على الشجب والاستنكار عندما يراها تعمل خارج هذه الدائرة، ويستشيط غضبا كلما تصدر اسمها صفحات الإعلام وصدح في سماء العالم بغض النظر عن المحتوى الذي قد يكون لاختراع علمي أو ابتكار تقني، والأدهى والأمر أن ذلك الممتعض من عملها أو إنجازاتها عندما يذهب بزوجته أو أخته مثلا للمستشفى تجده يبحث عن طبيبة لا طبيب فأي تناقض هذا الذي هو فيه ذلك الشاجب المستنكر!

تسعى المرأة السعودية لكسر تلك الصورة النمطية عنها لدى البعض من خلال العمل على تخطي الدور المحلي للوصول إلى تعزيز الدور الإقليمي والعالمي لها في ظل ما تتمتع به من دعم لا محدود من الدولة وفق المتغيرات الجديدة التي طرأت على المملكة وأحدثت تحولا جذريا من خلال خلق فرص لم تكن سابقا، وكذلك ارتفاع منسوب الثقة الممنوحة لها مما مكنها من وضع بصمتها على كل ما قد يخدم المملكة أو يرفع اسمها عاليا بين الدول، والجدير بالذكر أننا بالفعل نشهد ذلك التحول من خلال تلك المناصب التي كانت حكرا على الرجل والآن أصبحت مناصفة بين الجنسين، إذ لم تنتهك المرأة بذلك ضوابط الشريعة كما يعتقد البعض، فالدين لا يتعارض مع خدمة المرأة للمجتمع ونجاحها بطبيعة الحال، كما أن لنا شواهد عديدة في السيرة النبوية عن نساء رائدات، بل إنها جعلت تلك الضوابط نصب عينيها في جميع تعاملاتها ولم تخرج عن ذلك.

من باب الاستحقاق اختارت لجنة المرأة العربية «الرياض» عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 تحت شعار «المرأة وطن وطموح»، مما يشكل بعدا إقليميا هاما للمملكة في المجتمع الدولي، بالتزامن مع ما تشهده المرأة السعودية على وجه الخصوص من نقلة نوعية وحضور قوي في مجالس الريادة بمختلف المجالات، كما أن ذلك يعد تحديا كبيرا لتظهر ما تكتنز من قدرات كامنة لم تُكتشف بعد.

11Labanda@