أمجاد سند - الدمام

لا مكان للفشل وكل إخفاق يعد بحرا من المعرفة

يمتلك الأطفال غالبا في إحدى مراحل حياتهم المختلفة، وعلى وجه الخصوص بمرحلة الطفولة، «حصالة» لادخار النقود، وعادة تكون هذه الحصالات مصنوعة من السيراميك أو الخزف، وقد وجدت لتعليم الأطفال أساسيات الادخار والتوفير؛ حيث يمكن ادخار الأموال فيها بسهولة، وترى مستشارة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة هديل الفرساني، أنه أمر بالغ الأهمية أن يتم تعزيز ثقافة العمل الحر في المراحل التعليمية الأولى المبكرة لدى الأطفال.

» التجربة والإخفاق

وأبانت أن الخطوة الأولى التي تسبق تعزيز ثقافة العمل الحر عند الأطفال، هي إفساح المجال وإعطاء الفرصة لهم للتجربة والإخفاق، قائلة: ففي عالم الأعمال يجب أن نعلم أطفالنا أنه لا مكان للفشل، بل إن كل إخفاق يعد بحرا من المعرفة، فالعالم من حولنا أصبح مليئا بالفرص المتاحة.

» الوعي المالي

وقالت الفرساني: لقد كنا نسعد كثيرا عندما نقوم بإدخال المال بالحصالة، واليوم قد نرى أن أبناءنا أصبحوا يدركون قيمة الأموال، فهذا يجلب لهم ما يريدون من مختلف الأماكن، حتى إن كنا جميعا لا نعي مفهوم المال الحقيقي وأهميته.

» ثقافة الادخار

وأوضحت الفرساني إمكانية تعزيز هذا الجانب لدى الأطفال، بدءا من رفع مستوى ثقافة الادخار ومعرفة أن المال يمكنه جلب المزيد من المال، ويتم ذلك من خلال تعليم الأطفال أهميته، وكيفية التعامل معه، ما من شأنه قيادتهم لتكوين قاعدة معرفية عن علم الإدارة المالية.

» خارج الصندوق

وأكدت أهمية مهارة الملاحظة والانتباه، فهو ما يلعب الدور الأول في اغتنام الفرص، كما يجب إدراك أن هناك طرقا مختلفة عن تلك التي اعتادها الآخرون، إذ إن التفكير خارج الصندوق وبطريقة إبداعية مبتكرة هو ما يميز شخصا عن سواه.

» العمل الحر

وأشارت إلى أن ريادة الأعمال تحمل أهمية بالغة في تنمية الاقتصاد، كما أولت الحكومة اهتماما بالغا لتقنينها وتنظيمها، ما أدى إلى فتح المجالات بشكل أوسع أمام أصحاب المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال، فوجود مثل هذه القوانين أسهم في الحد من احتكار المشاريع الكبرى في سوق العمل، فلطالما كانت ثقافة العمل الحر تحفز الفرد على الابتكار والإبداع، فهو يرفع من مستوى المعيشة لدى الفرد، وبالتالي فهو يؤثر على العائلة ثم المجتمع ويجعلها كيانات تعتمد على نفسها، مستقلة بذاتها، فالعمل الحر يساعد على خلق فرص أكبر للوظائف المختلفة عوضا عن انتظارها، ويسهم في تشجيع التصنيع المحلي والوطني وبالتالي يدعم التنمية الاقتصادية في المجتمع.

» سد الاحتياجات

وأضافت: لا يمكن حصر مشروع معين عن سواه، بل على العكس، فالعمل الحر يعلمنا أن نفتح المجال لمختلف الأعمال، وأن نخلق خدمات ومنتجات تناسب بيئتنا المحيطة وتسد احتياجات مجتمعاتنا المختلفة، فكل شخص منا لديه مهارة يختلف فيها عن غيره، فإذا ما تمكن من صقلها وتطويرها، فإنه يمتلك كنزا معرفيا يمكنه أن يبدع ويبتكر العمل المناسب له.

» خطى النجاح

واختتمت الفرساني، بقولها: لا يمكن تلخيص خطوات نجاح الأعمال بنقاط محددة، ولكن هناك المعرفة، التجربة، التخطيط، دراسة الجدوى وسؤال أهل الخبرة والاستشارة، إضافة إلى عدم إغفال أهمية حاضنات ومسرعات الأعمال، والتي لها دور كبير في نجاح المشاريع واستمرارها.