جعفر الصفار - الدمام

لم تمض ساعات على اكتشاف لغز اختفاء موسى الخنيزي، حتى زفت البشرى بعودة نايف إلى أسرة محمد القرادي، بعد تطابق الحمض النووي لابنها المختطف مع الأم والأشقاء.

» استلام المختطف

وكشف يحيى القرادي عم المختطف لـ«اليوم» أن نايف أجرى اتصالا هاتفيا قبل يومين بوالدته التي تمكث الآن في مدينة جازان، وأخبرها بسعادته، وأنه بصحة جيدة، مضيفا إنه استلم نايف شخصيا، وسيتم نقله إلى والدته بجازان فور انتهاء الإجراءات الرسمية اليوم، فيما اعتذر عن إظهار نايف إعلاميا نزولا عند رغبته الشخصية، متوقعا تكرار سيناريو استلام موسى الخنيزي ومحمد العماري، بالإضافة للتركيز على توفير الأجواء المناسبة لتعويض الكثير من سنوات الحرمان التي تجاوزت 27 عاما، مطالبا الجهات المختصة بتوفير أخصائيين نفسيين لتهيئة نايف، مقدما شكره للجهات المختصة على جهودها في إعادة نايف إلى أسرته.

» إثبات بالـ DNA

وأكد أن نتائج الفحص النووي DNA أثبتت نسب نايف إلى عائلة القرادي المختطف من مستشفى القطيف المركزي في عام 1414هـ، مشيرا إلى أن النتائج ظهرت بشكل رسمي لدى قسم الأدلة الجنائية بالمنطقة الشرقية بعد مرور 24 ساعة من خضوع الأسرة لتحليل الحمض النووي؛ على خلفية الشكوك بكون الطفل المختطف الثالث لدى المرأة المختطفة يعود إلى أسرة القرادي.

» لحظات منتظرة

وألمح إلى أن الأسرة تترقب بفارغ الصبر دخول نايف على والدته لاحتضانه بعد حرمانها من التمتع برؤيته، معربا عن حزنه الشديد لعدم تواجد والد نايف ليرى هذه اللحظات السعيدة؛ إذ أن والده فارق الحياة قبل تكحيل عيونه برؤية ابنه المختطف.

وذكر أن حادثة الاختطاف المريرة لا تزال عالقة في أذهان الأسرة كأنها حدثت أمس، وأن الأم عايشت لحظات صعبة يستحيل وصفها بعدة كلمات.

» خطة ماكرة

واستذكر يحيي حادثة الاختطاف التي جرت تفاصيلها بعد ساعات قليلة من ولادة زوجة أخيه بقوله: «إن سيدة ترتدي الزي الرسمي طلبت الطفل لإعطائه التطعيمات اللازمة»، وأن زوجة أخيه لم تشك لحظة بتعرض ابنها للاختطاف، خصوصا وأن موظفة ترتدي زي الممرضات قامت بأخذ الطفل، لافتا إلى أن اكتشاف عملية الاختطاف تمت بعد وصولنا لزيارة الأم للاطمئنان على صحتها وصحة ابنها بعد الولادة، مبينا أن اخاه استفسر عن الولد وقالت أمه (تم أخذه مني للتطعيم)، بيد أن الفترة استغرقت وقتا طويلا مما فرض الذهاب إلى قسم الأطفال للوقوف على حقيقة الموقف، لكننا صدمنا عندما أبلغنا بعدم وجود الطفل فيه، موضحا أن إحدى الممرضات طلبت من الأب إبلاغ إدارة المستشفى باختفاء الابن، لكن لم تتخذ الإجراءات الرسمية سوى بعد صلاة المغرب، حيث قامت بإبلاغ الجهات الأمنية بعملية اختفاء الرضيع التي حدثت منذ الساعة الرابعة والنصف عصرا.

» دعاوى متعددة

وأكد أن والد الطفل بذل جهودا كبيرة في سبيل العثور على الطفل من خلال التواصل المستمر مع الأجهزة الأمنية، مفيدا بأن الأسرة رفعت دعوى ضد إدارة المستشفى لدى ديوان المظالم لتهاونه - حسب وصفه - في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال، بالإضافة لكون الحادثة ارتكبت من خلال سيدة ترتدي زي الممرضات، لافتا إلى أن ديوان المظالم حكم على وزارة الصحة بدفع الأتعاب مع استمرار البحث عن الطفل.

» آثار صادمة

وأشار إلى أن حادثة الاختطاف أثرت على صحة أخيه، حيث أصيب بمرض القلب، مما أدى إلى وفاته، فيما أصيبت الأم بحالة نفسية جعلتها غير مصدقة باختطاف مولودها، مؤكدا أن الأسرة ظلت تتحاشى منذ 27 عاما الحديث عن اختطاف نايف حفاظا على صحة زوجة أخيه. وكشف القرادي النقاب عن استدعاء الأجهزة الأمنية للعائلة لأكثر من حالة اشتباه، بيد أن تحليل الحمض النووي لم يتطابق في تلك الحالات.