عبدالرحمن السليمان

استضافت جمعية الثقافة والفنون بالدمام قبل أسابيع معرضين، على التوالي للفنانين فاضل أبو شومي وسلمان الأمير وهما من فناني المنطقة الشرقية، اختلفت التجربتان باعتبار الخامة واهتمام كل منهما من حيث توجه أبو شومي إلى الخيل التي ظهرت في أعمال بدأ بها مشاركاته في معارض نظمتها جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، أما الأمير فقد عرض في النصف الأول من الثمانينيات من خلال جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وكان حينها طالبا جامعيا، لم تزل اهتمامات الاثنين؛ عندما درس الأمير الشكل بعناية ساعيا إلى تأسيس عمله الفني وفق جوانبه الأكاديمية، فنجد اهتمامه بالظل والنور والأبعاد والتجسيم وما يتعلق بعمل فني مكتمل العناصر أو التأسيس، على أن دراسات معرضه خضعت لخامة واحدة هي أصابع الفحم وقد نوّع في تقنياته بناء على الموضوع وما يحقق نتيجة مُبتغاة، وتعبر أعمال الأمير عن قدرات فنية عالية خاصة مع قناعاته الخاصة بهذا المنهج، وعروضه وشروحاته ودفاعه الدائم عن أهمية التأسيس الفني وفق القواعد الفنية المعروفة وهي قناعات مبكرة منذ الأعمال التي عرضها في بداياته وكانت لافتة، توقف بعدها عن المشاركات إلى عودته قبل أعوام قليلة، ثم إنشاؤه مرسما يدرب فيه موهوبين وهواة على أسس معرفية خاصة للوجه الإنساني الذي حضر بقوة في أعمال المعرض. يختلف الأمر عند أبو شومي الذي رسم الخيل في أشكال وصيغ متنوعة مع حبه وتعلقه به وامتلاكه عددا منها في إسطبل خاص، أعمال المعرض تتنوع في اختيار اللقطة من السباقات أو دراسته جانبا يبعث جماليات الخيل وهو يحقق مستوى متقدما بناء على أعماله الأسبق مع بحثه التقني في أعمال لم يقدم منها سوى عمل وحيد كان مختلفا ولافتا.

solimanart@gmail.com