ترجمة - إسلام فرج

دعت واشنطن لتبني نهج شامل في التعامل مع نظام الملالي

دعت مجلة «ناشيونال ريفيو» الأمريكية إلى استخدام نهج أكثر شمولية في مواجهة نظام الملالي في طهران، مؤكدة أن الدبلوماسية وحدها لن تكون كافية في لجم وإنهاء التهديد الإيراني.

وبحسب مقال لـ «سيث فرانتزمان»، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتحليلات والتقارير، يميل مؤيدو الصفقة التي أبرمتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران إلى القول إن الدبلوماسية هي الحل الوحيد للتهديدات التي تشكلها طهران.

الصفقة والدبلوماسية

وتابع يقول: عندما سئلوا عن سياساتهم تجاه إيران، أكد جميع الديمقراطيين الذين يتنافسون على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة العام الحالي، على الحاجة إلى العودة إلى الصفقة أو إعادة التركيز على الدبلوماسية.

وانتقد الكاتب هذا الموقف، مشيرًا إلى أن استخدام المسار الدبلوماسي وحده يسيء فهم المنطق وراء وجود الدبلوماسية في المقام الأول.

ويواصل قائلًا: الدبلوماسية لا توجد في فراغ، لكنها جزء من ترسانة السياسة الخارجية للبلد، مضيفًا: عند التعامل مع الحلفاء، هذا هو المفتاح لرعاية العلاقات، ولكن عند التعامل مع الخصوم، يجب أن تكون جزءًا من نهج أكثر شمولية للعمل.

وأردف فرانتزمان يقول: المفارقة هي أن قادة إيران قد حققوا نجاحًا كبيرًا في استغلال اكتفاء خصومهم بالنهج الدبلوماسي، على وجه التحديد لأنهم يدركون أن الغرب يخاف من الحرب، وأنه تخلى إلى حد كبير عن فكرة استخدام القوة كوسيلة لتحقيق غاياته الإستراتيجية.

ممارسة اللعبة

ولفت إلى أن إيران سعيدة بممارسة لعبة الدبلوماسية عندما يكون ذلك لصالحها، لكن لديها وسائل أخرى للحصول على ما تريده أيضًا، في سوريا تنشر مستشارين عسكريين، كما يوجد الآن نحو 800 جندي من الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى مرتزقة من باكستان وأفغانستان للقتال من أجل حليفها بشار الأسد.

وأضاف: في لبنان، تمول حزب الله وتسلح الجماعة الإرهابية بالذخيرة الموجهة بدقة، وفي اليمن، تنقل تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى الحوثيين، كما تسلل مسؤولو مخابراتها إلى العراق للسيطرة على سياسة ذلك البلد.

وتابع فرانتزمان بقوله: إذن، لا تخجل طهران من استخدام الوسائل العسكرية عند الضرورة، هاجمت السعودية بصواريخ كروز، وأطلقت صواريخ باليستية على القوات الأمريكية واستخدمت ميليشياتها لمهاجمتها في العراق، بالإضافة لسفن ملغومة في خليج عمان.

وأردف: كل هذا يتطلب ردًا من الغرب يجمع بين الدبلوماسية والقوة العسكرية.

مواجهة إيران

ومضى يقول: يتعيّن مواجهة دولة مثل إيران بشروطها الخاصة، إذا قامت بإيفاد دبلوماسيين ووكلاء شبه عسكريين وهجمات صاروخية على القوات الأمريكية، فيجب على الولايات المتحدة إرسال دبلوماسيين وحشد حلفائها على الأرض والاستثمار في قدرات الدفاع الصاروخي.

وتابع: لسوء الحظ، فإن النقاش الداخلي حول كيفية مواجهة إيران يميل إلى أن يكون إما أن نستخدم الدبلوماسية أو نشن الحرب، بالنسبة للأمريكيين الذين يخشون المزيد من الحروب الأجنبية، من الطبيعي أن نستجيب لهذا الإطار من خلال اختيار الدبلوماسية، لكن الحرب والدبلوماسية ليستا خيارين متبادلين، هما أدوات من نفس المجموعة.

وأضاف: تواجه إيران وروسيا والصين وأعداء آخرون الولايات المتحدة على جبهات متعددة، من خلال الحرب الاقتصادية والعسكرية والسياسية وكذلك التجسس.

شيطنة واشنطن

ومضى الكاتب بقوله: ترى إيران نفسها متورطة في حرب شاملة مع الولايات المتحدة، وهذه حقيقة أوضحتها التصريحات المستمرة الصادرة عن المرشد خامنئي، التي تصف الولايات المتحدة بأنها شيطانية وشريرة.

ونوه إلى أن طهران تعتبر الصراع أيديولوجيا حتى الموت، مضيفًا: للفوز به، سيتعيّن على الولايات المتحدة محاربتها وفقًا لتلك الشروط، والتي تبدأ برفض التخلي عن كل الخيارات غير الدبلوماسية المتوافرة لديها من جانب واحد.

ويختم قائلًا: يجب أن تسعى السياسة الأمريكية دائمًا إلى مواجهة إيران على مستويات متعددة، مع توفير نوع من الضغط الذي يجبر طهران على أن تأتي إلى طاولة المفاوضات بيد ضعيفة، بدلًا من السماح لها بإطلاق المزيد من الصواريخ، وتوظيف المزيد من الوكلاء.