جعفر الصفار، أحمد المسري - القطيف

مصدر لـ«اليوم»: حسم نسب «الخنيزي» خلال 48 ساعة

كشفت مصادر لـ«اليوم» أن قضيتي «موسى الخنيزي» و«محمد العماري» فتحتا ملف اختفاء الطفل نسيم الذي فقد في كورنيش الدمام عام 1417هـ، والطفل ابن محمد جابر كحلاني قرادي الذي جرى اختطافه بعد عدة ساعات من ولادته عام 1414هـ.

وكشف نوري حبتور «والد المختطف نسيم» -يمني الجنسية- أنه تقدم يوم الأربعاء الماضي بطلب للشرطة لإعادة تحليل البصمة الوراثية على خلفية تكشف الكثير من التفاصيل المتعلقة بعمليات الاختطاف التي قامت بها السيدة «المتهمة» في خطف موسى ومحمد، مؤكدا أن الشرطة أبدت موافقتها على إجراء تحليل البصمة الوراثية اليوم الأحد، منوها بأن الشرطة ومن خلال جهدها لفك لغز القضية من كافة أبعادها، سبق وأن أخذت منه عينة لتحليل البصمة الوراثية (DNA) قبل 9 أشهر تقريبا؛ من أجل التأكد من هوية الولد الثالث لدى خاطفة «محمد العماري» و«موسى الخنيزي».

نسيم حبتور


» اختطاف بالكورنيش

وقال الحبتور: إن ابنه نسيم اختطف عام 1996 وهو بعمر 18 شهرا أثناء نزهة عائلية في كورنيش الدمام، وإن الأمل تجدد بالعثور عليه بعد اكتشاف الكثير من التفاصيل المتعلقة بعملية الاختطاف للطفلين «موسى» و«محمد»، مستدركا أن الأسرة أملها كبير بالله في عودة الطفل في أقرب وقت ممكن، وأن الأم تنتظر عودة «نسيم» إلى أحضانها بعد فراق دام 24 عاما.

وذكر أن طلب تحليل البصمة الوراثية بهدف التأكد من هوية أحد الأولاد لدى السيدة الخاطفة، لم يجعله متأكدا من كونها الخاطفة لطفله «نسيم»، لكنها بالتأكيد تمتلك معلومات كثيرة، معتقدا أن تكون الخاطفة جزءا من عصابة تمتهن الخطف.

» احتيال غريب

وتعود تفاصيل اختطاف «نسيم» حسبما قال والده إلى أنه ذهب لقضاء الحاجة وترك «نسيم» وشقيقه وشقيقته برفقة والدتهم، وكانوا وقتها صغارا إبان ارتكاب الجريمة البشعة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية بذلت جهودا كبيرة للعثور على الطفل لكن لم يحالفها التوفيق.

» تجدد الأمل

وفي قضية مماثلة، تجدد الأمل لدى عائلة قرادي بالعثور على ابنها المختطف من مستشفى القطيف المركزي عام 1414 بنفس الطريقة التي اختطف بها محمد العماري وموسى الخنيزي، خاصة بعد توسيع الجهات الأمنية التحقيق مع الخاطفة بشأن مختطف ثالث وأن الفحوصات تشمل أبناءها الثابتين بموجب الهويات بوصفهم أبناءها ليجري التحقق من صحة انتسابهم إليها -بحسب وسائل إخبارية-. وذكر جابر قرادي ابن عم الطفل المختطف أنه وبعد العثور على مختطفين في الدمام عاد الأمل إلينا وتجددت الآمال في الله سبحانه وتعالى ثم في حكومتنا الرشيدة في البحث مجددا عن ابننا المختطف وقد أطلق هاشتاق #المخطوف_ابن_محمد_قرادي لتجديد قضيته والبحث عن أكبر قدر من المساعدة من كل جهة ممكنة.

موسى الخنيزي


» تحاليل منتظرة

في الأثناء، توقع مصدر خاص لـ«اليوم»، ظهور نتائج التحاليل المخبرية لوالد «موسى» يوم الثلاثاء، كاشفا تطابق الجينات الوراثية «DNA» للمختطف محمد العماري الذي تعرض هو الآخر لجريمة فصل عن والديه قبل 23 عاما بمستشفى الولادة والنساء بالدمام، بعدما أظهرت النتائج تطابقا بنسبة 100% بين الوالد «علي العماري» والوالدة والابن المختطف «محمد»، مترقبا أن تحسم التحاليل هوية المختطف الثاني «موسى» بعد عودة الوالد «علي الخنيزي» من خارج المملكة، لا سيما أن نتائج عينات الطرفين بين والدة موسى وابنها أظهرت التطابق التام بينهما.

ووفقا للمصدر نفسه، فإن القانون ينص على ضرورة إخضاع الأب للفحص بواسطة أخذ عينة من الدم بهدف إجراء الاختبارات المخبرية على طبيعة الجينات الوراثية، لحسم الملف في غضون الأيام القادمة، خصوصا في ظل تطابق عينة زوجته مع الابن «موسى» المختطف.

علي الخنيزي


والد مخطوف ينتظر نهاية القضية ليكشف أسرارا كثيرة

كشف علي الخنيزي «والد موسى» لـ «اليوم» جزءا من صندوق أسراره المملوء بالكثير من الأحداث منذ لحظات ولادة ابنه بقوله: ذهبت في يوم ولادة «موسى» إلى مستشفى الولادة والأطفال بالدمام؛ لإسماع مولودي «الأذان»؛ تأسيا بالسنة النبوية في الدقائق الأخيرة من وقت الزيارة بالمستشفى، بيد أنني فوجئت بقرار منعي من الدخول ورؤية فلذة كبدي؛ بحجة انتهاء وقت الزيارة، وما أن مضت أقل من 5 دقائق من تلك اللحظة قبل أن أراوح مكاني في المستشفى بعد منعي الدخول، حتى أصابتني الصدمة حين أخبروني بأن ابني الرضيع تعرض لحادثة اختطاف، واعدا في الوقت نفسه بفتح صندوق الأسرار بالكامل بعد استلام «موسى» وانتهاء الإجراءات الرسمية لدى الأجهزة الأمنية، معللا الاحتفاظ بالكثير من الأسرار لعدم إمكانية البوح بها في الوقت الحالي.

وتحفظ الخنيزي كثيرا عن التعبير عن الأحداث القادمة بقوله «لا أقدر أن أعبر أو أتوقع ماذا سيحصل في الأيام القادمة»، لكنه قال إنه يفكر في الطريقة المناسبة لتعويض «موسى» عن السنوات الماضية من الحرمان.

وأكد والد المختطف في حديث هاتفي من المطار الذي ينتظر الإقلاع منه إلى أرض الوطن، الذي من المحتمل أن يكون قد وصله بعد منتصف ليل أمس السبت: أن «موسى» عبر عن فرحته الكبرى بالتعرف على أسرته الحقيقية، وأن انكشاف الحقيقة التي حافظت الخاطفة على إخفائها 20 عاما ساهم في وضع الأمور في النصاب الصحيح، مشيرا إلى أن موسى اكتشف نسبه الحقيقي وأنه «ليس لقيطا» بخلاف الرواية التي نقلتها الخاطفة إليه، واصفا حالة موسى الصحية بالجيدة، وأن معنوياته مرتفعة بقوله «مستأنس جدا».

وعبر عن شكره العميق للقيادة الرشيدة والأجهزة الأمنية؛ على الجهود التي بذلتها في سبيل وضع نهاية سعيدة لقضية أشبه بأفلام الخيال، مبينا أن الفرحة ستكتمل بعد أيام قلائل، حين البت في عودة موسى إلى أحضان الأسرة بعد سنوات طويلة من الحرمان والقطيعة الجبرية التي فرضتها السيدة الخاطفة، مضيفا إن الأجهزة الأمنية أدخلت الفرحة على قلوب الأسرة الحزينة بقرب عودة «موسى» وإلقاء القبض على الخاطفة بعد سنوات من الاختفاء جراء ارتكاب مثل هذه الجريمة الكبرى.

وأوضح أن قضية موسى كشفت أن الأجهزة الأمنية ليست غافلة عن القضايا مهما كانت قديمة، مشيرا إلى السنوات الطويلة على ارتكاب الجريمة النكراء، بيد أن الشرطة لم تغلق القضية على الإطلاق، الأمر الذي ساهم في سرعة فك شفرات القضية بمجرد الإمساك بالخيوط الأولية للجريمة، من خلال العودة إلى سجل البلاغات القديمة.

وأفاد الخنيزي بقوله: إنني شاهدت صورة ابني وأنا في السفر، وسمعت صوته على ما هو عليه الآن، فالشاب هو ابني موسى 1000 في 100 - بحسب تعبيره -، وأضاف: لم ينفد مني الأمل بل يتجدد كل ما مر الزمان، ولم يغب عن بالي أبدا لقاؤه يوما ما، وكل ما تمنيته من الله أن يبقيني حتى أرى ابني، والحمد لله قد استجاب لي هذا الرجاء.

وأبان أنه أعد مخططا لتهيئة موسى للحياة الجديدة، ولن يكشف عن ذلك الآن، وأن كل ما يفكر فيه هو لحظة اللقاء وانتهاء الألم له ولوالدته ولموسى، وأن هناك الكثير من الحديث لا يود التصريح به الآن.


-------------

أم موسى: لا تستطيع الصبر 48 ساعة.. ولا علاقة للخاطفة بالطاقم الطبي

نسفت والدة المخطوف «موسى» الروايات المتداولة بخصوص طريقة اختطاف فلذة كبدها، مفيدة بأن الخاطفة استخدمت وسيلة ماكرة لاستكمال خيوط جريمتها البشعة، حيث ادعت أنها على وشك الوضع وأن الفريق الطبي نصحها بالمشي لتسهيل الولادة.

وقالت: إن الخاطفة لاحظت «موسى» يرقد بجواري وحاولت إمساكه ولكني رفضت، وفي الأثناء طلبت مني تنظيف رأس «المولود» ولكني لم أرضخ لطلبها، ومع الإصرار اضطررت في نهاية الأمر للنزول عند رغبة الخاطفة بهدف إزالة الأوساخ من رأس الرضيع.

وأضافت والدة موسى والعبرة تكاد تقتلها حسرة وندما على اتخاذ قرار الموافقة على منح تلك الخاطفة فرصة تحقيق مأربها: «استسلمت لإصرار الخاطفة المستمر وتسلمت الرضيع لتنظيفه ولكنها مثل (فص ملح وذاب)، إذ لم تعد حتى اليوم».

وشددت على عدم صحة الروايات المتداولة بشأن طريقة اختطاف «موسى» التي تشير إلى أن السيدة ترتدي الزي الطبي وتدعي الانتساب للمستشفى.

ووصفت «أم موسى» لحظات الاتصال من الشرطة بـ «الصدمة الكبرى»، مشيرة إلى أنها غير قادرة على الصبر لمدة 48 ساعة لحسم الأمر».


والد موسى مع محمد وحسين


أسرة موسى تعيش بين الفرح والقلق

كشف محمد الخنيزي «شقيق موسى» أن والده في طريقه للوصول إلى أرض الوطن، مرجعا سبب تأخر وصوله المعلن سابقا إلى تأجيل طرأ على رحلة العودة للمرة الثانية، مفيدا بأنه سيتجه عقب وصوله إلى مركز الأدلة الجنائية لاستكمال إجراءات فحص عينات الدم بغية التأكد من تطابق الجينات الوراثية التي ستحسم القضية بطريقة أو بأخرى، ناقلا عن والده قوله: «إن دقائق الانتظار في المطار تمر وكأنها أيام».

وبشأن وضع الأسرة بعد تلقي بارقة أمل بعودة موسى لها، وصف محمد لحظات تلقي الاتصال الهاتفي من شرطة المنطقة الشرقية بأنها لحظات لا تنسى وستبقى محفورة في الذاكرة للأبد، وأن الفرحة عمت الجميع لاسيما الوالدة الحزينة التي لم تفارقها دموع الأحزان منذ عشرين عاما، مبينا أن مشاعر الأسرة يصعب وصفها في بضع كلمات، وأن جميع أفرادها يحسبون اللحظات للالتقاء بالأخ للمرة الأولى من عقدين من الزمن في بحر المجهول، مفيدا في الوقت نفسه بأن والدته كانت على يقين وإيمان كامل بالله وفضله في إعادة ابنها المختطف إلى حضنها في نهاية المطاف بالرغم من مرور كل هذه المدة الطويلة من السنين.


د.عبدالعزيز الهاجري


المتهمة تقدمت لهوية «الخنيزي» و«العماري» قبل عامين ونصف العام

أكد «محامي المتهمة» د.عبدالعزيز الهاجري، أن موكلته تمتلك مستندات قوية للدفاع عن نفسها في قضية الاحتفاظ بالولدين «موسى» و«علي»، مقرا بأن الخطأ الذي ارتكبته خلال السنوات الماضية يتمثل في عدم إبلاغها الجهات الأمنية عن وجود طفلين لديها، ومؤكدا في الوقت نفسه أن «موسى» و«علي» يدافعان عن «المتهمة» عن قناعة تامة بعدم ارتكابها جريمة، نافيا أن تكون الدوافع «عاطفية».

وكشف المحامي الهاجري أن المتهمة تقدمت للأحوال المدنية لاستخراج هوية وطنية للطفلين قبل عامين ونصف العام تقريبا، حينما كان عمر «علي» 20 عاما و «موسى» 18 عاما، خلافا لما أشيع أنها ذهبت للأحوال المدنية قبل 10 أيام، مضيفا: إن الإدانة صدرت للمتهمة بعد عامين ونصف العام، ووفقا للمتعارف عليه قانونيا أن المتهم «برئ» حتى تثبت إدانته.

وأشار إلى أن القضية لا تزال في طور التحقيق للتعرف على المزيد من التفاصيل المتعلقة بالحادثة، مفيدا في ذات الوقت بأن المتهمة محتجزة في سجن النساء بالدمام.


منزل المخطوفين (تصوير: عبدالله السيهاتي)


جيران خاطفة الخنيزي والعماري مرتابون من تحركاتها

يقع الحي الذي تقطنه الخاطفة مع مخطوفيها في منطقة راقية من أحياء مدينة الدمام، فالمنزل الذي ترعرع فيه موسى الخنيزي ومحمد العماري لا يبتعد كثيرا عن منطقة الواجهة البحرية بالدمام، فالشقة التي تقطنها الأسرة واحدة من عدة شقق يتكون منها المبنى الواقع في شارع «الحارث الطائي».وذكر أهالي الحي، أن أسرة الخاطفة لا تختلط بالآخرين، فهي قليلة الخروج من المنزل، بالإضافة إلى تحسسها الكبير من وقوف الآخرين أمام منزلها، بالإضافة إلى ذلك فإنها كثيرا ما تشاهد بجوار أحد أبنائها أثناء خروجها.

وأشاروا إلى أن أحد الأبناء يعمل حارس أمن والآخر ممارسا صحيا، مؤكدين أن الحي لا يعرف الكثير من المعلومات عن الأسرة؛ نظرا لعدم الاختلاط بالآخرين.

مستشفى الولادة القديم بالدمام بعد أعمال الإزالة (اليوم)


إزالة «ولادة الدمام» نبشت ملفات اختطاف طفلين

بعد 24 ساعة من إعلان قرار إزالة مستشفى الولادة والأطفال القديم بالدمام، أعاد خبر إعلان شرطة الشرقية القبض على امرأة اختطفت طفلين، فك غموض قضيتين جرت أحداثهما داخل المستشفى قبل 23 عاما تقريبا.

الحدثان اللذان هزا الجميع في شهر ربيع الثاني من عامي 1417 و1420 تجرعت تفاصيلهما المؤلمة أسرتا «العماري» و«الخنيزي» اللتان اختطف فلذتا كبدهما بعد ساعات قليلة من ولادتهما في المستشفى المذكور، حيث تمكنت سيدة من خطف الرضيعين «موسى ومحمد»، فالحادثة الأولى التي عاشتها أسرة العماري حدثت في 24 ربيع الثاني 1417، فيما المأساة الثانية كابدتها أسرة الخنيزي في 8 ربيع الثاني 1420.

مستشفى الولادة والأطفال بالدمام بالرغم من تحوله إلى ركام جراء عمليات الإزالة، إلا أن ذاكرة الزمن نبشت ملفات جرائم إنسانية

فظيعة ارتكبتها سيدة لا تحمل في قلبها ذرة من رحمة أو شفقة من خلال انتزاع طفلين لم يتجاوز عمرهما اليوم الواحد من أسرتيهما.