محمد العصيمي

حين هنأت البعض بمناسبة (الفلنتاين) قيل لي، مباشرة ومواربة، اليوم يوم جمعة مباركة ولا يصح أن تهنئ بيوم الحب.!! كأن الحب جريمة يوم الجمعة ومكروه فيما عداه. مبدئيا نحن العرب صناع الحب ودواوينه وأشعاره ومشاعره كما قلت أمس في تصريح صحفي لمحررة (الشرق الأوسط) إيمان الخطاف. ونحن المسلمين، بقيمنا وقدواتنا وتعاليم نبينا صلى الله عليه وسلم، نوزع الحب أينما حللنا أو رحلنا في أصقاع الأرض التي بلغتها رسالة الإسلام الخالدة. ما فعله آخرون من كره وعنف وإرهاب لا يمت لنا ولا لديننا بصلة، بل هم، أي هؤلاء الآخرين، يسيئون لنا ولسماحتنا وحبنا لكل من وما هو على وجه الأرض، ليس من البشر فقط، بل كل كائن حي خلقه الله ليشاركنا الأرض والسماء والحياة الآمنة المسالمة.

يوم الجمعة، صادف فالنتاين أو لم يصادفه، هو في الأصل يوم للحب والجمع بين الناس وتفقد أحوالهم. هكذا كان وهكذا يجب أن يظل فيما بيننا ومع الآخرين الذين يختلفون عنا في الدين أو المذهب أو الرأي. التعسف أو الصلف من أي دين أو ملة لا يُحسب إلا على من ارتكبه وسعى لتعميمه والإضرار بالناس على قاعدة أن ما لديه حق مطلق وما لدى الآخرين باطل مطلق. وكما يقال، بعد كل تجربة إنسانية قاسية، الكُره يولد الكُره والحب يولد الحب. وإذا أنت فرشت أمامي الأرض ورودا حمراء - حسبتها على يوم معين أو لم تحسبها على ذلك اليوم- فأنا لا بد أن أرد بالمثل دون أن أسأل عن عرقك أو جنسك أو دينك. دينك لك وديني لي والورود، أو الأيام الحمراء الزاهية، عامل حياتي بشري مشترك فيما بيننا.

لذلك أنا لا أتردد مطلقا عن تهنئة كل من أراه بكل مناسبة عالمية سعيدة، من عيد الأم إلى عيد العمال إلى الفالنتاين وكل ما يثبت قواعد الحب ويقتلع أطناب الكُره. تهادوا تحابوا.. والهدية قد تكون مجرد ابتسامة وجملة من ثلاث كلمات: عيد حب سعيد.

ma_alosaimi@