عبداللطيف الملحم

تسمية الشوارع أو المباني أو القاعات قصة يستمر المجتمع بالحديث عنها. وقبل عدة أيام تم افتتاح حديقة السيد ريتشارد بودكير في الحي الدبلوماسي بالرياض تكريما له على ما قدمه أثناء فترة عمله طوال 46 عاما والتي من خلالها كانت له جهود كبيرة فيما يخص التعامل مع التشجير بصورة عامة. وفي الحقيقة أرى أنها خطوة موفقة أن تتم تسمية شوارع أو مبانٍ حكومية أو مؤسسات أهلية على أسماء من كانت لهم جهود في التطوير أو الابتكار أو الإنجاز. ولكن ما شد انتباهي هو أن هذا المهندس وغيره قد وصلوا إلى المملكة في العام 1973م. وهو وقت كانت فيه الحياة والبنية التحتية في المملكة قد بدأت تتطور وكل ما فيه راحة قد بدأ يصبح أمرا مألوفا سواء امتلاك سيارة أو النوم في مكان مكيف أو التنقل في المملكة عبر خطوط جوية وطرق واسعة. وهذا ما جعلني أفكر لماذا لا نرى شوارع أو مقرات بأسماء من قامت المملكة بالاستعانة بهم في العام 1932م للتنقيب عن النفط. ووصلوا في وقت شركاتهم هي من تكفلت بمصاريفهم وفي وقت كانت الحياة لدينا بدائية. فلا طرق ولا مواصلات ولا سكن مريح. وأخذوا على عاتقهم ليس مشقة السفر فقط، بل ومشقة الحياة. وهناك أسماء قد سمعنا عنها ولكن لا يذكرها إلا من هو متخصص أو من يقرأ عن كاسوك أو سوكال أو لاحقا أرامكو ومن ثم أرامكو السعودية. فهناك أسماء مثل أوليغر أو ستاينكي وغيرهما الكثير ممن أوجدوا أمورا من لا شيء. سواء أكانت عمليات تنقيب عن النفط أو المسح الجيولوجي أو إنشاء خطوط كهرباء أو أنابيب نفط أو حتى أمور طبية وخطوط طيران تم إنشاؤها منذ قدوم أولى بعثات التنقيب. ولهذا كان من الممكن أن تتم تسمية شوارع أو منشآت في المنطقة الشرقية بأسماء هؤلاء أو بأسماء الرعيل الأول من السعوديين أو حتى لو كان موظفا بسيطا ومن أوائل من عملوا في الشركة وتعتبر مشاركتهم في الحقيقة لها دور في تنمية صناعة النفط، بل وأكثر من ذلك، لماذا لا يكون هناك شارع باسم أرامكو في معظم مدن المملكة. وللعلم فتسمية الشوارع بأسماء شخصيات مرموقة قديمة أو حديثة هي في الحقيقة دروس تاريخية تجعل المواطن أو المقيم يستمر من خلال التسمية في ترسيخ معلومة تاريخية أو حدث معين.. وأخيرا، هل يعرف الجيل الجديد من سكان واحة الأحساء ماذا تعني كلمة «فيليب هولزمان»؟.

mulhim12@