اليوم، الوكالات - بغداد

واشنطن تدعو لمحاسبة الميليشيات على قتلها متظاهري النجف

توافد مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد أمس الجمعة، للتنديد مجدداً بتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وجاب المحتجون ساحة التحرير فرحين بمسيرات حاشدة هاتفين باسم «السيستاني»، بعد الخطبة التي ألقاها المرجع الشيعي الأعلى في العراق أمس، مندداً بالعنف الذي طال المحتجين في النجف الأربعاء، كما رفعوا هتافات «محمد علاوي مرفوض».

وبعد أن هاجم أنصار مقتدى الصدر الاعتصامات في العراق هذا الأسبوع، تحولت أنظار بعض النشطاء إلى آخر أمل باق لهم طمعا في الدعم والمساندة وهو علي السيستاني.

» هتافات بكربلاء

وخرج المتظاهرون في كربلاء بمسيرات حاشدة هاتفين «تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني»، ومنددين بالعنف الذي طال المحتجين خلال اليومين الماضيين على يد أنصار «القبعات الزرقاء»، الموالين لمقتدى الصدر.

وهتف المتظاهرون في ساحة الحبوبي ضد أنصار الصدر، بعد خطبة السيستاني.

وكان السيستاني ندد بأعمال العنف الأخيرة ضد متظاهرين هاجمهم أنصار الصدر، مطالبا قوات الأمن بعدم «التنصل» من واجباتها في حماية المحتجين.

ووصف السيستاني في خطبة صلاة الجمعة التي تلاها ممثله أحمد الصافي في مدينة كربلاء هذه الأحداث بأنّها «مؤسفة ومؤلمة، حيث سُفكت فيها دماء غالية بغير وجه حق».

وبينما أدان «كل الاعتداءات والتجاوزات التي حصلت من أي جهة كانت»، شدّد على أنه «لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والإخلال بالنظام العام».

» مسيرات الناصرية

وفي محافظة ذي قار (جنوب العراق) خرجت مسيرات طلابية رفعت خلالها هتافات ضد إيران وضد تكليف رئيس الوزراء محمد علاوي.

وتعالت أصوات المعتصمين، منددة باختيار علاوي، ملمحين إلى انصياع السياسيين لما تريده «الشقيقة» أو الجارة في إشارة إلى إيران.

وشهدت مدينة الديوانية (مركز محافظة القادسية) وقفات طلابية في جامعة القادسية، حيث رفع الطلاب شعارات مناصرة للمتظاهرين في العاصمة العراقية والنجف وكربلاء.

بدورها أعلنت جامعات ميسان (شرق البلاد على الحدود مع إيران) الاتفاق بين تنسيقيات التظاهر على الاستمرار بالاعتصام والتظاهر حتى تحقيق المطالب.

كذلك شهدت مدينة الرميثة، مركز محافظة المثنى (جنوب العراق)، هتافات ضد مقتدى الصدر.

وفي السماوة (محافظة المثنى) هتف المتظاهرون ضد إيران، معتبرين أنها من ضغطت من أجل تكليف محمد علاوي.

وعمد عدد من المحتجين الجمعة إلى غلق طريق مستودع الفاو النفطي في البصرة (جنوباً).

» آمال الناشطين

وقال أحد المحتجين ويدعى مهدي عبدالزهرة (30 عاما) لـرويترز، وهو يرقب قوات الأمن وراء الحواجز الخرسانية في بغداد تطلق الرصاص من بنادق هواء باتجاه المتظاهرين: «السيستاني هو الشخص القوي الوحيد الذي يمكنه مساعدتنا».

وأضاف: «يجب عليه الدعوة إلى مسيرة مليونية ضد الحكومة هذه فرصة أخيرة».

وهناك كثيرون مثل عبدالزهرة تحدوهم آمال كبيرة في السيستاني، فقد كان له القول الفصل والكلمة الحاسمة التي أجبرت رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي على التنحي وسط اضطرابات شعبية في نوفمبر. وينأى السيستاني المولود في إيران بنفسه عن طهران، ولا يتفق مع نموذجها في الحكم.

وحث على إجراء انتخابات مبكرة وإصلاح سياسي، وأدان مقتل نحو 500 محتج سلمي على أيدي قوات الأمن والميليشيات الموالية لإيران.

» إدانة أمريكية

من جانبه، أدان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعمال العنف في النجف ومدن عراقية أخرى، وسقط خلالها قتلى وجرحى من المتظاهرين السلميين.

وطالب بومبيو السطات العراقية باتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة الميليشيات والمجموعات المسلحة في مدينة النجف وغيرها ومن مدن العراق التي تمارس العنف ضد المتظاهرين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي في بيان: «يجب محاسبة الأطراف السياسية التي تحرض على استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والمسؤولين الحكوميين الذين فشلوا في حماية المتظاهرين».