محمد العصيمي

لا تفزعوا فكل نجمات سينما السبعينيات والثمانينيات حبيباتي؛ بمن فيهن السيدة نادية لطفي التي رحلت عن دنيانا، رحمها الله، قبل أيام. عِشت مع هؤلاء النجمات (الحلوات) أجمل أيام مراهقتي وشبابي. وتخيلت، زورا وبهتانا، أنني يمكن أن أكون حبيب واحدة منهن متى ما نزلت عن عرشها إلى قاع الجماهير لترى أمثالي من المتفرجين على أعمالها وأناقتها وفساتينها، ولعبها على أوتار عواطفنا وأحاسيس أنفسنا وأجسادنا.

نحن، جيل السبعينيات والثمانينيات، ندين، برقينا وذوقنا، لذلك الزمن السينمائي الجميل برجاله ونسائه الذين تواروا اسما بعد اسم، ورحلوا بهدوء وربما بكثير من غصات النكران والجحود عند أغلبهم وأغلبهن.

أصعب ما يمكن أن يمر على نجم بشري ساطع، لا سيما إذا كان هذا النجم امرأة، أن يتقدم في العمر، وتنحسر من حوله الأضواء، وتصبح حياته، بعد طول حضور ووهج، خواء ليس فيها إلا الظلمة والمرض وانتظار الموت. وهذا، بالمناسبة، يحدث في الشرق والغرب؛ كون الإنسان متماثلا في الحزن والكآبة كما هو حاله في السعادة والشهرة.

رحل قبل نادية لطفي كثيرات وكثيرون وسيرحل بعهد آخرون وأخريات، والنتيجة هي هي دائما: الحياة قصيرة وخطؤنا أننا نصدق إملاءاتها وزخرفها وأضواؤها. وليس ثمة شيء سيغير هذه الحقيقة التي يذكرنا بها موت المشاهير كل حين. للسيدة نادية لطفي الرحمة والغفران ولنا الصبر والسلوان.

ma_alosaimi@