مصطفى محكر - الخرطوم

الأحداث الجارية في ليبيا منذ سقوط نظام القذافي جعلت من ليبيا ممرا للهجرة غير الشرعية على مدى ما يقارب العقد من الزمان، فعصابات الاتجار بالبشر غالبا ما اتخذت مقراتها في ليبيا مع استمرار الفوضى والنزاع المسلح بين الأطراف الليبية، خلال ما يقارب السنوات العشر، ويأتي المهاجرون من السودان وتشاد والنيجر وغيرها من دول الجوار الليبي، وكثير من تجار البشر ينشطون في إقليم دارفور منذ سنوات طويلة، خاصة أن حكومة المخلوع البشير كانت غارقة في مشاكلها ولا تأبه لما يجري على هذا الصعيد.

» تكثيف الجهود

عدد من المختصين السودانيين طالبوا الحكومة السودانية الانتقالية برئاسة د. عبدالله حمدوك بتكثيف الجهود؛ لمنع التهريب والهجرة غير الشرعية من ولايات دارفور عبر ليبيا، وشددوا في تصريحات لـ«اليوم» على أن كثيرا من تجار البشر ينشطون في الإقليم منذ سنوات طويلة، إضافة إلى حركة تهريب للأسلحة إلى ليبيا المضطربة، خاصة أن من شأن ذلك أن يزيد حالة الاضطراب، وإنعاش جماعة الإسلام السياسي، التي تعمل على إحداث الفوضى في كثير من الدول لتحقيق أهدافها.

» الدعم السريع

وثمنوا دور قوات الدعم السريع، بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، في تصديها لحركة تهريب السلاح، وحسم بعض من حالات تهريب البشر، بيد أنهم شددوا على مضاعفة الجهود ومشاركة جميع الأجهزة الأمنية بالدولة، حتى يتم قطع الطريق تماما أمام حركة تهريب السلاح والاتجار بالبشر، مشيرين إلى أهمية أن تقدم دول الاتحاد الأوروبي الدعم للحكومة السودانية؛ لتتمكن من وقف ظاهرة الاتجار بالبشر.

» الإسلام السياسي

وقال د. صلاح الطيب محمد الأستاذ بجامعة الجزيرة: إن ظاهرة تهريب الأسلحة إلى ليبيا من شأنها أن تعقد الأزمة هناك، وبات على حكومة السودان مضاعفة الجهود لوقف تدفق السلاح، خاصة إلى الجماعات المسلحة الإرهابية، إضافة إلى منع الاتجار بالبشر، التي انتعشت في عهد الرئيس الإخواني المخلوع عمر البشير.

وأشار إلى دور قوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان حميدتي، في التصدي إلى تهريب الأسلحة إلى ليبيا، وكذلك التصدي لمنع تهريب البشر، لكن بات مطلوبا أيضا أن تلعب الحكومة دورا بدعم هذه الجهود، مشيرا إلى أن ليبيا تعاني تعقيدات سياسية داخلية، ومثل ظاهرة تهريب الأسلحة من شأنها أن تضاعف من تعقيد المشهد السياسي، حينما تصل هذه الأسلحة إلى جماعات الإسلام السياسي.

» الدور الأوروبي

وأكد اللواء ربيع ياسين، أن قضية تهريب البشر عبر الجوار الليبي لا تزال قضية مؤرقة منذ سنوات، خاصة أن المهربين اكتسبوا خبرات كبيرة ومعرفة واسعة بطرق التهريب، مؤكدا أنه مع وجود قوات الدعم السريع خفت هذه الظاهرة، إلا أنها لم تنته، وطالب بضرورة أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدوره كاملا بتقديم الدعم للحكومة السودانية الانتقالية، للتمكن من التصدي لهذه الظاهرة التي تحولت إلى مشكلة بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، فالهجرة غير الشرعية أصبحت على برامج الانتخابات البرلمانية في العديد من دول الاتحاد.

وأشار اللواء ياسين إلى الدور، الذي تقوم به قوات الدعم السريع بالتصدي لتهريب السلاح والبشر إلى ليبيا، وطالب الحكومة السودانية باتخاذ المزيد من الإجراءات لإغلاق باب الهجرة غير الشرعية ومنع حركة تهريب الأسلحة بشكل كامل.

» منع الفوضى

من جهتها، أكدت القانونية انتصار محمد عثمان أهمية دور قوات الدعم السريع بالتصدي لتهريب السلاح والبشر إلى ليبيا، خاصة أن لهذه التجارة طرقا واسعة ليس فقط عبر الحدود المشتركة مع ليبيا، بل كثيرا ما تمر عبر الحدود السودانية مع تشاد، مؤكدة ضرورة أهمية مضاعفة الجهود الأمنية على الحدود وملاحقة العصابات، التي تتاجر بالبشر بالتنسيق مع الدول الأخرى؛ لمواجهة هذه الظاهرة التي كثيرا ما تكون مغامرات فاشلة تنتهي بالغرق أو الموت لشباب يبحثون عن حياة أفضل، مشيرة إلى أهمية إيجاد خطط حكومية تنموية لاستيعاب الطاقات الشابة، التي أحيانا تسير في الطريق الخطأ لتصل إلى جماعات إرهابية، مؤكدة أنه لا بد من تضافر الجهود لمنع المزيد من هذه الفوضى في المنطقة.