محمد العويس - الأحساء

المحافظة تضم 82 مرشدا يتحدثون 7 لغات

أشاد مختصون في الإرشاد السياحي بالدور الكبير الذي تبذله الهيئة العامة للسياحة، مؤكدين أن ما تملكه محافظة الأحساء من مقومات، يسهم في أن تكون من أكثر المحافظات امتلاكا للمرشدين والمرشدات بعدد 82 مرشدا سياحيا مرخصا لهم بالعمل.

وأكد المختصون أن هناك عقبات تواجه المرشد السياحي، من أهمها ندرة مصادر بعض المعلومات وعدم دقة البعض الآخر، ووجود أعمال صيانة في عدد من المواقع.

معالم تراثية

وأوضحت الهيئة العامة للسياحة بمحافظة الأحساء لـ «اليوم»، أن المرشد السياحي هو الشخص الذي يساعد السياح عبر تقديم معلومات عن المعالم التراثية والتاريخية والدينية والمتاحف وغيرها من مواقع الجذب السياحي، وأنه قائد الرحلة، وعين السائح.

تطوير المهنة

واحتضنت الأحساء الملتقى الثاني للمرشدين السياحيين عام 1435، وجاءت موافقة مجلس الوزراء على تأسيس الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين في رجب من العام نفسه، لتتوج جهود الهيئة في هذا الشأن.

ورخصت الهيئة العامة للسياحة في الأحساء لـ82 مرشدا سياحيا بعد اجتيازهم الدورة التدريبية والاشتراطات اللازمة.

سفراء داخل الوطن

وقال المرشد السياحي جعفر السلطان: إن المرشد هو سفير داخل بلده، وعليه لابد أن يكون خير سفير، يحرص على التعريف بتاريخ وتراث وثقافة بلده، ومعالم هذا البلد بالصورة التي تترك أثرا إيجابيا لدى السائح.

مهام صعبة

وأكد أن مهام المرشد من أصعب المهام، حيث توكل إليه مهمة إيصال المعلومة بالشكل الصحيح، الأمر الذي يستلزم منه البحث عن المعلومة الصحيحة والدقيقة، في ظل ندرة مصادر بعض المعلومات، وعدم دقة بعض المصادر، أو تعارضها في البعض الآخر من المعلومات.

صيانة مفاجئة

وأضاف إن هناك أيضا تحدي الوصول لبعض الأماكن التي تجذب السياح عادة؛ نظرا لخضوع بعض تلك الأماكن أو المواقع لأعمال صيانة مفاجئة، والكثير من أعمال الصيانة تكون مفاجئة، دون ترتيب مسبق، ودون تحديد وقت محدد للانتهاء منها.

وجهة بارزة

وتابع السلطان، إن الأحساء كوجهة سياحية تُعتبر من أبرز مناطق المملكة؛ كونها تحوي كثيرا من المقومات التي يسعى خلفها السائح والزائر، فتنتشر فيها المواقع التاريخية كمسجد جواثا وقصر إبراهيم وقصر صاهود، وأماكن التسوق، والمتنزهات والمنتجعات السياحية الكبرى، والمدن الترفيهية، والأماكن البرية والساحلية، حتى غدت الأحساء أشبه ما تكون بالقارة التي لا يحتاج السائح للبحث طويلا للحصول على مبتغاه فيها.

تواصل دائم

وقال: يحرص المرشد السياحي كثيرا على البحث عن المعلومات التاريخية عن المواقع من المراجع المعتمدة والمعتبرة، وإذا حدث هناك نوع من الاختلاف في بعض المعلومات دون ترجيح صحة معلومة على أخرى بخصوص تلك المواقع، يحرص على توضيح ذلك للسائح بحيادية، وأيضا يحرص المرشد على التعرف على محتويات هذه المواقع وأقسامها وطريقة معمارها وتوضيح كل ذلك للسائح، وأيضا يحرص المرشد على التواصل الدائم مع أصحاب المتاحف؛ لمعرفة آلية زيارة السياح لتلك المتاحف ومحتوياتها، والتعاون مع أصحابها لترتيب زيارات السياح لها.

ثلاث فئات

وقال المرشد السياحي العام عادل الشبعان: إن المرشد يصنف إلى ثلاث فئات، الأول مرشد سياحي عام، وهو شامل لجميع أنحاء المملكة، والثاني مرشد سياحي منطقة، وهو خاص بالمنطقة التي يكون فيها، والثالث مرشد سياحي للموقع، وهو يكون مخصصا لموقع ويمارس فيه دور المرشد.

عقبات العمل

وأضاف: العقبات التي نواجهها كمرشدين هي أن أغلبنا موظفون في دوائر حكومية وخاصة، لذلك نعاني كثيرا حينما تكون لدينا وفود سياحية وسط الأسبوع، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة في الخروج من الدوام وليس لدينا أي تفرغ من أجل ممارسة واجبنا، كما أننا نتطلع إلى الدعم والمساعدة في أمور كثيرة.

سبع لغات

وأكمل: لدينا جمعية المرشدين السياحيين التي نعمل تحت مظلتها، ويتم التواصل معهم في كافة الأمور، مشيرا إلى أن من بين المرشدين السياحيين في الأحساء 7 سيدات، وأن مرشدي الأحساء يتحدثون بـ 7 لغات، منها الإنجليزية واليابانية والألمانية والروسية والصينية، وهناك أيضا لغة الإشارة للصم والبكم، بالإضافة للغة العربية التي تعتبر أساسية.

مقومات كبيرة

وأكد أن أغلب الوفود التي تأتي للأحساء من النادر أن تغادر دون أن تكون سعيدة وفرحة بهذه الزيارة؛ كون الأحساء بها مقومات كبيرة ما بين سياحية وتاريخية وبها مواقع خلابة، والدليل وجود الأحساء باليونسكو واختيارها عاصمة للسياحة العربية 2019.

قطاع فعال

وحول السياحة وارتباطها بالاقتصاد، قال المرشد السياحي العام عبدالمنعم التنم: منذ إنشاء الهيئة العامة للسياحة بقرار مجلس الوزراء رقم 9 في 12/‏‏‏‏1/‏‏‏‏1421، حقق هذا القطاع قفزات نوعية هائلة تعمل على تسهيل تنمية مستدامة وناجحة لصناعة السياحة في المملكة، فالسياحة اليوم تعد قطاعا اقتصاديا مهما يسهم بفعالية في الناتج الإجمالي المحلي، وذلك لما لها من دور في تنمية الموارد الوطنية وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى الأهمية الاجتماعية والثقافية، فالمملكة تمتلك مقومات وخصائص تؤهلها لأن تكون في مصاف الدول السياحية الكبيرة.

وقال التنم: إن الأحساء الغالية ثرية بترابها، تستحق الزيارة والمشاهدة، وفيها خصوبة مجتمع وأرض لتكون السياحة بطعم الأصالة، ومن هذا المنطلق أود أن ينصب الجهد على التأسيس لمجتمع يعرف كيف يكون سائحا داخل بلده، بالإضافة إلى زيادة الوعي والتثقيف المجتمعي فيما يخص السياحة.

صورة إيجابية

وتابع: يقع على عاتق المرشد المسؤولية في إنجاح الرحلة، وتقديم الصورة الإيجابية عن وطنه للسائحين، ولهذا أنصح إخواني المرشدين السياحيين بالتسلح بالمعلومات من مصادرها الرسمية، والالتحاق بالدورات التنشيطية الداخلية التابعة لهيئة السياحة عبر برنامج بوابة تكامل، والمساهمة في التعريف وزيادة الوعي السياحي بالمقومات السياحية الجاذبة التي تمتلكها مناطق المملكة، والمشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030 بشكل عملي للوصول إلى 100 مليون زيارة.

تأشيرات سياحية

وأكد أن هذا الرقم غير خيالي، مع بدء العمل بالتأشيرة السياحية، التي أعلنتها الهيئة العامة للسياحة مؤخرا، والتحلي بالكثير من الصفات الشخصية كالقيادة واللباقة والابتسامة وحسن الحديث والإلقاء وأناقة المظهر والجدية في العمل التي لا بد أن تتوافر في المرشد السياحي، والأهم من هذا هو ثقافة المرشد السياحي والمعلومات التي يمتلكها، فالمرشد السياحي يعتبر وسيلة إعلامية متحركة، والتميز بسعة الصدر والاستعداد الدائم للتواصل مع السياح بمختلف جنسياتهم.

علاقات اجتماعية

وأكد التنم أن هناك علاقة بين المرشد والجهات المختلفة، وأنه من الطبيعي اكتساب علاقات اجتماعية قد تتطور بعضها إلى صداقات دائمة داخل وخارج الوطن، فالمرشد السياحي الجيد يظل في ذاكرة المئات، وهذا قد يكون بسبب ابتسامة أو معلومة صحيحة يقدمها بأسلوب صادق وجميل.

مستقبل باهر

وقال المرشد السياحي هاني علي الناجم: لا شك أن محافظة الأحساء مقبلة على مستقبل باهر في مجال السياحة ولا غرابة في ذلك، حيث تملك الكثير من المقومات الطبيعية التي على ضوئها تم ضمها إلى اليونسكو كموقع تراث عالمي، وكذلك إعلانها عاصمة للسياحة العربية لعام 2019، وهذا يعد تقديرا لإمكاناتها السياحية وتاريخها العريق الذي ترك لنا شواهد تراثية كبرى وطبيعية خلابة.

انبهار بالطبيعة

وتابع: الزائر لمحافظة الأحساء ينبهر من طبيعتها وهو يسير في غابات النخيل حتى يصل إلى الجبل والمواقع الأخرى، وتعتبر الأحساء من أكثر المحافظات امتلاكا للمرشدين والمرشدات الذين يملكون صفات المرشد الناجح والمميز في الطرح وجذب السياح.

السياحة تتحول لقطاع اقتصادي هام يسهم بفعالية في الناتج المحلي

عمل بعضهم بوظائف أخرى يعوق التركيز في مهمتهم

دورات تنشيطية عبر برنامج بوابة «تكامل» لتطوير العمل

عمل متواصل للوصول إلى 100 مليون زيارة في 2030