«ورلد كرانش»

سلّط موقع «ورلد كرانش» الضوء على التدهور في العلاقات بين الأرجنتين والبرازيل، موضحًا أنها وصلت إلى أدنى وأضعف نقطة منذ انتقال البلدين إلى الديمقراطية منذ عقود، فيما حذرت البرازيل من التهديد الشيوعي لأمريكا اللاتنية.

سعي للتفوق

وبحسب مقال لـ «خوان غابرييل توكاتاليان»، أعلن البرازيلي جايير بولسنارو، في مقابلة قبل عام من توليه الرئاسة، أن بلاده ستسعى إلى التفوق في أمريكا الجنوبية.

وأضاف الكاتب: «في أواخر عام 2019، حذر وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أرايجو من التهديد الشيوعي لأمريكا اللاتينية، قائلًا إنه يخنق البرازيل».

وأردف: «في أكتوبر، حذر بولسونارو من أن فوز المرشح اليساري لرئاسة الأرجنتين ألبرتو فرنانديز سيهدد كتلة ميركوسور التجارية الإقليمية».

وأكد فرنانديز خلال أدائه اليمين الدستورية كرئيس جديد للأرجنتين في 2020، أن الوضع يزداد بين البلدين تعقيدًا.

وقال: «نواجه الآن برازيل أيديولوجية بشكل مفرط، وتسعى لإحياء تطلعاتها القديمة للهيمنة في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على قطاع زراعي كبير أصبح له الآن وزن أكبر من الصناعة، لكن مع إضافة نيوليبرالية جديدة وجرعة كبيرة من الثقافة الاجتماعية ذات الصبغة المسيحية».

الوضع الأرجنتيني

«أما الوضع الأرجنتيني فيزداد تعقيدًا، في وقت تتعرض فيه لضغوط كبيرة مثل التحديات الداخلية والخارجية»، كما يقول الكاتب.

وتابع الكاتب: «مع مرور الوقت، أصبحت الأرجنتين أقل صلة بالبرازيل في عدة مجالات. وإذا استمر هذا، فإن العلاقة الأرجنتينية البرازيلية قد تفقد طبيعتها الإستراتيجية لكلا الجانبين».

ومضى الكاتب يقول: «النقطة التي يجب مراعاتها هي أن العلاقات التقليدية بين الدول ليست كافية اليوم في مواجهة التحديات الهائلة التي تطرحها العلاقات الثنائية»، موضحًا أن كل هذا يستدعي المطالبة بتحفيز وتعميق «دبلوماسية المواطن».

دبلوماسية المواطن

واستطرد الكاتب: «أفهم أن دبلوماسية المواطن هي نوع من الدبلوماسية تلعب فيها الجماعات غير الحكومية وغير المسلحة دورًا مكملًا لدور الدولة، بحيث تنخرط في حوار شرعي مع مختلف النظراء في الخارج، بهدف إقامة تحالفات مبتكرة مع المجتمع المدني في البلدان الأخرى، في شكل ثنائي ومتعدد الأطراف».

وزاد: «تكتسب دبلوماسية المواطن زخمًا منذ التسعينيات، مدعومة بديناميات مثل التحول الديمقراطي والعولمة والتكامل، وهي تركز بشكل أساسي على التأثير على الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية من خلال الضغط والمفاوضات».

ولفت إلى أن هذه الدبلوماسية تتطلب معرفة عميقة بالأجندة العامة (الداخلية والدولية على حد سواء)، والاستعداد للعمل خارج الحدود الوطنية، والقدرة على نقل الموارد، ودرجة معينة من الاستقلال الذاتي، وقبل كل شيء، المصداقية التي تسمح للشخص بالتحدث مع الأطراف المختلفة.

فهم التكوينات

«بهذا المعنى، من الضروري فهم تكوينات ونطاق الاقتصاد السياسي المهيمن في كل بلد، وبالتالي فالعلاقات غير المتكافئة بين الأمم يمكن تعويضها بطريقة أو بأخرى من المواطنين النشطين الذين يكملون الدبلوماسية التقليدية ويزيدون قدرة الجانب الأضعف على المناورة»، كما يوضح كاتب المقال، مضيفًا: «دبلوماسية المواطن الناجحة هي تلك التي يمكنها إقامة شبكات وائتلافات عبر الحدود، وخلق علاقات اجتماعية متبادلة قوية في الخارج، والتأثير على الرأي العام داخل البلاد وخارجها، وتوسيع علاقات التعاون مع أقرانهم في مختلف البلدان والمساهمة في إعادة بناء وتحسين العلاقات بين الدول».

واختتم الكاتب حديثه بالقول: «يجب أن تلتزم الحكومة الأرجنتينية بتقديم دعم كبير للجهود الرامية إلى تحديث وتعزيز دبلوماسية المواطن، فهي وحدها كافية لتجديد ثقافة الصداقة بين الأرجنتينيين والبرازيليين».