أحلام القحطاني

مهما تكن تلك الدوافع التي قد تحرضك على ردة فعل تعتقد بأنها المناسبة، لن يكون القتل من بين الخيارات التي قد تستخدمها لحل قضية ما أو للتعبير عن رفضك لما حدث، كما أن الدين الإسلامي صريح وواضح في هذه النقطة، إذ يقول الله في كتابه العزيز «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، إذ لم يستثن موقفا أو حادثه تجعل من حق أحد أن يتعدى على آخر بإزهاق روحه مهما كانت الأسباب، وما حصل قبل أيام يجعلنا نتأكد بأن هناك الكثير ممن لم يستوعب الآية، وأنهم أيضا لم يتركوا للإنسانية موقع قدم في حياتهم بل قتلوها فاستباحوا كل شيء بعدها.

أي عقل أو تفكير قد يقود الإنسان إلى أقصى درجة من درجات الوحشية ليقتل أبناء جلدته! لا شيء يبرر ذلك الفعل على الإطلاق، كما أن لنا في سيرة نبينا العطرة العديد من العبر التي لو طبقناها في حياتنا لما كان هذا حال البعض منا، فعلى سبيل المثال عندما وقعت حادثة الإفك لم يهم النبي بقتل السيدة عائشة -رضي الله عنها- بل اعتزلها وحكم عقله وعرف بأن الأمر مهما كبر لا يستوجب القتل، فقد يحدث الله بعد ذلك أمرا، وبالفعل كرم الله أم المؤمنين بأن أنزل آية لإظهار براءتها وتنزيهها عن كل دنيئة، فكم من فتاة قتلت وهي بريئة، وكم فتاة قد تكون اقترفت الخطأ فعلا، ولكن من يدري لعل قاتلها بفعلته هذه في النار وهي بفعل آخر حسن في الجنة.

لا الشرف ولا سواه مسوغ للقتل أو مبرر له، يا من تعتقد بأن رجولتك لا تكتمل إلا بسلطتك على أهل بيتك، كما أنه ليس لك الحق في أن تقرر بأن هناك من لا يستحق الحياة مهما اقترف، فهناك من يقوم بأبشع الأفعال والأقوال عاصيا موجده على هذه البسيطة ومع ذلك نجد الرحيم يمهله ويقبل توبته، فانشغل بإصلاح ذاتك وحاول أن تحتوي أهل بيتك، وجرب أن تقدر الأمور كما يجب لا كما تمليه عليك رجولتك التي قد تفقدك صوابك.

@11Labanda