حسام أبو العلا - القاهرة

1300 دولار تكلفة تهريب الإرهابي من ليبيا لأوروبا

في الليلة التي سبقت محادثات برلين، عقد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي مؤتمرًا صحفيًا خاطب فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مباشرة، مؤكدًا دوره بنقل ما يقدر بنحو 3 آلاف من المرتزقة السوريين من تركيا للقتال في طرابلس؛ لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وقال المسماري لأردوغان: هل تعلم أنه خلال الـ48 ساعة الماضية، ذهب أكثر من 41 إرهابيًا سوريًا إلى إيطاليا عبر موانئ في ليبيا؟ وأن هناك العديد من السوريين الآخرين الذين قمت بنقلهم بشكل غير قانوني إلى ليبيا، الذين يستعدون للهجرة بشكل غير قانوني إلى أوروبا؟

» من وإلى

وكشف تقرير نشرته صحيفة «ذا إنفيستيجيتيف جورنال - تي آي جيه - البريطانية» أنه بحلول 20 يناير، زاد عدد المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا، الذين يعتقد الجيش الوطني الليبي أنهم قد سافروا بنجاح من إيطاليا إلى ليبيا إلى 47 شخصًا على الأقل، وأبلغ مؤخرًا أن 17 مرتزقًا سوريًا سافروا إلى إيطاليا من طرابلس بالقوارب، ويقول الجيش الوطني الليبي «إنه في الواقع، تم نقل 17 جثة من المرتزقة السوريين، الذين قتلوا في المعركة إلى إيطاليا من الأراضي، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق».

وقال مصدر في الجيش الوطني الليبي لصحيفة «ذا إنفيستيجيتيف جورنال»: إن تكلفة الرحلة من ليبيا إلى إيطاليا ارتفعت من 700 دولار إلى 1300 دولار على مدار أسبوع نتيجة لارتفاع الطلب، وأضاف المصدر: لا يعتقد المرتزقة أنهم سيعودون إلى تركيا أو سوريا؛ لذا فإن محاولة الوصول إلى أوروبا هي الخيار الأكثر منطقية بالنسبة لهم، ونحن نعتقد أن ما لا يقل عن 147 مرتزقًا قاموا بدفع دفعات مقدمة للسماسرة ويخططون للذهاب قريبًا.

» اعتقال مرتزقة

وأضافت الصحيفة: وبالقرب من «الزاوية» اعتقلت قوات الجيش الوطني الليبي خمسة رجال كانوا يحاولون القيام بالرحلة إلى إيطاليا، وقال مصدر بالجيش الوطني الليبي «أربعة من كل خمسة منهم كانوا يعرفون بعضهم البعض في سوريا سابقًا، لكنهم قالوا: إنهم التقوا جميعًا بالرجل الخامس لأول مرة عندما كانوا يستقلون الطائرة المتجهة إلى ليبيا في إسطنبول، وعندما استجوب رجالنا الرجل الخامس، رفض أن يخبرنا باسمه، لكنه أخبرنا بأنه كان محتجزًا حتى قبل ثلاثة أشهر في سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية الكردية في شمال سوريا».

وكشف التقرير: في 12 أكتوبر 2019، أي بعد ثلاثة أيام من بدء عملية «ربيع السلام»، بدأ الهجوم العسكري التركي على شمال شرق سوريا باستخدام القصف الجوي والهجمات البرية، وهاجمت تركيا المنطقة المحيطة بسجن «جيركين» في القامشلي بسوريا بنيران المدفعية في الوقت الذي كان يحتجز السجن مقاتلين من «داعش».

» هروب «داعش»

وفي الفوضى التي أعقبت الهجوم، تمكن خمسة من سجناء «داعش» من الفرار، في اليوم التالي، قصفت المدفعية التركية مخيم عين عيسى، الذي كان يضم 950 عضوًا على الأقل من التنظيم، وساعد هذا على هروب ما لا يقل عن 800 منهم، وتمت إعادة القبض على عدد قليل.

ووفقًا لمصدر الجيش الوطني الليبي، يبدو أن أحد أعضاء «داعش» الهاربين نجح في الانضمام إلى فصيل متشدد تدعمه تركيا متوجّه إلى ليبيا محاولًا شق طريقه إلى أوروبا.

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء المسماري قد عرض شريط فيديو مهزوزًا بالهاتف المحمول لمسلحين على متن طائرة ذات مقاعد خضراء زاهية، وهي طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية، وكانت تنقل إرهابيين من تركيا إلى طرابلس، وتساءلت الصحيفة البريطانية عن الجزء الأكثر خطورة في هذا الفيديو؟ وهو أن هناك عناصر ترفض إظهار وجهها في التسجيل، مشيرة إلى اعتقادهم أن هؤلاء أعضاء في تنظيم داعش تم اعتقالهم.

واختتم تقرير «تي آي جيه» الاستثنائي بأسئلة مفتوحة للمجتمع الدولي قائلة: هل يتماشى هذا السلوك من جانب تركيا مع تفويضات مجلس الأمن الدولي؟ وهل هذا جزء من الجهود الدولية لنشر السلام والأمن في ليبيا؟ أو في أوروبا؟.