محمد حمد الصويغ

من أهم مبادرات شركة أرامكو السعودية إطلاقها برنامج «إثراء»، الذي يستهدف رعاية الإبداع ونشر المعرفة وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري مع العالم، وقد ركز هذا البرنامج على الثقافة والإبداع ونشرهما بأبعادهما المختلفة، وقد أدى هذا التركيز إلى تحقيق هدفين محوريين يتعلق الأول بتحفيز رواد المسارات الثقافية والإبداعية بالمملكة، وتمكين المواهب الوطنية من إثبات ذاتها، ويتعلق الآخر بإبراز الخطوات الواثبة، التي حققتها المملكة في تلك المسارات وتعريف دول العالم بها، ولا شك أن هذه المبادرة لها أهميتها الخاصة في دفع إبداعات الطاقات الوطنية في المجالين معا، وقد حققت تلك المبادرة أهدافها وغاياتها الخيّرة.

وقد أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي مؤخرا برنامجه الوطني الحيوي لدعم مسارات الثقافة والإبداع من خلال الاهتمام بصناعة تلك المسارات وتعزيز فرص المملكة المتاحة بدعوة المؤسسات والشركات للمشاركة الفاعلة في رحلة الوصول إلى محتويات ثقافية عربية يمكنها الدخول في المنافسات الدولية، وعلى رأس تلك الشركات شركة أرامكو السعودية، وتحفيز تلك المؤسسات والشركات الوطنية للمساهمة الفاعلة والإيجابية للوصول إلى تلك المحتويات يمثل في جوهره انطلاقة نوعية جديرة لصناعة وليدة يمكن عن طريقها الوصول إلى العالمية والدخول إلى عالم المنافسات.

ولا شك أن إطلاق هذا البرنامج ضمن سلسلة البرامج والمبادرات، التي يضطلع بها المركز تستهدف التشهير بالصورة المشرفة، التي وصلت إليها المملكة في مختلف المجالات بما فيها المجالان الثقافي والإبداعي، وهذا يعني أن بالإمكان الوصول إلى مستويات جيدة في المجالين معا من خلال تنمية المواهب الوطنية وإبرازها في المحافل الدولية وتعزيز كل جوانبهما بطريقة تفضي إلى قيام مناخات تحفز على الإنتاج وتحفز على تبادل المعرفة بين المملكة ودول العالم وتقديمها لهم من أجل الخروج بمحتويات تتمتع بجودة عالية يمكن بها منافسة المحتويات العالمية.

ويمكن للشركات المساهمة في البرنامج ومن بينها شركة أرامكو السعودية تعزيز منطلقات التواصل الفكري والحضاري بين أفراد المجتمع وإطلاق العنان للمواهب الوطنية للمشاركة التلقائية في مشروعات المحتويات الرقمية أو المحتويات المطبوعة بأشكال وقوالب متعددة من شأنها الوصول إلى الغايات والأهداف المرسومة للبرنامج بعد تقييمها من اللجان المختصة والمكلفة بتقييم تلك المشروعات وترشيح المناسب منها، لاسيما تلك التي تشتمل على موضوعات ثقافية جديدة يمكن أن تفتح أبوابا جديدة للمعرفة القابلة للإنتاج والتنفيذ.

ومن أجل دعم هذه الصناعة الثقافية والإبداعية بالمملكة، فإن الأمر يقتضي إيجاد الأطر الواضحة والمناسبة للمشاركة، والتعريف بالخصائص والمميزات، التي يتضمنها المشروع، الذي سوف يخضع بطبيعة الحال لتصنيف دقيق من خلال قيام نخبة من ذوي الاختصاص لدراسته وتصنيفه، ومن هذا المنطلق فإن البرنامج سوف يحقق للمملكة مركزا طليعيا ومتناميا في الحقول الثقافية والإبداعية لتقديمها في منافسات دولية تبرز مدى ما وصلت إليه المملكة من مستويات رفيعة ومتقدمة في تلك الحقول.

mhsuwaigh98@hotmail.com