دانة بوبشيت - الدمام

الخبيرة الوهيبي تؤكد أن دعم القيادة الرشيدة أوصلها إلى اليونسكو

قالت الخبيرة في شبكة الميسرين العالمية لصون التراث الثقافي غير المادي ابتسام الوهيبي إن عبارة «التراث الثقافي غير المادي» يقصد بها الممارسات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي يعتبرها المجتمع، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي.

وأضافت الوهيبي التي تعد واحدة من أول خبيرتين سعوديتين تنضمان للشبكة، أن هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل يبدعه المجتمع بصورة مستمرة من خلال تفاعله مع بيئته وتاريخه، وهو ينمي الإحساس بالهوية ويعزز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.

وأشارت إلى أن مجالات التراث غير المادي هي التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة كوسيلة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، وفنون وتقاليد أداء العروض، والممارسات الاجتماعية مثل الطقوس والاحتفالات والمعارف، والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية، وتتم المحافظة على التراث الثقافي غير المادي عن طريق العديد من الإجراءات على سبيل المثال: حصر عناصر التراث وتوثيقها والتوعية بالتراث، وحث المجتمع على تقديره وتنشيط ممارسة أنواع التراث المهددة بالخطر عن طريق التعليم، وفي النهاية فإن التراث الثقافي غير المادي هو تراث حي دائم التغير يقوم المجتمع بتحديده والاعتراف به وممارسته ونقله، وهم القيمون على هذا التراث وبالتالي لكي نحافظ على هذا التراث يجب علينا مساعدة المجتمعات المحلية على الاستمرار في ممارسته والاحتفاء به ونقله للأجيال القادمة.

» نحن تراثنا

وأضافت: تقوم الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تحت شعار «نحن تراثنا» بالعمل على عدة مشاريع منها حصر وتوثيق التراث الوطني والتوعية به في مختلف مناطق المملكة، ويتلخص عملي في حصر عناصر التراث وتوثيقها سواء على المستوى الوطني أو على المستوى العالمي، من خلال العمل على ملفات ترشيح عناصر التراث السعودي للقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، على سبيل المثال ملف القط العسيري وملف السدو وملف الخط العربي.

وعن كونها واحدة من أول خبيرتين سعوديتين تنضمان لشبكة الميسرين العالمية لصون التراث الثقافي غير المادي، قالت: هذا الاعتماد جاء بعد خبرة متراكمة تتجاوز خمس سنوات في هذا المجال، وجاءت ثمرته بالدعوة للانضمام لهذه الشبكة العالمية.

» عناصر التراث

وعن بداية رحلة الانضمام أشارت الوهيبي إلى أنها خريجة قسم اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، وممثل اللجنة الوطنية للمجلس الدولي للآثار والمواقع «الايكوموس» في شبكة الخبراء الشباب، ومدير مشاريع التراث الثقافي في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وبدأت العمل في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث منذ عام 2015، حيث عملت على توثيق عدد من عناصر التراث في مختلف مناطق المملكة عن طريق الزيارات الميدانية وورش العمل مع المجتمعات المحلية لجمع المعلومات وكتابة التقارير؛ لإعداد ملفات عناصر التراث التي يتم رفعها لمنظمة اليونسكو.

كما تشارك في التمثيل الدولي للمملكة في الاجتماعات الدورية التي تقيمها اليونسكو سنويا في مقرها بباريس، وكذلك اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث والتي تقام بشكل سنوي في دول مختلفة.

وقالت: في البداية كنا نستعين بخبرات من الدول العربية لمساعدتنا في إعداد ملفات عناصر التراث، لكن مع مرور السنوات وتولي العمل على عدة ملفات بمعايير اليونسكو تراكمت خبراتنا في هذا المجال، وبالتالي جاءت الثمرة بالدعوة للانضمام لشبكة الخبراء.

» دعم القيادة

وحول انضمامها لشبكة خبراء اليونسكو العالمية للتراث الثقافي الحي، قالت: هي شبكة تم إنشاؤها في عام 2011؛ لدعم مبادرات بناء القدرات لتنفيذ اتفاقية التراث الثقافي غير المادي، وأضافت: نحظى كخبراء باعتراف دولي، ونعتبر مرجعا لصون التراث الثقافي، كما نقدم الخدمات الاستشارية وورش بناء القدرات في المملكة وجميع أنحاء العالم، ونشكل حلقة وصل بين اتفاقية اليونسكو لصون التراث والجهات المحلية.

وعن مساهمتها في رؤية المملكة عبر وصولها لليونسكو والعالمية قالت الوهيبي: لا شك أن المملكة تخطو خطوات جبارة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الثقافة الأمير بدر الفرحان آل سعود في إبراز مكانتها العالمية، هذه الخطوات الفاعلة التي كان آخرها الانضمام لعضوية المجلس التنفيذي في اليونسكو، وكذلك الفوز بعضوية التراث العالمي، تضع المملكة في مكانها الصحيح، كما سعدنا جميعا بخبر إطلاق أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة، والذي سيقدم للطلاب والطالبات السعوديين فرصا نوعية لدراسة الثقافة والفنون في أبرز الجامعات العالمية، هذا الاهتمام والدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة هو الذي مكنني من الوصول لمنظمة اليونسكو وبالتالي للعالمية.