عبداللطيف الملحم

هل بالفعل تأسس المجلس الوطني الأمريكي (NIAC) في العام 2002م؟ وهل هو منظمة غير حكومية؟ وإن كان كذلك، فما الذي جعل مجموعة من الأمريكان ممن يحملون الجنسية الإيرانية تختار العاصمة الأمريكية واشنطن بدلا لوس انجيليس التي توجد بها الجالية الإيرانية بصورة أكبر وتفاعل مع المجتمع الأمريكي بصورة أعمق ولدى الكثير منهم وفرة من المال تساعد على إمداد هذا المجلس بما يحتاجه من موارد؟

خلال الثورة الإيرانية في 1979م وبعدها هرب الكثير من الإيرانيين إلى أمريكا للاستقرار، إضافة إلى آلاف من المبتعثين العسكريين الذين قرروا البقاء هناك خوفا من الثورة وبعضهم يرتبط بعلاقة أسرية مع نافذين إيرانيين تم اعتقالهم أو إعدامهم. ولم يتوقف خروج أو محاولة الخروج حتى إلى هذه اللحظة. وفي تلك الفترة في أمريكا لم يكن أحد متحمسا للحديث عن نظام الملالي الجديد خاصة بعد أن اتضحت دمويته. ومع مرور السنين تزوج الكثير من الإيرانيين والإيرانيات من بعضهم البعض أو من مواطنين ومواطنات من أمريكا وأصبح لديهم أبناء وبنات من أصول إيرانية ليس لهم علاقة بإيران ولم يروا الثورة الإيرانية على طبيعتها. ولهذا أصبحت خيوط التبعية لبلاد الآباء والأجداد هي السائدة في مخيلة الأمريكي من أصول إيرانية. وبعد ذلك ووسط العزلة التي كانت تعيشها إيران بسبب مقاطعة كثير من الدول لها، أصبح صوت الأمريكي من أصول إيرانية هو السفير لها حول العالم. وبدأت تتجمع منذ زمن طويل فئات إيرانية أصبحت جزءا من المجتمع الأمريكي لتكون لسان إيران في أمريكا في وقت لم تكن هناك أي علاقة دبلوماسية بين أمريكا وإيران. وفي العام 2002م تم تعيين جواد ظريف كممثل لإيران في الأمم المتحدة حتى العام 2007م ليقوم خلالها بتشجيع تأسيس هذا اللوبي الذي يخدم المصالح الإيرانية ويبث ما تريد إيران إيصاله للمجتمع الأمريكي. ولكن كانت هناك نوايا لم تكن واضحة للكثير من المجتمع الأمريكي رغم شكوك الكثير حول دوره المشبوه. ومع الوقت ومن خلال أحداث كثيرة مرت على إيران كان آخرها ما جرى في الساحة الإيرانية سواء من مظاهرات أو تعدٍ على المصالح الأمريكية وإسقاط طائرة أوكرانية ودعم لميليشيات ومنظمات إرهابية تكشفت الكثير من الأمور وتأكدت كثير من الشكوك حول هذا المجلس ولتسقط مصداقيته وتضعه في دائرة التحقيق التي إن تمت فستكون نهاية تأثيره وكذبه على المستمع الأمريكي.

mulhim12@