هند الأحمد

تُعد العوامل التنظيمية والثقافية والشخصية من أهم العوامل المؤثرة في ممارسة المرأة دورها القيادي، كما أن رؤية المملكة 2030 دعمت أهمية الدور التنموي للمرأة وبرنامج التحول الوطني 2020، والتي تضمن رفع نسبة عمل المرأة السعودية في الوظائف العليا من 1% إلى 5%، وفي ضوء ذلك نرى اتساع فرص مشاركتها في شتى ميادين العمل، وفُتحت لها قنوات الحراك المهني الصاعد لتصل إلى مناصب قيادية، وقد عاصرت السعوديات في حيز زمني وجيز العديد من التغييرات التي ساهمت في وصولهن للعديد من المناصب والمراكز القيادية في القطاعين الحكومي والخاص، وفي مختلف القطاعات والمجالات التي تمتد من التعليم والرياضة إلى سلك القضاء والعسكرية لتصل إلى المناصب السياسية والمراكز الإدارية العليا.

السؤال هنا ما مدى أهمية وانعكاس تولي المرأة المناصب القيادية في المملكة على المجتمع!. من وجهة نظري إن تمكين المرأة من العمل والوصول لأعلى المناصب يُعّد من المشاركة المجتمعية وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، كما يعطي ثقة لنصف المجتمع لتحقيق التوازن والإنتاج، وعلى مر العصور التاريخية والمرأة لها دور اجتماعي ومهني كبير فهي عنصر فعّال في الكثير من الأدوار التاريخية، وبالنظر إلى ما تحقق في الفترة الماضية، وما أحرزته المرأة السعودية من إنجازات فأود أن أعرب عن تفاؤلي تجاه مستقبل المرأة السعودية، الذي أجده مشرقاً خصوصاً وقد أضحى عامل تمكين المرأة ودعمها شأناً إستراتيجياً لا مفر منه، وهو محور لتعاون جماعي لا يفتر بين جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص، متجاوزة فيه العديد من المعوقات والصعوبات الاجتماعية والثقاقية، حيث نرى المرأة السعودية حاضرة في الكثير من القرارات الخاصة بتولي المرأة المناصب القيادية وتحظى بدعم لا محدود ضمن رؤية السعودية المستقبلية 2030، وتعيين المرأة السعودية في مناصب جديدة، ومجالات مختلفة كدليل على ما تتمتع به المرأة السعودية من كفاءة وخبرة وطموح تمكّنها من المنافسة وتجاوز التحديات للمزيد من المنجزات الوطنية، فالمرأة السعودية باعتقادي حققت تقدماً ليس فقط خلال السنوات القليلة الماضية، بل عبر 4 عقود منصرمة، وتجلى ذلك في نطاق رفع قدرات المرأة سواء من خلال التعليم، أو الصحة.

إلا أننا ينبغي أن لا نغفل نقطة هامة في تولي المرأة للمناصب القيادية، وهي الإسهام في إيجاد مخرجات رئيسية كخطوة بناء تكاملية تُعزز الدور الحيوي للمرأة المتوافق مع صناعة التحول الوطني ورؤية المملكة العربية السعودية، وتمكينها في كافة العلوم أهمها علوم المستقبل والفضاء ومعرفة طبيعة التحديات التي تواجه المرأة في هذا المجال، ودور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز مشاركة المرأة في مجالات علوم المستقبل، وإيجاد السبل الجديدة التي تعزز مشاركة المرأة في تخصصات علوم المستقبل والابتكار، وإعداد نماذج من المجالات التي تقدمت فيها المرأة في مجال علوم المستقبل. فالعالم اليوم يتجه إلى التقنية الحديثة وعلوم الفضاء والتطور التكنولوجي، وعلوم المستقبل، إضافة إلى أهمية إعداد وتدريب الفتيات في مقاعد الدراسة، وإشراكهن في برامج تدريبية لتحفيزهن وإعدادهن فكرياً لذلك.

@HindAlahmed