اليوم، الوكالات - عواصم

سينمائيون يقاطعون فعاليات للنظام.. وضغوط أوروبية جديدة على طهران

شهدت جامعة طهران، أمس الثلاثاء، احتجاجات على طريقة التعامل مع قضية الطائرة، فيما فعلت فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع النظام الإيراني، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، في ضوء انتهاكات طهران المستمرة للاتفاق، في خطوة ستزيد من الضغط الدبلوماسي على نظام الملالي.

» جامعة طهران

وكانت مقاطع فيديو نشرت من داخل إيران قد أظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتشاد محتجين إيرانيين، الإثنين، في العاصمة طهران، وذلك لليوم الثالث على التوالي وسط غضب عام من اعتراف الحرس الثوري الإرهابي بإسقاط الطائرة الأوكرانية الأسبوع الماضي.

وردد العشرات في إحدى جامعات طهران هتافات «قتلوا نخبتنا واستبدلوهم برجال دين»، في احتجاج على إسقاط الطائرة التي قُتل كل من كان على متنها، وعددهم 176 شخصاً، بعضهم طلبة إيرانيون.

» احتجاجات بالعاصمة

وأظهرت لقطات مصورة وجود العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في منطقة أخرى من العاصمة الإيرانية طهران.

ونُظمت احتجاجات في كرمان مسقط رأس قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل مؤخراً في غارة أمريكية في العراق، تطالب برحيل المرشد علي خامنئي.

وهتف المحتجون في كرمان «الموت لولاية الفقيه على كل هذا الإجرام».

وأكد موقع «إيران إنترناشيونال» إصابة عدة أشخاص بجروح إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين المشاركين في تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية في طهران ومدن أخرى.

» ضغوط كبيرة

وفيما أعلن النظام الإيراني الثلاثاء، أنه اعتقل أشخاصا يشتبه بضلوعهم بدور في إسقاط طائرة ركاب أوكرانية، أعترف أيضا باعتقال 30 شخصا في الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أن أقر الجيش متأخرا بالخطأ الذي ارتكبه.

وأدى إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية أثناء الرحلة رقم 752 الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها إلى أحد أكبر التحديات للملالي الذين يحكمون إيران منذ توليهم السلطة بعد ثورة الخميني عام 1979.

ومنذ أن قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني أبرز قائد عسكري إيراني في هجوم شنته طائرة مسيرة، واجهت إيران تصاعدا في المواجهات مع الغرب واضطرابات في الداخل بلغ كلاهما مستويات تكاد تكون غير مسبوقة في تاريخها الحديث.

» هتافات بالرحيل

ونظم متظاهرون يتصدرهم الطلاب احتجاجات تردد هتافات منها «اغربوا عن وجوهنا يا رجال الدين» وتدعو إلى عزل المرشد الإيراني خامنئي الذي يتولى منصبه منذ 30 عاما.

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تصدي الشرطة بعنف لبعض المظاهرات، وأظهرت لقطات ضرب الشرطة لمحتجين بالهراوات وجرحى يجري نقلهم وبرك دماء في الشوارع ودوي إطلاق نار.

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، تراجعت إيران عن التزاماتها النووية بالتدريج، وتوجت ذلك هذا الشهر بإعلانها التخلي عن التزامها بقيود على إنتاجها من اليورانيوم المخصب.

وبعد شهور من التهديد باتخاذ موقف، فعلت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، آلية فض المنازعات الثلاثاء.

ويواجه زعماء إيران مزيجا قويا من الضغوط سواء من الداخل أو من الخارج.

» مقاطعة سينمائية

وفي السياق، أطلق عدد من صانعي الأفلام والفنانين والموسيقيين الإيرانيين حملة مقاطعة لمهرجان «فجر» السينمائي الدولي الذي ترعاه الدولة، تضامناً مع موجة الاحتجاجات الجديدة خلال الأيام الماضية ضد إسقاط الحرس الثوري الطائرة الأوكرانية بصاروخ.

في الوقت نفسه، أعلن العديد من مقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية الحكومية عن إنهاء عملهم احتجاجاً على إسقاط الطائرة الأوكرانية، وحملة التضليل التي مارستها وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة لحرف الأنظار عن مسؤولية الحرس الثوري الإرهابي.