محمد العصيمي

أنا شغوف بالبناء رغم أنني لست مقاولا ولا مُصنعا أو موزعا لمواد البناء. في عمر مبكر، أثناء دراستي الجامعية، حملت كثيرا من أكياس الإسمنت والطوب في سيارتي (مازدا بوكس) لتوصيلها إلى مقر بناء (فلتنا) الأولى بالرياض وتسليمها إلى المقاول اليمني الذي أوكلت إليه بناء (العظم).

حين أنظر الآن إلى تلك الأيام، التي مضى عليها حوالي ٣٤ سنة، وأقارنها بأيامنا هذه أجد الفرق هائلا يصعب حصره وتستحيل الإحاطة به، خاصة مع إطلاق هذه المبادرات (البنائية) مثل مبادرة تحفيز تقنية البناء، التي خلقت، خلال بضع سنوات، سوقا محترفة لتقنيات عالمية جديدة ستدخل في عملية بناء المواطنين لمنازلهم في الحاضر وفي المستقبل.

الأهم أن التوعية بهذه التقنيات، أو هذه البدائل العملية والسهلة، تُستغل فيها وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي لإشراك الناس في التحول إلى الأساليب الحديثة في التشييد والبناء. وكما أفهم شخصيا من شعار حملة التوعية الأخيرة (بنيت لتبني) فإن من يبني بيته من المواطنين بالأساليب التقنية الحديثة، التي تطرحها المبادرة، هو في الحقيقة يشارك في بناء جزء من طريق مستقبل البناء والتشييد في المملكة.

لا أدعي أنني أفهم تقنيات البناء الحديثة التي، كما قلت سابقا، تطرحها مبادرة تقنية البناء مثل التقنية اللوحية والتقنية الهجينة وتقنيات التنفيذ في الموقع إلى آخره، لكن ما أفهمه أننا ننطلق، ضمن رؤية 2030، إلى أفق جديد على مستوى الصناعة والسوق والاستهلاك لمواد بناء نوعية وفي متناول الجميع. وهذا سيغير حتما من شكل بيوتنا وأحيائنا ومدننا. والأهم أنه سيحدث تغييرا حقيقيا في وعي المواطن في كيف يبني بيته بتصاميم حديثة وتكاليف منافسة وجودة عالية.

ma_alosaimi@